امرنا عجب نحن المصريون ، نشتكى ضيق اليد ، وقلة المال ، ونصرف ببذخ فى الاستهلاك وتوافه الامور ، تجد الشحاذ مثلا يلف بين السيارات فى اشارة المرور وفى يده سيجارة ، تجد من يبحث عن لقمة فى صندوق القمامة وفى يده موبايل ، المواطن المصرى الفقير يصرف على التليفونات اضعاف ما يصرفه على الاكل ، واذا اكل رمى نصف ما يأكل منه فى صندوق القمامة ، يشترى بإسراف، وينفق بسفه ، حتى الحكومة عنوان سىء للمواطن فى الاسراف ، تجد المكتب على الشارع والشبابيك مضيئة بنور ربنا ، والنور والع من لمبات الكهرباء ، عامل البوفيه يترك حنفية المياه مفتوحة عمال على بطال ، غسيل السيارات فى الشوارع بالخراطيم عينى عينك ، استهلاك المقاهى السىء للمياه ، حمامات السباحة وملاعب الجولف حدث ولا حرج ، الحكومة نائمة ، ونشتكى من انقطاع المياه او ضعفها .
اخر احصائية تقول اننا نستهلك ٢٥ مليون متر مكعب يوميا للشرب ، يعنى ٣٠٠ لتر للشخص فى اليوم ، اضف الى ذلك اننا نتعامل مع شبكات متهالكة ، تعانى التسريب ، المهندس ممدوح رسلان، رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى، قال فى لقائه مع جمعية كتاب البيئة برئاسة الزميل خالد مبارك ان الترشيد هو الحل ، وان الدولة تلجأ الى تطوير ونقل تكنولوجيا الترشيح الطبيعى من ألمانيا إلى مصر..بهدف إنتاج مياه شرب نقية ذات جودة عالية وبتكلفة محدودة، وهذه التكنولجيا ستوفر كثيراً في تكاليف الإنتاج، من خلال مشروع بحثى تطبيقى بين قطاع البحوث بالشركة وجامعتى قناة السويس ودرسدن التطبيقية بألمانيا وشركة أركاديس العالمية.
هذه محاولات لمواجهة العجز الشديد فى المياه المتوقع خلال العشرين سنة القادمة ، لكن الاصل هو الحكومة والمواطن وقناعته بأهمية الترشيد، ليس فى المياه فقط ، بل فى كل شىء لقد فشلنا حتىفى الصناعات البسيطة ، واصبحنا نستورد كل شىء من الخارج ، واختفت كلمة صنع فى مصر ، وليس معنى ذلك ان نرفض الاستيراد او نحارب المستوردين لمجرد فشلنا فى انتاج السلع والاجهزة المختلفة ، لان فى ذلك رفع للاسعار دون تنافسية ، المهم ان ننتج سلعا تتفوق على مثيلتها المستوردة ، والمواطن هو المستفيد .