خلال كلمته أمام مجلس الأعمال المصرى الفرنسى قدم المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، الشكر والتقدير للقائمين على مجلس الأعمال المصري الفرنسي لتنظيمهم هذا الاجتماع المهم.
كما أكد رئيس الوزراء على عمق العلاقات التاريخية التي تجمع الشعبين المصري والفرنسي، والتي تأصلت على مر عقود من الزمن لتؤكد الشراكة المهمة والاستراتيجية بين الدولتين، مشيراً إلى التطورات الإيجابية في العلاقات بين البلدين خلال الفترة الراهنة على كافة الأصعدة السياسية والإقتصادية والعسكرية، وأشاد بتبادل الزيارات بين مسئولي البلدين، وفي مقدمتها زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى فرنسا في نوفمبر 2014، وزيارة الرئيس الفرنسي إلى مصر في أغسطس الماضي للمشاركة في إحتفال إفتتاح قناة السويس الجديدة، إضافة إلى المشاركة الفرنسية رفيعة المستوى فى المؤتمر الإقتصادى بشرم الشيخ في مارس الماضي، بوفد رفيع المستوى برئاسة وزير المالية، وبمشاركة ممثلين عن عدد من الشركات الفرنسية التى تستثمر فى مصر فى مختلف المجالات.
كما أشاد بدور فرنسا في دعم مصر في حربها ضد الإرهاب، والذي يأتي من قناعتها بأن مصر القوية ستكون ركيزة للإستقرار في منطقة الشرق الاوسط، وأثني على دعمها لمصر في إطار الاتحاد الأوروبي، وحشدها المتواصل للمساندة السياسية والاقتصادية الأوروبية لمصر، كما أكد على التوافق بين رؤى البلدين في مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
وقال إن فرنسا تعد شريكا تجاريا رئيسيا مع مصر، كما أن الاستثمارات الفرنسية فى مختلف المجالات تشهد تزايدا كبيرا فى الفترة الحالية، وخاصة فى مجالات الصناعة والطاقة المتجددة والبنية التحتية، فقد بلغت تدفقات الاستثمار الفرنسى المباشر فى مصر خلال العام المالى 2013/2014 نحو 350 مليون دولار، وذلك مقابل 266.1 مليون دولار خلال العام المالى 2012/2013 بزيادة قدرها 30.6% فى ظروف صعبة تمر بها مصر. وأضاف أن فرنسا تعد من ضمن أكبر عشرة دول لها إستثمارات بمصر، إذ ارتفع إجمالى حجم الاستثمارات الفرنسية في مصر ليصل لنحو4.3 مليار يورو، وأعرب عن تطلع مصر لتعزيز التبادل التجاري بين البلدين، بشكل يرضي آمال الشعبين المصري والفرنسي، خاصة وأن إجمالى حجم التجارة قد بلغ 2.99 مليار دولار تقريبا خلال عام 2014، وهو ما لا يتناسب مع ما تتمتع به الدولتان من إمكانات ضخمة وعلاقات وروابط وثيقة.
وأشار إلى وجود العديد من الفرص الاستثمارية فى مصر، خاصة وأن الحكومة تسعى جاهدة من أجل إيجاد بيئة تجارية تنافسية لرجال الأعمال تتسم بالشفافية، وتعمل على تحفيز النمو وتحقيق العدالة الاجتماعية، وإتاحة المزيد من فرص العمل، والعمل على الحد من الفقر، مؤكدا أن الحكومة أصدرت قانونا جديدا للاستثمار يهدف إلى توفير المناخ الجاذب والآمن للاستثمارات العربية والأجنبية، وتيسير قواعد الاستثمار، وإزالة العقبات التي تواجهه.
وأضاف أن مصر تعيش ثورة إقتصادية حقيقية تقف خلفها رؤية حكيمة من قيادتها السياسية لبناء دولة حديثة تستهدف الإرتقاء بمستوى معيشة المواطن، مشيراً إلى أن الحكومة تعمل على استكمال الخطوة الأخيرة من خارطة الطريق السياسية التي تم التوافق عليها عقب ثورة الثلاثين من يونيو، بإجراء الانتخابات البرلمانية، وتشكيل برلمان منتخب يعزز الأسس السياسية والاقتصادية بالبلاد.
وقال أن الإستقرار في مصر لن يأتي إلا من خلال تحقيق معدلات نمو غير مسبوقة للإقتصاد القومي خلال فترة زمنية وجيزة، ولهذا فإننا نتطلع إلى دور فرنسي رائد من خلال مساهمة الشركات الفرنسية في الاستثمارات المستقبلية بمصر، وفى المشروعات التنموية الكبرى التى تطرحها الحكومة المصرية، مثل مشروع تنمية محور قناة السويس، وكذلك العاصمة الإدارية الجديدة ومشروعات الكهرباء والطاقة الجديدة والمتجددة، والاستثمار في قطاع السياحة، وقطاع النقل والإتصالات والبترول، وغيرها من المشروعات الأخرى العملاقة، وقال أن الحكومة قد نجحت بالرغم من الكثير من التحديات فى الوفاء بالتزاماتها المتعلقة بتوفير العملات الأجنبية لقطاع الشركات والأعمال.
وإختتم كلمته بالتأكيد على تطلع مصر إلى استمرار الدعم الفرنسي المقدم في تمويل المشروعات التنموية، وبما يسهم في دعم الاقتصاد المصري، وشدد على أهمية مساهمة الأصدقاء الفرنسيين من أرباب الأعمال في ضخ المزيد من الاستثمارات بمصر في كافة المجالات، وتعزيز الدور الفرنسي في تحقيق التكامل والشراكة الاقتصادية مع مصر.