ما أن نادى قائد الطائرة بأن الرحلة أصبحت فوق الميقات المكاني، حتى بدأ ضيوف الرحمن بارتداء ملابس الإحرام وإعلان نية أداء فريضة الحج والتلبية والدعاء.
والمواقيت المكانية هي مواضع حددها الإسلام للمعتمرين أو الحجاج لارتداء ملابس الإحرام والالتزام بواجباته والابتعاد عن نواقضه.
وقد حدد الإسلام مواقيت مكانية ليبدأ حجاج بيت الله إحرامهم فيها حسب البلدان التي أتوا منها، وهي ذو الحليفة (أبيار علي) ميقات أهل المدينة، ويلملم (السعدية) ميقات أهل اليمن، وقرن المنازل (السيل الكبير) ميقات أهل نجد، وذات عرق ميقات أهل العراق، والجحفة ميقات أهل الشام والمغرب ومصر ومن جاء عن طريقهم.
ويقترن ارتداء لباس الإحرام بنية الدخول في الحج أو العمرة أو فيهما معا. ولحظة الإحرام تعني أن الحاج أصبح محرما عليه ما كان حلالا في الأيام العادية، كتغطية رأسه ولبس المخيط وملامسة النساء والتطيب والصيد.
وثوب الإحرام للرجال قطعتان، هما الرداء الذي يغطي الجزء الأعلى من الجسم، والإزار الذي يغطي الجزء الأسفل منه، ويشترط في ثياب الإحرام عدم لبس المخيط وذلك للرجال فقط، أما النساء فيحرمن بثيابهن العادية ويشترط عليهن عدم ارتداء النقاب أو القفازات.
ثوب الإحرام للرجال مكون من قطعتين هما الرداء الذي يغطي الجزء الأعلى من الجسم والإزار الذي يغطي الجزء الأسفل منه
والحكمة من لباس الإحرام ولونه الأبيض، هي التذكرة بنهاية الإنسان عندما يلف بكفن أبيض غير مخيط عند الموت، كما أنه إشارة إلى المساواة بين البشر.
وتختلف الفترة التي يجب أن يلتزم فيها الحاج بلباس الإحرام حسب صفة الحج، فالحج ثلاثة صفات، في حج التمتع يحرم الحاج من الميقات المكاني ثم يؤدي عمرة الحج في مكة ثم يتحلل من إحرامه، ويحرم مجددا في يوم الثامن من ذي الحجة لتكملة مناسك الحج.
أما في حج الإفراد والقران، فيحرم الحاج من الميقات المكاني ويبقى على إحرامه حتى ينتهي من رمي جمرة العقبة في أول أيام العيد ثم النحر والتقصير.