جريدة أحوال مصر
نشرة الاخبار لها قواعد الخروج عليها انتهاك للمهنية وانعكاس لحالة الفوضى الاعلامية فقد تابعت منذ فترة ما يسمى ( نشرة الأخبار) على قناة القاهرة والناس الفضائية والتي تقدمها مذيعتان مستوردتان من لبنان ولست ادري لماذا من لبنان ؟ رغم أنهما لا تجيدان قراءة النشرة ورغم ان لدينا مذيعات مصريات افضل منهن بمراحل عموما ليس هذا موضوعنا ما يهمنا هو نشرة الاخبار التي لا علاقة لها بما تعلمناه من قواعد مهنية لاختيار وتحرير وآداء الخبر ولعلي أسأل السيد الفاضل المسئول عن غرفة الاخبار في هذه القناة ما هي المعايير والقيم التحريرية التي إستند اليها عند وضع السياسة التحريرية للخدمة الاحبارية التي تقدم للمتلقي من خلال الشاشة وحتى نفترب اكثر من هذه الفانتازيا المتلفزة اذا جاز التعبير !
اقول شاهدت ظهر يوم السابع من اكتوبر الحالي نشرة اخبار جاءت العناوين كالتالي … البيان السابع لحرب اكتوبر 73 ثم مقولة الرئيس السادات التي يشيد فيها بالقوات المسلحة وعنوان ثالث عن كلمة الرئيس السيسي في احتفال القوات المسلحة يوم 6 اكتوبر 2015 بالكلية الحربية ولاجظت ان المحرر استخدم الارشيف لتغطية الخبر والصور الثابتة وهذا شيئ طبيعي لأن الخبر قديما ولم يذع خبر كلمة الرئيس السيسي رغم انه قد مر علية 24 ساعة واكتفت المذيعة بالاشارة الى اذاعة اغنية وطنية ثم انهت النشرة !!
ما رأيته بغض النظر عن الدلالة العظيمة للمحتوى وهي حرب اكتوبر كما اسلفت يمكن ان يقدم تحت عنوان نشرة اخبار قديمة او من زمن فات وتكون هنا اكثر امتاعا من ان نقول انها نشرة اخبار حتى الساعة .
إن الخبر له معايير خمسة واي حدث لا يتوافر فيه هذ المعايير لا يعد خبرا بعبارة اخرى يجب ان تخضع القصة الاخبارية لمعايير ان يكون الحدث جديدا وغير عادي و مثيرا وضخما ومتعلقا بالناس وإفتقاد القصة الاخبارية لاحد او بعض المعايير لاتصلح لكي تكون خبرا وما تابعناه في نشرات القناة المذكورة اخبارا قديمة وهو اهم معيار في اعتبار القصة خبرا رغم ان الحدث كبيرا وغير عادي لكنه لم يعد يصبح يستحوذ على الاهتمام بنفس القدر الذي كان لحظة وقوع الحدث وفي القصة المذكورة كانت من 42 عاما او اضاف معلومة جديدة لجمهور المتلقين .
وكان في امكان المحرر لو بذل جهدا ان يبحث عن اسرار جديدة لم تذع من قبل عن حرب اكتوبر و يصدر بها الخبر هنا يمكن القول اننا امام خبر جديد حتى لو كان عن حدث قديم ولا يمكن قبول مقطع موسيقي او اغنية داخل النشرة طالما انها ليست جزءا من مكونات الخبر او التقرير على اي حال ليس عيبا ان نكتشف الخطأ ونحاول إصلاحة .
ولاشك ان بعض القنوات الفضائية الخاصة اصبحت تمتلك غرفة تحرير اخبار حديثة كما نرى في خلفية المذيعة اللبنانية ما يمكن تلك القناة او غيرها من تقديم نشرة اخبار مهنية عالية المستوى تراعي حاجة المتلقي الدائمة للمعرفة خاصة أن سيل الاخبار لا ينقطع على مدار الساعة سواء كانت هذه الاخبار محلية او اقليمية او عالمية وكل ما يرد عبر وكالات الانباء الكتوبة والمصورة لدية معايير الخبر الخمسة التي اسلفنا ذكرها نقول هذا حفاظا على الآداء المهني الذي ضل طريقة وسط حالة من التخبط والفوضى الإعلامية !!
