أخبار عاجلة

محمد البنا يكتب… “أثيوبيا والنيل..!!”

تأكد لمصر ان اثيوبيا مخلب قط برى يفتعل خناقة معنا ، ورغم ما تقدمه مصر من خدمات وعلاقات طيبة لها الا ان حكومتها تصر على قطع شريان الحياة الذى يجرى على مر الزمن ، ورغم الدبلوماسية الهادئة وطولة بال الحكومة المصرية والرئاسة الا ان التسويف الاثيوبى ، كما قلت فى مقالين سابقين ، هو الطريق الوحيد الذى تتبعه اثيوبيا ، وهى تعلم ان مصر عصية على الانجراف الى المخطط الذى تلعب فيه اثيوبيا دور مخلب القط ، وتعلم ايضا ان شعب مصر يحب الشعب الاثيوبى بالفطرة وان الحكومة المصرية بأجنحتها العام والخاص والاهلى تتجه الى مساعدة الشعب الاثيوبى فى التنمية والتطور الذى ينشده ، ومن الطبيعى ان تضع الحكومة الاثيوبية فى اعتبارها ان سد النهضة وما يسببه من تأثير سلبى على حصة مصر من مياه النيل سيؤثر سلبا ايضا على علاقة تاريخية بين بلدين عريقين فى القارة السمراء .
وبعد التصريح الارعن لوزير المياه الاثيوبى فى القاهرة ، اثناء اجتماعه مع وزيرى الرى المصرى والسودانى ، والذى أكد فيه ان بلاده مصرة على استكمال بناء سد النهضة باسرع ما يمكن ، وانها بصدد بناء سدود اخرى ، فان هذا الوزير يرفع راية  التحدى ، ويعلن ان اثيوبيا لا تعترف بالمفاوضات ، وانها ماضية فى فكرها وخططها ، وانها لا تهتم بدول المصب كالسودان ومصر ، وتنوه الا انها مسنودة من دول كثيرة منها امريكا واسرائيل والصين التى تبنى السد ، وان اللجوء الى المنظمات الاممية لن يفيد مصر لان معها الفيتو ، وبالتالى علينا ان نخضع لما تفعله اثيوبيا من عبث فى مجرى مياه النيل .
للأسف الحكومة المصرية لم تتحرك ، وتركت وزير الرى يخوض معركة فاشلة منذ الوزير محمود ابوزيد ، كما فشلت الدبلوماسية المصرية فى قراءة الملف بوضوح وشفافية ، ورغم تحذيرات الخبراء والفاهمون فى الشخصية الاثيوبية والتأثير الاسرائيلى على حكومتها ، إلا ان الحكومات المصرية المتعاقبة بعد ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١ لم تفطن لما  يدبر لمصر ، وجاءت الحكومة الاخوانية وتعاملت مع القضية بطريقة المصطبة فى الريف والثأر فى الصعيد ، وهاجت الدنيا عليها حتى انزاحت ، ورغم ان الرئيس السيسى فتح صفحة جديدة مع رئيس الوزراء الاثيوبى إلا ان اثيوبيا لم تقدر هذه الخطوة بشكل صحيح ، ويبدو اننا سندخل مرحلة مغايرة لان الضية ليست هينة ، بل هى معركة الحياة .
دعاء اللهم اهدى قومى فانهم لايعلمون ، واحفظ مصر واهلها مما يدبره الاشرار.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *