ذكرت صحيفة “جارديان” البريطانية أن حالة الفوضى والجمود المتزايدة فى سوريا دفعت البلاد إلى الاقتراب أكثر من التقسيم الفعلى، حيث يتراجع جيش الرئيس السورى بشار الأسد المثقل بالمهام والمنهك فى مواجهة حرب استنزاف أصابت قوته البشرية.
وقالت الصحيفة إن جيش النظام سعى للاحتفاظ بموطئ قدم فى الأنحاء المترامية من البلاد، من دير الزور فى الصحراء الشرقية لسوريا وحتى حلب شمالا ودرعا جنوبا، فى محاولة لتشديد قبضته على مؤسسات الدولة وحماية ضباطه بالتراجع فى مواجهة الهجمات الساحقة وإخضاع الأراضى التى فقدها لحملات جوية عشوائية لا هوادة فيها.
وأضافت الصحيفة أنه ومع ذلك فإن الجيش السورى كان يتعين عليه، فى مواجهة نقص القوى البشرية مع فرار عشرات الآلاف من الشباب، الاعتماد بشكل كبير على الميليشيات المحلية كجهة لإنفاذ القانون لصالح النظام، وأشارت إلى أن الجيش يتنازل عن الأراضى للمقاتلين الثوار وتنظيم “داعش” الإرهابى بغية استجماع قوته فى معاقله بغرب البلاد مما يمهد الطريق ببطء للتقسيم.
ونوهت الصحيفة إلى أن الرئيس السورى تنازل عن السيطرة على أجزاء كبيرة من البلاد، من خلال الاعتراف بأن قوات النظام مثقلة بالمهام ولا تستطيع التواجد فى مناطق البلاد كافة غير أنه تعهد بمواصلة الحرب.
وأشارت إلى أنه على الرغم من أن النظام السورى خسر مساحة أرض كبيرة فى الآونة الأخيرة، تشمل تقريبا كل محافظة أدلب فى الشمال ومدينة تدمر التاريخية، فإنه يسيطر على قواعد عسكرية استراتيجية من بينها المطار فى دير الزور وقاعدة تى 4 فى شرق حمص وقاعدة أخرى فى الجنوب، قرب درعا.