أخبار عاجلة

د. مجدى بدران يكتب… “الصيام والروح المعنوية والأمن المركزى..”

شرفت بإلقاء محاضرة عن الصيام و الروح المعنوية بمناسبة إحتفال قوات الأمن المركزى بمناسبة العاشر من رمضان بالتعاون مع وزارة الثقافة , برعاية اللواء أسامة بدير مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن القاهرة و اشراف اللواء خالد عبد الحميد مدير الإدارة العامة لقوات أمن القاهرة , و اللواء رجائي نيازي وكيل الإدارة العامة لقوات أمن القاهرة . لمست فى الإحتالية إرتفاع الروح المعنوية لدى جنود وضباط الأمن المركزى , و لفت إنتباهى سعادة الجنود الأبطال , وهم يمارسون بحرية و بتشجيع العميد عادل عليوه و العقيد أسامة حامد أنشطة متعددة رياضية وثقافية وترفيهية , فى قاعات و ساحات غاية فى النظافة و التهوية , مع غلبة الرئة الخضراء بصورة حضارية مشرفة ترفع الروح المعنوية . إرتبط الصيام بالإنتصارات , ففى شهر رمضان حدثت غزوة بدر في السابع عشر من رمضان في العام الثاني من الهجرة , و فتح مكة في العشرين من رمضان فى السنة الثامنة للهجرة, و معركة عين جالوت فى الخامس والعشرين من رمضان سنة 658 هجرية , و إنتصار المصرييين فى معركة العبور فى العاشر من رمضان سنة 1973 . الروح المعنوية نتاج الصحة النفسية السليمة , و هى تدفع الإنسان للتنافس مع الأخرين و تحدى المعوقات التى تعترض طريقه , مما يفيد فى تنمية الإبداع والإبتكار و الرقى , وعبور الأزمات , وقهر التحديات , و بالتالى النجاح و الإنتصار و تقدم الوطن . تم الإهتمام بالروح المعنوية أثناء الحرب العالمية الأولى , فلقد لوحظ أن تواجد الجنود لفترات طويلة في خنادق المعارك يصيب بعضهم بالصدمة النفسية و إنهيار معنوياتهم و الجبن و عدم القدرة على القتال ,و تبين أن إعادة نشر القوات في ساحة المعركة، يجدد نشاطهم و يبعث فيهم الأمل فى النصر ! وفى الحرب العالمية الثانية تبين أن تنمية الإحساس بالواجب يرفع الروح المعنوية للجنود . تظهر مرآة الروح المعنوية المرتفعة فى صور الحماس و الشجاعة، والثقة، والانضباط، و التكاتف , و الإصرار و المثابرة , و الإستعداد للتضحيات لتحدى الصعاب . لرفع الروح المعنوية يجب غرس مفهوم تحمل المسئولية ، و تنمية الرغبة و التشويق لإنجاز المهام , و العمل على تطوير الأداء إلى الأفضل و التدريب المستمر , و إكتساب و تنمية المهارات , و التدرج فى تحدى الصعاب وعدم الإكتفاء بأداء المهام السهلة، و ترسيخ الثقة والاحترام و التعاون , و ديمومة التحفيز لتدعيم السلوكيات الإيجابية , و البعد عن السلوكيات السلبية . من الأهمية الإقتناع بأن النجاح وليد الجد و الإجتهاد , و أن الفشل محصلة الكسل والإهمال . تشمل معوقات التحفيز : الخوف , و عدم وضوح الأهداف , و غياب المتابعة , و تغلغل مفهوم لافرق بين النجاح أو الفشل , و غياب التوجيه , و غياب التدريب على تصحيح الأخطاء , و غياب لغة الحوار خاصة مع القيادات , و كثرة النواهى و الذبذبة فى إتخاذ القرارات , و كثرة التغيير في القيادات مما يسبب العودة للصفر مع كل تغيير يمحو ماسبقه . الصوم مدرسة تعلم الإنتماء و ترفع الروح المعنوية , إذ يصوم الصائمون و يفطرون فى مواعيد محددة , يلتزم بها الجميع مما يدرب الصائمين على السلوك الجماعى , يشعرون فيه أنهم ينتمون معا لفريق واحد يشترك فى الأهداف والأعمال و يتقارب فيه البعيدون , و يتعاطفون معا , و يشعر فيه الأغنياء بمعاناة بالفقراء الذين يفترض أنهم سيشعرون بتعاطف الأغنياء معهم ! لذا فهو يعلم الإنضباط , و الإلتزام بالواجبات , و تحقيق الأهداف , و تعديل السلوك , و مقاومة نقاط الضعف . ما أحوجنا لتعميق مفهوم الإنتماء لرفع الروح المعنوية للمواطنين فى كافة مجالات الحياة خاصة العمل . لوحظ أن الصيام يعضد القدرة على إتخاذ القرار , فهو ينشط الذاكرة , و يزيد الذكاء , و يزيد من تركيز هرمون الجريلين هرمون الجوع الذى ينشط المستقبلات العصبية في جميع أجزاء المخ وبالتالى يزداد الإنتباه و الذاكرة ويتحسن الأداء العقلى و الذكاء , و تزداد كفاءة جميع أجهزة الجسم جمعاء , و يعمل كمضاد للإكتئاب يقلل من القلق . ثلاثية التعبد فى رمضان من صيام و صلاة جماعية و زكاة تكسب الصائمين الطمأنينة , و تجعلهم يتقربون إلى الله , وبالتالى تقل مخاوفهم , ويسترخون نفسيا و مناعيا , فتطمئن قلوبهم , وتصفو أذهانهم , و تقوى عزائمهم , و ترتفع مناعاتهم . الصوم يرفع كفاءة الجهاز المناعى عن طريق الإسترخاء الذى يقلل من التوتر و القلق والإكتئاب , و يكسب السعادة و يعلم القناعة , و يزيد من تركيز هرمون السيروتونين هرمون السعاده والسرور والانشراح وزياده الشهيه, و هو سر من أسرار الطمأنينة النفسية , و يعمل كموصل عصبى أيضاً له دور كبير فى تنظيم عمليه النوم والمزاج والشهيه , و محاربة الكأبة . الروح المعنوية أساس النجاح , و تخطى الصعاب , و غياب الروح المعنوية يعنى الفشل والكساد والإفلاس . علينا تعليم الأجيال بأن الناجحين هم أصحاب الروح المعنوية العالية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *