هو من أكثر المحافظين خبرة ودراية بدهاليز وكواليس الإدارة المحلية بالمحافظات بوصفه “الأمين العام السابق للحكم المحلي في مصر” في مرحلة كانت الأخطر في تاريخ الحياة السياسية، حيث وقف سداً منيعا أمام كل محاولات الإخوان للسيطرة على المحليات، وربما مكنته خبرته في الإدارة المحلية أن يخرج على الملأ ليقدم اعتذاراً رسميا للمواطنين عن سوء حالة الخدمات وتردي مشروعات المياه والصرف الصحي بمحافظته، واستطاع خلال فترة وجيزة أن يحرك الماء الراكد في كثير من المشروعات المتعثرة منذ سنوات طويلة، ويضع لأول مرة رؤية واضحة المعالم لتنمية الإقليم حتى عام 2033.
لكنه أثار بآرائه الجريئة والصادمة أحياناً حفيظة الكثيرين بين مؤيد ومعارض في كثير من القضايا والمشكلات التي طرحها بشأن تطوير الإدارة المحلية في مصر، ورغم أن البعض يتهمها بالفساد ، نجده يقف مدافعاً عنها ويدخل في معارك كثيرة، معلنا أن فساد المحليات في التشريعات وليس في صغار الموظفين، مؤكدا أن الحلول تكمن في تعديل القوانين وسرعة إجراءات التقاضي لردع المخالفين مع تطبيق اللامركزية ومنح السلطات اللازمة للمحافظين واختيار قيادات قادرة على العمل المحلي.
كانت هذه القضايا وأسئلة أخرى كثيرة حول التنمية المحلية في مصر، وهموم المواطن القليوبي على مائدة الحوار مع المهندس محمد عبد الظاهر محافظ القليوبية.
• فى البداية أولويات تطوير الإدارة المحلية… ما هي من وجهة نظرك؟
• المحافظ : الإدارة المحلية هي أساس التنمية في مصر، هذه حقيقة مؤكدة بلا مبالغة، لأن المحليات المسئول الأول عن التنمية في مصر، لأنها ببساطة تقدم 70% من الخدمات للمواطنين وترتبط بكل احتياجاتهم اليومية، وبها أكثر من 4 ملايين موظف يمثلون حوالي65% من موظفي الدولة، يعني باختصار الإدارة المحلية هي عصب التنمية بالنسبة للمواطن، وقد آن الأوان أن نضع أيدينا على الخلل الموجود في الإدارة المحلية، والذي يرجع إلى سوء حالة التشريعات والقوانين المرتبطة بالإدارة المحلية ، وكلها تشريعات تحتاج إلى مراجعة و إصلاح وإعادة نظر، حتى أصبحنا في أمس الحاجة إلي ثورة تشريعية تواكب التطور المأمول، وأعتقد ان القيادة السياسية لديها رغبة في إصلاح أحوال المحليات، ومن المهم الإسراع في خطوات الإصلاح خلال المرحلة المقبلة ليشعر المواطن بأن هناك تغييرا جذريا في الإدارة المحلية، من أجل ذلك نحن في أمس الحاجة إلي برلمان قوي قادر على التشريع، لأن البرلمان القادم هو الأهم والأخطر في تاريخ الحياة السياسية، ويقع على عاتقه ترجمة نصوص الدستور إلى قوانين وتشريعات لصالح الناس، ولن يتحقق ذلك الأمر بدون برلمان قوي لديه القدرة على التشريع.
لذا، لابد أن نبدأ بإصدار قانون جديد للإدارة المحلية، وتعديل القوانين والتشريعات المرتبطة بها، وتطبيق اللامركزية فوراً لتفعيل الإدارة المحلية، من خلال وضع اختصاصات واضحة للمحافظين، وصلاحيات محددة للمجالس المنتخبة، مع إصلاح حال موظفي الإدارة المحلية و تدريبهم، واختيار قيادات مؤهلة وقادرة على العمل المحلي.
• وماذا عن الفساد في الادارة المحليه !!؟
• المحافظ : علينا أن ندرك أن إعادة بناء الثقة بين المواطنين والإدارة المحلية تحتاج إلى جهد كبير من جميع الأطراف بإجراء الإصلاحات الإدارية والتعديلات التشريعية المطلوبة، حتى يمكن الاستفادة من الروح الثورية الحالية، لتعود جسور الثقة بين المصريين والإدارة المحلية … لقد ظل المسئولين السابقين يتحدثون عن الفساد في المحليات ولم يفعل أحد شيء لمنع هذا الفساد وإصلاح حال موظفي المحليات، وكأنهم يريدون أن يوجهوا نظر المواطنين إلى فساد المحليات لكي لا يرى أحد فسادهم، وأساءوا للعاملين بالمحليات، حتى انحرف بعض موظفيها وأصبح البعض الآخر كالقابض على الجمر بمرتبات متدنية وبدون مستقبل وظيفي، وأؤكد أن الفساد في المحليات يرجع في الأصل إلى فساد في التشريعات وبطء في إجراءات التقاضي مما تسبب في عدم الثقة في الإدارة المحلية، فالتشريعات التي يتعامل بها موظفو المحليات يشوبها جميعاً العوار وبها تجاوزات واستثناءات تحقق مصالح فئة قليلة من أصحاب الحظوة، وتشعر الكثير من المواطنين بالظلم والإحباط لعدم قدرتهم على الحصول على هذه الاستثناءات، فلابد من العمل على تعديل هذه التشريعات بقوانين عادلة وحازمة تحقق إصلاح حقيقي للإدارة المحلية وترضي المواطنين، بالإضافة إلى ضرورة عمل دوائر مستقلة لقضايا ومخالفات الإدارة المحلية للقضاء على البطء في إجراءات التقاضي وسرعة محاسبة المتعدين والمخالفين للقانون، وتفعيل إجراءات الضبط والإحضار والحبس الاحتياطي مع المخالفين، وكذلك سرعة إجراء المحاكمات لأن صدور أحكام عاجلة ورادعة هما الأساس والضمان للقضاء على المخالفات والتعديات التي أصبحت ظاهرة، وأن عدم تمكن الإدارة المحلية بإمكانياتها المتواضعة من وقف المخالفة أو منعها يرجع إلى غيبة الشرطة وعدم وجود نص يلزم الشرطة بتأمين عملية الإزالة، وكذلك غيبة الأحكام الرادعة والسريعة نتيجة ضعف التشريعات وعدم تحصيل الغرامات المحكوم بها ،وعدم توافر موارد مالية لتنفيذ الإزالات، وأؤكد أن سيادة القانون أهم من أي خسائر أخرى.
ما هى مشروعات التطوير فى المحافظة وما هى نصيب السياحة فى تلك المشروعات ؟
المحافظ بالطبع نحن نعمل علي تطوير المحافظة بالكامل ولا نركز علي مدينة بعينها، ولدينا العديد من المشروعات الأخرى، وعلى سبيل المثال فإننا بصدد استثمار بحيرة عرب العليقات البالغ مسطحها المائي حوالي160 فدان بعمق يصل إلى35م لإقامة مشروعات استثمارية وإنشاء منتجع طبي للسياحة العلاجية على جزيرة داخل البحيرة مساحتها حوالي120فدان، بالإضافة إلي الأرض المحيطة بالبحيرة والتي تصل إلى450فدان حول البحيرة تستخدم في إقامة منطقة سياحية فندقية ترفيهية وسكنية، وذلك بعد أن تم إزالة التعديات من عليها .
وماذا عن حل مشكله البطالة فى المحافظة؟
المحافظ . نحن نتعاون مع وزارة الصناعة واتحاد الصناعات المصرية لإنشاء مجمع صناعي للصناعات الصغيرة والمتوسطة للشباب بالخانكة على مساحة 37 فدان، و كذلك مصنع في كل وحدة قروية لتوفير فرص عمل لأبناء القرية، وأيضًا نتعاون مع وزارة الاستثمار لإقامة منطقة استثمارية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة للصناعات الغذائية بمدينة بنها على مساحة 50فدان للشباب أيضًا.
كيف تواجه مشكلة الصرف الصحي بالمحافظة؟
المحافظ تسلمت المحافظة و بها 80% من قرى المحافظة بدون صرف صحي، وهو أمر كان غاية في الخطورة، و بدأنا منذ اللحظة الأولي في إعادة تصحيح الأوضاع، ويجرى حاليا الانتهاء من30% من تلك القرى، ومع دخول هذه المشروعات للخدمة سوف تتحسن الأمور كثيراً، وقد اعتذرنا لجميع المواطنين عن التأخير السابق في تنفيذ مشروعات الصرف، وبدأنا في تدبير الاعتمادات اللازمة للانتهاء من الـ50% الباقية بالتدريج.
ما هو حل مشكلة مكامير الفحم فى المحافظة؟
المحافظ صدر قرار بغلق المكامير وقمنا بغلقها وجاء السيد وزير البيئه وزار المكان ووعد بحل عاجل وحل اجل.. الحل العاجل هو تطوير المكامير القائمه والحل الاجل نقلها الى المنطقة المخصصة بصحرة بلبيس ونحن فى انتظار هذا النشاط لحل هذه المشكلة .
ما هى استعدادات المحافظة للانتخابات البرلمانبة المقبله؟
المحافظ نحن ملتزمين التزام كامل بتعليمات اللجنه العليا للانتخابات وعلي الحياد الكامل لكافة المرشحين ولا نلتفت الي الشكاوى المتبادلة بين المرشحين ونوفر جميع الوسائل من مبيت و تنقلات ونأمل ان تكون الانتخابات نزيهة ومشرفة لمصر و لمحافظة القليوبية .
هل راضي عن ادائك بمحافظة القليوبية
المحافظ القليوبية محافظة واعدة إذا تم استغلال مقوماتها الاستغلال الأمثل، شعبها طيب صاحب حضارة كبيرة ،يقدس العمل و يعشق مصر ، ويكفي أن نهضة مصر الحديثة في عهد محمد علي بدأت من القناطر الخيرية … ومحافظة القليوبية هي محافظة متميزة في الاستثمار الزراعي فهي سلة الغذاء للقاهرة، وبها أكبر مزارع للدواجن واللحوم، وفي الاستثمار الصناعي يوجد بها ثلاث مناطق صناعية كبيرة متنوعة بالخانكة بالإضافة إلي المنطقة الصناعية بالعبور، ويكفي وجود القناطر الخيرية وبحيرة عرب العليقات للاستثمار السياحي .
رسالة طمئنة لشعب القليوبية
المحافظ مصر بخير طول ما شعبها طيب ومحترم طول ما جيشها قوى وقادر رغم كل الاحقاد وبفضل القيادة السياسية الواعية وفضل حب هذا الشعب