أطلق مرصد التكفير، التابع لدار الإفتاء المصرية، اليوم السبت، العدد الأول من نشرة “إرهابيون.. قراءة تحليلية فى فكر الجماعات الإرهابية”، والتى تُعنى برصد وتحليل فكر وجرائم الجماعات الإرهابية المتطرفة محليًّا، ودوليًّا، وعالميًّا.
وقد ألقى العدد الأول من “إرهابيون” الضوء على جرائم وانتهاكات الجماعات المتطرفة، وحصر جرائمهم التى تنوعت بين القتل، والتفجير، والتفخيخ، إضافة إلى هدم دور العبادة من مساجد، وكنائس، ومعابد، حيث أكدت أن هذه الأفعال لا يمكن أن تصدر عن أُناس يدعون زورًا أنهم يمثلون دينًا هو بالأساس يُحرِّم الاعتداء على دور العبادة بأى شكل من الأشكال.
ورصدت “إرهابيون” مجموعة من الفتاوى الإرهابية المتشددة التى لا تمت إلى الدين الإسلامى الحنيف بأية صلة، ومنها تحريم تنظيم “داعش” الإرهابى خروج المرأة من المنزل فى رمضان، وضرورة إغلاق المحال التجارية فى العشر الأواخر من رمضان لأجل الاعتكاف، وأن من يكره “داعش” فصومه غير مقبول!!.
وعلى صعيدٍ متصل، حرَّم هؤلاء الإرهابيون العمل فى العشر الأواخر من رمضان، وهذا يدل على ضحالة العقلية المتطرفة التى تعادى العمل والبناء اللذين حثَّ عليهما الإسلام بقوة، وتبين مدى تعاملها العنيف لكل من يختلف معهم حتى لو كان فى الرأى، حيث يكون نصيبه الجلد، أو الضرب، وربما وصل الأمر إلى القتل.
وبيَّن مرصد الفتاوى المتشددة والتكفيرية فى نشرته أن تلك الجماعات الإرهابية ليس من أولوياتها تطبيق الشريعة، فهذا ستار كاذب لها.. وفى الحقيقة أنها تُستخدم كأذرع لدول تنفذ مخططاتها مستخدمة ما أحدثته الثورات من فراغ فى تلك الدول.
وكشفت “إرهابيون” أن إرهابيى “داعش”، ومن على شاكلتهم يتبنون سياسة غاية فى “الخبث”، من أجل التوسع وفق إستراتيجية تقوم على أمرين، الأول تجنيد الأجانب من أوروبا وغيرها ، واستمالة بعض القيادات الأمنية والعسكرية والمخابراتية من منظومات أخرى، مثل انضمام قائد “القوات الخاصة” فى الشرطة الطاجيكية إليها للاستفادة من خبراتهم.
والأمر الثانى تجنيد أفراد لها فى الدول العربية للقيام بأعمال تفجيرية لخلق حالة من الفوضى فى تلك البلدان، وإشغالها بأمورها الداخلية عن محاربتها والوقوف في وجه توسعاتها، لافتة إلى خطورة تجنيد هذه الجماعات للأطفال معتبرة أن ما تقوم به هو جرائم ضد الإنسانية يجب الوقوف ضدها.
واختتمت “إرهابيون” عددها الأول بمجموعة من التوصيات أهمها حتمية القضاء على الطائفية والمذهبية، التى تعتبر الداعم الأول للجماعات الإرهابية، وضرورة المواجهة الفكرية لتلك الجماعات، وبيان فساد منهجها، والتوعية الجيدة للشباب الذين هم أمل الأمة، وعليهم يكون البناء، مشددة أنه لا بد من التأكيد على فكرة توحد الدول كافة لمواجهة إرهاب تلك الجماعات الإجرامية لأنها لا تعترف بالحدود الجغرافية، فالمواجهة العسكرية لابد أن تسير في خط متوازٍ مع المواجهة الفكرية.
ومن جانبه، أكد الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتى الجمهورية، أن “النشرة” تأتى استكمالاً لجهود مرصد الفتاوى المتشددة، والتكفيرية فى دراسة العقلية الإرهابية المتطرفة، وتحليلها من جوانبها كافة، لافتًا إلى أن “النشرة” تعتمد على آلية الرصد، والمتابعة، والتحليل لأكثر من 50 فصيلاً متطرفًا فى أنحاء العالم، وفى مقدمتهم “داعش”، وأنصار بيت المقدس، وبوكوحرام وغيرهم من جماعات الدم والنار.