حينما يصتدم العقل والقلب ..حينما يبدأ الصراع بينهما كيف نتصرف ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ولمن نستسلم؟؟!!. في أحد الأيام بينما كنت أتأمل صورة جميلة رسمتها ألوان الطبيعة سمعت هذا الحوار بين القلب والعقل..!
القلب: أخي العقل كيف حالك؟
العقل: بخير والحمد لله وأنت؟
القلب: على أفضل ما يرام مارأيك أن نتجاذب أطراف الحديث معاً لبعض الوقت.
العقل: بالتأكيد فأنا أسترح الآن وليس لدي عمل أؤديه. القلب: آه أنت تسترح لأن دورك في الحياة ثانوي ولكنني أنا لا أستطيع أن أسترح للحظة واحدة.
العقل: ماذا تقول؟ أهذه إهانة؟
القلب: لا.. لا سمح الله أية إهانة؟ إنها الحقيقةيستطيع الناس الإستغناء عنك لبعض الوقت أما أنا فلا.
العقل: آه فلتظهر على حقيقتك إنك تغار مني ولكنني جزء أساسي في حياة جميع البشر ولا يستطيع أحد الإستغناء عني وإلا أصابه الجنون ودخل مباشرة إلى مستشفى المجانين.
القلب: وأنا من يستغنى عني يموت فوراً.
العقل: مسكين!! تعيش في الأحلام الوردية!! ألا تعرف أن الطب تقدم بدرجة كبيرة تمكن من أن يحل محلك مجرد قلب إصطناعي ولكن لا يوجد عقل إصطناعي!! فما قولك الآن يا صديقي؟
القلب: أتحاول أن تسخر مني وتحقر من دوري؟ إذاً أخبرني ما وظيفتك؟ ما أهميتك؟
العقل: بي يفكر الناس ويميزون بين الخير والشر الجيد والرديء الصواب والخطأ.. وقد كرم الله الإنسان بي كما كرمني سبحانه وتعالى عندما أختص بأحكامه من صوم وصلاة وحج وزكاة العاقل أي من يستطيع أستخدام عقله جيداً ويتحكم فيه..
العقل يا صديقي بالنسبة للجسم كالمدير بالنسبة للشركة حيث عليه إصدار الأوامر ولا يستطيع الإنسان أن يقوم بأي شيء أو أية حركة دون أستشارة العقل وإرسال أشارات من جميع أعضاء الجسد إلى العقل ليوافق أو يرفض لأنني أتحكم في جميع أعضاء الجسد وحواسه.. ولكن عندما يتبع الإنسان قلبه يكون قد أتبع هواه وأضل عن سواء السبيل.. فما رأيك؟؟.
القلب: ياه! لقد تأثرت كثيراً أكاد أبكي.. ما أعظم دورك!! حقاً! أتريد أن أتخلى عن دوري وأفسح لك الطريق وأتركك وشأنك؟ حينها ستعرف جيداً مدى أهميتي والتي هي أكبر بكثير من أهميتك أنت.. يا أحمق!!.
العقل: أهميتك أكبر من أهميتي!! سنرى من الأحمق!! أنني أشفق عليك كثيراً.. كلي آذان صاغية.. أخبرني عن أهميتك صديقي العزيز.
القلب: تبدأ حياتي لحظة تكون الجنين في رحم أمه.. صوت نبضي الذي يزعجك هو دليل الحياة وبتوقفي عن العمل تنتهي الحياة.. لاتقول “قلب إصطناعي” لأنه لافائدة منه.. لأنه لن يهب الإنسان ما أهبه أنا له من الحياة السوية الطبيعية.. بي يحيا الإنسان وبي يفكر.. يرى بي الأعمى.. ويسمع بي الأصم.. فأنا البصيرة.. يتراحم بي الناس لأن الله سبحانه وتعالى ألقى بي جزءاً من رحمته.. أرافق الإنسان في جميع أوقاته.. أشعر بجميع آلامه وأشاركه فيها أيضاً.. أمزج بين طياتي بين جميع المشاعر حب.. أمل.. وفاء.. إخلاص.. ود و نعم يوجد كراهية.. غرور.. يأس.. ولكنهم قلائل.. فأنا أنصر الحب دائماً.. كما أحاول أن أجد المبررات لأخطاء من حولي.. عندما يفكر بي الإنسان يستطيع أن يرحم ويسامح ويحبه الناس.. ولكن عندما يتجاهلني ويفكر بك.. يقول الناس عنه أنه إنسان فظ غليظ القلب.. أو بلا قلب.. تنقصة نعمة مراعاة مشاعر الغير وأحترامها وبين دموع القلب الغزيرة وحركة العقل السريعة والنشيطة والمستمرة وحيرتي أنا.. أنتهى الحوار.. ولكنهما تناسا شيئاً هاماً جداً وهو أن القلب والعقل يكمل بعضهما البعض ولا يستطيع أياً منهما الإستغناء عن الآخر وسوف يظل هذا الصراع قائم ويظل الإنسان فى حيرة دائماً مابين القلب والعقل وسوف يظل هناك تساؤلات كثيرة وكلا منا يرجح ما هو مناسبة لتجربته الشخصية وسؤالى لك عزيزى القارىء أيهما يكون لديك أقوى العقل أم القلب أم أنهم عاملين مشتركين فى الحب ؟؟!!!وأحب أقول فى النهاية أصعب ما في الحياة أن تشهد صراعات نفسك وحروبها الدامية ..! وأشد المعارك وأكثرها فتكاً بالروح تلك التي تدور بين القلب والعقل .