ذكرت إذاعة الأمم المتحدة أن إيفان شيمونوفيتش الأمين العام المساعد للأمم المتحدة لحقوق الإنسان حذر من أن مؤسسات الدولة في جميع أنحاء جمهورية أفريقيا الوسطى على وشك الانهيار، وحث المجتمع الدولي على عدم التخلي عن البلاد التي تعاني من الصراع.
وقال شيمونوفيتش في بيان له في ختام زيارة استغرقت أربعة أيام لجمهورية أفريقيا الوسطى، إن الحكومة الانتقالية، الشاملة نسبيا التي تم تشكيلها، لا تزال ضعيفة جدا، مضيفا، أنه في حين أن الوضع في العاصمة بانغي قد شهت تحسنا قليلا، إلا أن معالم الدولة ببساطة لا وجود لها خارج العاصمة، ولا سيادة للقانون.
وأوضح مسئول الأمم المتحدة أنه خارج بانغي، لا توجد هناك شرطة، ولا يوجد نظام عدالة، ولا خدمات اجتماعية. وذكر أن الأمن شبه معدوم، ويعيش المواطنون في خوف دائم.
وقال الأمين العام المساعد إنه شعر بالقلق بشكل خاص للعدد كبير من أعضاء قوات ائتلاف سيليكا في الشوارع، الذين لا يحصلون على أي رواتب ويقيمون نقاط تفتيش، ويطلبون المال أو ينهبون المنازل.
وقد زار شيمونوفيتش خلال وجوده في البلاد موقعا لما يرجح أن يكون مقبرة جماعية في بامباري، لا يزال يتعين التحقيق فيها. وذكر أفراد من المجتمع المحلي أن الضحايا قد أعدموا دون محاكمة ولكنهم لم يتمكنوا من التأكد من هوية الجناة.
كما أعرب مسئول حقوق الإنسان عن القلق لارتفاع معدلات العنف الجنسي في البلاد، وللانتشار السريع للملاريا وغيرها من الأمراض، وإرتفاع معدلات وفيات الأمومة وسوء التغذية.
كما أعرب عن قلقه الشديد لعدم الاهتمام بالقدر الكافي بالأوضاع الإنسانية وحالة حقوق الإنسان في جمهورية أفريقيا الوسطى، سواء من قبل وسائل الإعلام أوالمجتمع الدولي، مؤكدا أن الصراع في البلاد لا يجب أن يظل منسيا لما يسببه من معاناة لأعداد كبيرة من المواطنين، وتعميق للانقسام الديني والعرقي، وزعزعة لاستقرار المنطقة.
وقال شيمونوفيتش إن نزع السلاح والإدماج والتدريب المشترك لعدد محدود من كل من عناصر ائتلاف سيليكا، ومن القوات الأمنية السابقة، باستثناء من ارتكبوا انتهاكات لحقوق الإنسان، يشكل الطريق إلى الأمام، مؤكدا مع ذلك، أنه لا يحل مشكلة الفراغ الأمني الحالية.