Breaking News

المفتي عن إعدام 10 متهمين في «خلية الظواهري» : «من المفسدين في الأرض»

أصدر فضيلة مفتي الجمهورية رأيه  فى إعدام 10 متهمين فى القضية المعروفة إعلاميا بخلية الظواهرى، قائلاً : “المتهمون توفر فى حقهم، أنهم المفسدون فى الأرض”.
حيث ورد رد فضيلة مفتى الجمهورية بأنه ثبت لدار الإفتاء المصرية من واقع أوراق الدعوى ، وما تم فيها من تحقيقات، وما دار بشأنها فى جلسات المحاكمة، أن الجرائم التى نسبت إلى المتهمين، خاصةً المطلوب أخذ الرأى الشرعى فيما نسب إليهم، قد اشتركوا فى ارتكاب جماعة، ونفذوها طبقًا لإتفاق مخطط له سلفًا، وعلى كل منهم الفعل المسند إليه، فمنهم من أدار وتولى زعامة جماعة، أسست على خلاف أحكام القانون، الغرض منها الدعوى إلى تعطيل أحكام الدستور والقوانين، ومنع مؤسسات الدولة والسلطات العامة من ممارسة أعمالها، والإعتداء على الحرية الشخصية للمواطنين، والحقوق والحريات العامة، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الإجتماعى، ومنهم من تولى قيادة جماعة ونقل التكليفات إليهم لتنفيذ أهدافها وأغراضها ، ومنهم من حاز وأحرز وصنع مفرقعات واجهزة وأدوات تستخدم فى صناعتها وتفجيرها، بقصد استعمالها فى نشاط يخل بالأمن والنظام العام، والمساس بالوحدة الوطنية والسلام الإجتماعى.
ومنهم من تولى الجماعة بمعونات مادية ومالية بأن أمدوها بأسلحة وذحائر ومعلومات، مع علمهم بما تدعو إليها بوسائلها فى تحقيق ذلك، للقيام بعمليات إرهابية عدائية، ضد أفراد الجيش والشرطة والقضاة والنيابة، والمنشآت العاة ورصد الشخصيات العامة واستهدافها، بقصد زعزعة الأمن فى البلاد وإحداث حالة من الفوضى.
ومن ثم فقد توفر فى حقهم، أنهم المفسدون فى الأرض، الذين يستحقون أن ينطبق عليهم قول الحق جل وعلا:” إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون فى الأرض فسادا ان يُقتلوا أو يُصلبوا أو تُقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو يُنفوا من الأرض ذلك لهم خزى فى الدنيل ولهم فى الآخرة عذاب عظيم”.
ولما كان ذلك ، وكانت الدعوى قد أقيمت قبل المتهمين، فوزى السيد سيف الدين المكنى “أبو مريم”، وعمر عبد الخالق عبد الجليل محمود المكنى “أبو أدم”، ومحمد فتحى عبد العزيز الشاذلى، وعزيز عزت عبد الرازق، وناصر عبد الفتاح براغيث المكنى “أبو بلال”، وأحمد جمال فرغل رضوان وشهرته”هانى أبو عبد الله”، وأحمد محمود عبد الرحيم، وعمار ممدوح عبد العظيم، وبلال ابراهيم صبحى فرحات المكنى”توفيق”، بالطرق المعتبرة قانونًا، ولم تظهر فى الأوراق شبهة تدرأ الحد عنهم، ومن ثم كان جزاؤهم الإعدام حدًا حرابة، لما نسب إليهم، جزاءً وفاقًا.
ولقد ثبت للمحكمة أن ارتكاب المتهمين لما أسند إليهم من اتهامات، انما مرجعه اعتناقه لما يسمى بالفكر التكفيرى، الذى يقوم على تكفير الحاكم، وإباحة الخروج عليه، والجهاد ضده، على زعم من القول، أن كل من لا يطبق شرع الله فهو كافر، يستحق العقوبة فى الدنيا والأخرة، وأن الديمقراطية ليست من الإسلام، لأنها تنازع الله فى ملكه، لقيامها على أساس أن الحكم للشعب، وأن نظام الحكم فى مصر، يقوم على الديمقراطية، ومن ثم فهو ينازع الله فى ملكه، وانطلاقًا من هذا الفكر التكفيرى، قاموا بتكفير المسلمين، وإباحة قتلهم واستخدام القوة والعنف والترويع ضد المواطنين ، وتخريب المنشآت العامة، وقتل رجال القوات المسلحة والشرطة، والمسيحيين واستهداف دور عبادتهم ومنشآتهم، تحت مسمى الجهاد لله عز وجل، هذا فكرهم الآثم الذى أعتنقوه ونسبوه إلى الإسلام، من اجتهادهم وفهمهم الجاهل لأمور الدين والله وصادقوا العقيدة، يلعمون أن الإسلام من ذلك كله براء، وإدعوا أنهم وجه الإسلام الحصيح، وأنهم الحافظون للكتاب والمحافظون عليه، والتابعون للسنة والمتابعون لها، وهم بالرغم من ذلك، يستحلون القتل فى غير حق، والظلم بلا داعٍ ، ناسين أن الله أرحم بعباده، من أن يكون ذلك هو صحيح ما شرعه لهم، هذا الدين الحنيف، الذى جاء لهداية البشرية الى ما فيه الخير والعدل والكرامة الانسانية، وتحقيق السلام والسماحة بين الشعوب والتعايش بين المجتمعات على اختلاف أفكارهم وأديانهم، ودعوة الناس بالحسنى، وقد قرر الدين الحنيف أنه لا اكراه فى الدين،” (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقباقئل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير).
لقد تسللت إلى الساحة المصرية، مدار دينية تمثل التشدد والتطرف الدينى، فضللت عقول بعض شباب الأمة، بتأويلاتهم الفاسدة وتحريفاتهم لمقاصد نصوص الوحى الشريف، بما يوافق أهواءهم، وساعدهم على ذلك، عدم إدراك الناس بخطر تلك الأفكار الهدامة، وامتلاكهم لوسائل الإتصالات الحديثة وقنوات فضائية، ومواقع تتصل بشبكة المعلومات الدولية ، يبثون منها أكاذيبهم، لإستقطاب خيرة شباب الأمة والتغرير بهم، وقد آن الأوان للمجتمع المصرى بكافة شرائحه وبكل مؤسساته، وبخاصةً المؤسسات الدينية-الأزهر الشريف- ودار الإفتاء المصرية، ووزارة الأوقاف، ، مجمع البحوث الإسلامية، أن تبين خطر هذا الأفكار المنحرفة على المجتمع، فإن الأزهر الشريف بكل ما يحمل، من معانى وسطية هذا الدين الحنيف، عبر عقود مضت، وبمنهجه الذى قام على تبليغ هذا الدين، باليسر والسماحة، يجب عليه أن يضاعف الجهد، ويجابه هذه الأفكار الضالة الهدامة، التى تريد تخريب الوطن، وتشتيت العقول، وإشاعة الفوضى، بين صفوف المجتمع، فيا علماء الأزهر إن على عاتق كل منكم مسئولية عظمى، بأن تبينوا للناس سماحة الدين الإسلامى، الذى يبنذ العنف والتشدد والتنطع، فالأزهر الشريف له مكانةً كبيرة، فى قلوب المسلمين، فى شتى بقاع الأرض، فهو منارة العلم وكعبة قاصدى علوم الدين الحنيف.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *