بعد أكثر من أسبوع على الاشتباكات بين الجيش وأنصار حزب العمال الكردستاني PKK، الذي تعتبره الحكومة منظمة إرهابية، يتساءل مراقبون عن أسباب وأد الانتفاضة الشعبية الكردية في مدينة ديار بكر، جنوب تركيا .
وأعلنت مصادر أمنية مؤخراً مقتل اثنين من أفراد الشرطة، وذلك في تفجير سيارة ملغومة على نقطة تفتيش بمحافظة “شرناق”، لتنطلق بعدها عملية عسكرية دعمتها طائرات الهليكوبتر، قُتل خلالها 6 من مقاتلي حزب الكردستاني.
ويقول مراقبون إن مخاوف الرئيس التركي بدأت تزداد وتتوضح أكثر، ولاسيما أنه يعمل جاهداً على إقامة منطقة عازلة مع سوريا، الأمر الذي ترحب به أطياف من المعارضة السورية، فيما ترفضه أطياف أخرى، كالأكراد.
وإذا ما تحقق إنشاء المنقطة العازلة، فهذا سيسمح للمزيد من المتسللين الأجانب التوغل في الأراضي السورية، ما يشكل ضغطاً على الأكراد على طرفي الحدود، والذين يقولون إن منقطتي “سرخت” و”بنخت”، كما يسمونها، ستتهدد من خلال تقسيم شطري المنطقة (شمال وغرب كردستان)، بحسب سياسيين أكراد.
ويقول الأكراد إن “دياربكر” أو “آمد” هي عاصمتهم في تركيا، حيث تتميز المدينة بأهمية تاريخية كبيرة لديهم، ما يشجع الحكومة التركية على إضعاف شوكة الأكراد فيها والاقتراب أكثر من نقطة ضعفهم.
وأنشأ أكراد سوريا نوعاً من الفيدرالية في مناطقهم، شمال شرق البلاد، وقسموا مناطقهم إلى ثلاث مقاطعات (كانتونات)، هي الجزيرة وعفرين وكوباني، وهذا ما يخلق تخوفات لدى الجانب التركي من إزالة الحدود بين الطرفين، والتي يقول الأكراد إنها من مخلفات اتفاقية سايكس بيكو 1916، متخوفين في الوقت نفسه من دخول عناصر من داعش عبر تركيا.
وفي هذا الإطار، تستمر تركيا في عملياتها العسكرية ضد مقاتلي العمال الكردستاني، ورفعت الحظر عن أهم أحياء ديار بكر، بعد أن تأكدت من عودة الهدوء إليها.
ولضمان حظر التجوال في ديار بكر، استخدمت الشرطة الأحد خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع لإخلاء شوارع المدينة من بعض المواطنين الذين تبقوا فيها، فيما رشق بعض المحتجين سيارات للشرطة بالحجارة.
وتستعد تركيا لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة في الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني، بعد أن جاءت نتيجة نهائية الانتخابات التي جرت في يونيو/ حزيران غير حاسمة وغير مرضية لحزب العدالة والتنمية، الذي يتزعمه رجب طيب أردوغان.