بعد أن تولى محافظ بورسعيد الحالي المسئولية توسمت فيه خيرا وكتبت له في هذا المكان نصيحة بأن يفكر بطريقة غير تقليدية في حل مشكلات المحافظة خاصة فيما يتعلق بمشكلتي تراكم القمامة في الشوارع والازدحام المروري واقترحت عليه بعض الأفكار التي لو كان قد أخذ بها لما وصلت المدينة الباسلة الى هذا الوضع المتردي اليوم لكن يبدو أنه مشغول لدرجة أنه لا يطلع على ما يكتب من أفكار قد تساعده على أداء عمله أو أن معاونيه لا يقدمون له إلا التقارير الوردية التي تقول له «كله تمام»!!
وخلال الأيام الأخيرة أرسل لي العديد من مواطني بورسعيد صورا عبر مواقع التواصل الاجتماعي تؤكد أن الأوضاع المتعلقة بالنظافة في بورسعيد في غاية السوء بما في ذلك مشكلات الصرف الصحي خاصة في المناطق التي يسكنها الغلابة بمناطق الضواحي ويرجون رحمة الله مع اشتداد حرارة الصيف خوفا من انتشار الأمراض والغريب أن المناطق الراقية أو التي كانت راقية في بورسعيد أصبحت أيضا تعاني من تراكم القمامة وتم ترك الحمير والكلاب تسير في شوارعها وترتاد شاطئها الذي أمضيت أنا شخصيا على بحره ورماله أجمل سنوات عمري قبل التهجير.
من الطبيعي أن جزءا من المشكلة سلوكيات البشر لكن لو تم تطبيق القانون على المخالف لما جرؤ احد على المخالفة وتصبح المنظومة الإدارية الجزء الثاني من المشكلة والمتمثلة في رؤساء الأحياء الذين يرتدون دائما نظارة لونها «بمبي» ويقنعون المحافظ الذي خوله رئيس الجمهورية سلطاته بأن كل شيء على ما يرام!!
كنت أتمنى أن توضع بورسعيد على خريطة مصر السياحية لأنها تجمع بين مقومات المصيف والمدينة التجارية ولم يفكر المسئولون في كيفية توظيف هذه المقومات للارتقاء بصورة المدينة التي شوهتها يد الإهمال وأخشى أن يكون الفساد أحد أسباب هذا التشويه!!
والواقع أنا كتبت مرة أخرى عن بورسعيد ليس لأنها موطني ومسقط رأسي ولكن لأننا على أعتاب عرس قومي وهو افتتاح مشروع ضخم بعد أيام قليلة، مشروع قناة السويس الجديدة وأوجه سؤالا هذه المرة الى المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء كيف وصل حال بورسعيد الى هذا الوضع المزري وهي مفتاح قناة السويس من جهة الشمال وتتحكم في تفريعة شرق القناة ومن المفترض ان يكون الافتتاح الذي سيتم مقرونا بارتداء محافظات القناة الثلاث بورسعيد واسماعيلية وبورسعيد أبهى حللها لكن فيما يبدو أن بورسعيد ستكون خارج الخدمة؟ كم اتمنى ان يقوم المهندس محلب رغم مشاغله بزيارة ميدانية مفاجئة لبورسعيد ليرى على الطبيعة الواقع المر الذي تعيشه المدينة خاصة في المناطق الشعبية بأحياء العرب والمناخ والزهور والضواحي.
إننا جميعا نترقب حفل الافتتاح الذي سيجلب الفرحة لكل المصريين ولا نتمنى أن تشوهه صور الإهمال وعدم الاكتراث بصحة المواطن البسيط المحاط بالقمامة ومياهٍ الصرف الصحي وارجو أن تكون الصور التي تملأ مواقع التواصل الاجتماعي مبالغا فيها وإن كنت أشك في ذلك لأنها تعبر عن واقع مر يعاني منه سكان المدينة.
ومن المفترض أن المحافظة وليست هيئة قناة السويس فقط هي المعنية بافتتاح المشروع الجديد وأحد مظاهر الاعتناء بالمناسبة القومية الاهتمام بالمدينة ليس بتعليق الزينات والأنوار ولكن بالنظافة والتجميل ليس في الواجهة بشوارع الميناء وطرح البحر وبورفؤاد ولكن بنظافة المناطق البعيدة عن الواجهة حتى لا يشوه الإهمال مشروع القناة الجديد وحتى نرضي ضمائرنا امام الله والوطن.
أرجو أن تكون هناك مساحة من الزمن كي يتحرك المحافظ ومعاونوه لحفظ ماء الوجه وكفاهم نوما في العسل ونساعدهم بكل طاقاتنا وقمنا بتدشين حملة بورسعيد مدينة جميلة ندعو فيها الشباب الى التطوع لتنظيف وتجميل مدينتهم.