ذكرت وكالة أنباء الأمم المتحدة أن الأمين العام بان كي مون أعرب عن قلقه العميق إزاء الاتجاه الذي تتخذه المرحلة الانتقالية في مصر، وكرر إدانته القوية لتصاعد العنف الذي أدى إلى مقتل العشرات وإصابة مئات آخرينذكرت
وفي اتصال هاتفي مع نائب الرئيس المصري المؤقت محمد البرادعي أمس الأحد، دعا السيد بان السلطات المؤقتة لتولي المسؤولية الكاملة عن الإدارة السلمية للمظاهرات وضمان حماية جميع المصريين، بغض النظر عن الانتماء الحزبي.
ووفقا لبيان منسوب للمتحدث باسم الأمم المتحدة في نيويورك جدد الأمين العام، خلال هذه المحادثة، دعوته للسلطات المؤقتة لإطلاق عملية سياسية سلمية حقيقية شاملة.
وأكد السيد بان كي مون أنه “مع كل حالة وفاة جديدة تصبح هذه المصالحة على المدى الطويل أكثر صعوبة”.
وخلال المحادثة الهاتفية، ناشد السيد بان أيضا جميع القادة المصريين حث مؤيديهم على التحلي بضبط النفس. وحث المصريين على وضع مصلحة بلدهم فوق المصالح الفردية والجماعية والسياسية من أجل البدء في عملية مصالحة ذات مغزى.
كما جدد أمين عام الأمم المتحدة دعوته للسلطات المؤقتة للإفراج عن الرئيس المخلوع محمد مرسي وقادة الإخوان المسلمين الآخرين على الفور، أو مراجعة قضاياهم بأقصى قدر من الشفافية.
وناقش السيد بان كي مون أيضا الوضع في مصر مع وزيري خارجية تركيا وقطر ومع أمين عام جامعة الدول العربية. وأعرب السيد بان عن قلقه العميق إزاء الوضع في مصر، والخسائر غير المقبولة في الأرواح على مدى اليومين الماضيين، وفقا للمتحدث باسمه.
كما أدانت المفوضة السامية لحقوق الإنسان، نافي بيلاي أيضا، بالتوافق مع إدانات أممية واسعة خلال اليومين الماضيين، أعمال العنف في مصر التي أدت إلى مقتل أكثر من 80 شخصا، وإصابة مئات آخرين. وفيما أشارت إلى أحدث إعلان لا هوادة فيه صادر عن وزارة الداخلية المصرية، حذرت بيلاي من أن نهج المواجهة من قبل الجانبين “يؤدي إلى كارثة”.
وحثت للمرة الثانية خلال شهر واحد على أن يتم إجراء تحقيق “موثوق ومستقل وفوري” في عمليات القتل واسعة النطاق التي يبدو أن قوات الأمن متورطة بها وتقديم المسؤولين للعدالة.
وقالت في بيان صادر عن مكتبها “على الرغم من كل التحذيرات، وكل الدعوات لضبط النفس، قتل أكثر من 150 من المصريين خلال احتجاجات الشهر الماضي، ليس فقط في القاهرة ولكن في مدن أخرى كذلك”.
وأكدت السيدة بيلاي أن لأنصار جماعة الإخوان المسلمين الحق في الاحتجاج سلميا مثل أي شخص آخر. وأضافت “أخشى على مستقبل مصر إذا استمرت القوات العسكرية والأمنية وغيرها، وكذلك بعض المتظاهرين، في إتباع مثل هذا النهج التصادمي والعدواني”.
وقالت المفوضة السامية إنها تشعر بقلق بالغ إزاء ” حالة الاستقطاب المتزايدة الخطورة التي تجتاح البلاد”.
وأشارت إلى أن مصر تقف عند مفترق طرق، مضيفة أن “مستقبل هذا البلد العظيم الذي أعطى الكثير للحضارة، يعتمد على كيفية تصرف مواطنيه وسلطاته على مدى الأيام والشهور التالية”.
وقالت “أدعو جميع الأطراف إلى وضع مظالمهم جانبا والانخراط في حوار وطني عاجل بهدف استعادة النظام الدستوري من خلال انتخابات حرة وديمقراطية وإنهاء العنف وخطاب الكراهية”.
وحذرت قائلة “وبالنظر إلى ما حدث في الأيام الأخيرة، فإن مزيدا من الاحتجاجات أمر لا مفر منه، والمسؤولية تقع بشكل واضح على كل من قوات الأمن والمتظاهرين لضمان عدم تكرار الأحداث المأساوية الرهيبة التي وقعت أمس”.