طالبت الدعوة السلفية بوضع خطة كاملة يشترك فيها علماء الأزهر والأوقاف والجمعيات الوسطية الرافضة للعنف لمقاومة الفكر التكفير المنحرف، مع وضع آليات لتدريب الدعاة على تفنيد ذلك الفكر والتصدى له، مع تكوين جبهة شعبية تؤازر الجيش والدولة فى الحرب على الإرهاب.
وقال الشيخ على حاتم المتحدث باسم الدعوة السلفية، إن العمليات الإرهابية فى مصر بأنواعها تؤكد أن الإرهابيين القتلة لا يعملون وحدهم، بل يقف خلفهم دول بأكملها بأسلحتها وأموالها ومعلوماتها وأجهزة مخابراتها، والأهداف من وراء ذلك متعددة وواضحة، أهمها زعزعة الاستقرار فى مصر، والتأثير على معنويات جيشها وبالتالى على شعبها، ووضع مصر فى حالة لا تمكنها من المضى قدمًا فى تنفيذ مخططاتها التنموية المعلنة للجميع.
وأضاف: “من الضرورى أن يتأكد الجميع أن مصر فى حالة حرب على الإرهاب، ما يقتضى أن يأخذ الجميع الأمر بجدية كاملة، بوضع خطة كاملة يشترك فيها علماء الأزهر والأوقاف ومعهم الجمعيات الوسطية الرافضة للعنف كالدعوة السلفية، وذلك لمقاومة الفكر التكفيرى المنحرف ووضع آليات تنفيذ تلك الخطة وتدريب الدعاة فى كل مكان على التصدى لهذا الفكر المنحرف وإعداد الناس لفهمه والتصدى له، وتكوين جبهة شعبية متماسكة تقف خلف جيشها وأمنها خلال تلك الحرب التى لا هوادة فيها مع الإرهاب، وتصدى جميع المؤسسات للشائعات المغرضة وبيان زيفها وكذبها”.
من جانبه قال الشيخ عادل نصر، المتحدث الرسمى ومسؤول الدعوة السلفية بالصعيد، إن الدعوة السلفية لها دور كبير فى مواجهة أفكار العنف والتكفير وغيرها من الانحرافات المعاصرة، فبمجرد أن انطلقت شرارة العنف فى العصر الحديث على يد التنظيم الخاص لجماعة الإخوان فى الأربعينيات باغتيال الخازندار والنقراشى رئيس وزراء مصر آنذاك؛ وقف علماء السلفية لهم بالمرصاد يفندون شبهاتهم ويردون أباطيلهم.
وأضاف: “تصدى العلامة السلفى الكبير أحمد شاكر رحمه الله فى مقاله الشهير للإخوان حينما قتلوا النقراشى واحتسبه شهيدا ووصف قاتليه بأنهم خوارج العصر، واتبع دربه باقى السلفيين حتى الدعوة السلفية، الذين نصحوا الشباب وأوضحوا لهم أحكام الجهاد، وحذروا من عواقب هذه الأفعال التى لم ينضبط أصحابها بشرع ولم يراعوا فيها واقعا، مؤكدا أنه لا يجوز منازعة ولاة الأمور ولا الخروج عليهم، إلا أن يروا كفرًا بواحًا عندهم من الله فيه برهان؛ لأن الخروج على ولاة الأمور يسبب فسادًا وشرًا عظيما، فيختل الأمن وتضيع الحقوق، ولا يتيسر ردع الظالم ولا نصر المظلوم، وتختل السبل ولا تأمن، والقاعدة الشرعية المجمع عليها: أنه لا يجوز إزالة الشر بما هو أشر منه، بل يجب درء الشر بما يزيله أو يخففه”.
وتابع: “لما عاد الإخوان إلى سيرتهم الأولى، وسلكوا سبيل العنف والصدام، وأطلقوا أحكام التكفير بلا ضابط، بعد أحداث مصر الأخيرة؛ وقفت الدعوة السلفية وقفة مشهودة، رافضة هذا الانحراف، محذرة من عواقبه الوخيمة، وأطلقت الحملات الدعوية التى تبين ضوابط التكفير عند أهل السنة وأحكام الجهاد وفقهه الصحيح، بالمحاضرات والدورات تارة، وبالكتابة تارة أخرى، وستظل تبذل قصارى جهدها حتى تنقشع الغمة وتدرأ الفتنة”.