أخبار عاجلة

إبراهيم الصياد يكتب.. “هجمات باريس وحتمية مواجهة أممية للإرهاب..!!”

من جديد تثبت هجمات باريس أن التفكير الآحادي النظرة  أو حتى الثنائي في مواجهة الإرهاب لم يعد كافيا حيث انه لاوطن ولادين للارهاب ما يحتم  المواجهة العالمية أو الاممية له بشكل منظم وفاعل و ما يتطلب من توحيد الجهود على مستوى الدول والتنظيمات الاقليمية و الدولية بل دعونا نقول حشدها لمواجهة حقيقية تتجاوز القول الى الفعل وحتى لا يرسخ في الاذهان ان السحر انقلب على الساحر من الضروري ان تعلن كل دول العالم خاصة الكبرى منها موقفها تجاه المنظمات الارهابية لاسيما الموجوده في منطقة الشرق الاوسط ومن بينها تنظيم داعش الذي يتغول كلما نسجت الدول الكبرى نفسها خيوطا  من سوء النية تجاه دول المنطقة  في إطار ما يمكن تسميته تقاطع المصالح .
ودعونا لا نذهب بعيدا بعد حادث تحطم الطائرة الروسية في شبه جزيرة سيناء حرصت منذ اللحظة الاولى دول مثل بريطانيا والولايات المتحدة على أن تعلن أن الحادث وقع نتيجة عمل إرهابي مستبقة نتائج التحقيقات التي لم تجزم بهذه الفرضية واستتبع ذلك احكام بحصار معنوي ودعائي ضد مصر لا لشئ سوى لنسف العلاقات المصرية الروسية بعيدا عن حرص هذه الدول على مواجهة الارهاب بل في حقيقة الأمر تعاقب موسكو على تدخلها العسكري في سوريا وكأن ضرب السياحة في مصر اصبح من وجهة نظرهم هو الحل لمواجهة تقاطعات المصالح الغربية والروسية في الشرق الاوسط . 
ووسط هذا الجو العبثي في العلاقات الدولية فجاة تشهد العاصمة الفرنسية باريس انفجارات غير مسبوقة كان قد سبقها ب 48 ساعة فقط  انفجاران في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت ولو دققنا النظر لاكتشفنا ان رابطا ما يربط بين كل من هجمات باريس وبيروت و هو وقوعها في قلب المدينة حيث التجمعات البشرية بغرض إحداث أكبر قدر ممكن من الخسائر في الأرواح ومن هنا كان طبيعيا أن نجد أن انفجارات فرنسا تجئ أكثر حده وقسوة لأنها تمت باحد المسارح في منطقة مكتظة بالسكان وبالقرب من ستاد كانت تقام عليه مباراة كرة قدم بين فرنسا والمانيا عشية عطلة نهاية الاسبوع . 
بعبارة اخرى إن هذه العمليات الإرهابية هي بلا شك مقصودة ومتعمدة لإرهاب الدولة الفرنسية ولا احد يعلم من سيكون علية الدور القادم ما يؤكد فشل السياسة الغربية في ومواجهة الإرهاب والإنشغال في محاولة خلق شكل جديد من اشكال الامبريالية الجديدة تريد به التحكم في مجريات الامور في العالم وبشكل خاص منطقة الشرق الاوسط التي تشكل الآن محور التصارع الإقليمي والدولي وكنت اتصور ان تتحد الجهود لمواجهة عدو مشترك واحد هو الارهاب الذي يطل برأسه من آن لآخر في كل مكان وفي أي وقت لكن انصرفت دولة مثل بريطانيا وهي بشأن حادث الطائرة الروسية الى الهرولة  وراء استنتاجات استخباراتية كشف النقاب عن مصدرها وهي اسرائيل لمهاجمة الدولة المصرية وتوجية ضربات للسياحة بها . 
ونجد ان دولة اخرى مثل روسيا تنساق وراء هذه الترهات وتتخذ قرارات لا تتفق و عمق العلاقات المصرية الروسية بل تأتي متسقة مع ما يريده الغرب من معاقبة مصر على التصدي لمؤامرة ما يمكن تسميته اتفاقية ” سايكس بيكو الجديدة ” التي يحاولون بها اعادة رسم خريطة العالم العربي من جديد وهذا من الناحية العملية يصب بالدرجة الاولى في مصلحة الدولة العبرية التي تمارس الآن اشد انواع العنف و الانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني في الاراضي المحتلة . 
وهكذا نخلص الى ان الدول الفاعلة في عالم اليوم تنقاد  إلى صراعات جانبية تاركة المواجهة او الصراع الاساسي الذي نراه انه مع التنظيمات الارهابية وبدلا من التعاون مع دول تحارب الارهاب  في المنطقة مثل مصر تعمل على خلق مشكلات معها وتغض الطرف عن أطماع اقليمية وسياسات عائدة من الماضي لدول مثل تركيا وايران ولو حاولنا تشبيك كل عناصر الموقف الحالي نجده يقود الى دعم الارهاب وليس التصدي له .
من هنا نتساءل كيف يشكو الغرب من اي هجمات ارهابية وهو الذي يتحرك لصالح تغذية دوافع القيام بالعمليات الارهابية ؟ كيف لايتحرك للتعاون مع الدول التي تناهض الارهاب ويشكو من التعرض لعمليات ارهابية هنا او هناك ؟ كلها تساؤلات تحتاج الى اجابة واضحة ولهذا من الاهمية بمكان ان تتوحد الجهود الدولية و من خلال الامم المتحدة لمواجهة الارهاب في العالم الذي لم يعد قاصرا على منطقة بعينها .
وأليس من باب اولى بدلا من مقاطعة السياحة المصرية ان ينعقد مجلس الامن والجمعية العامة لرصد بؤر الارهاب في العالم  واتخاذ القرارات المناسبة لمواجهته ؟ أليس من باب اولى ان تقوم المنظمة الدولية بدعوة الدول الفاعلة ودائمة العضوية في مجلس الامن الى اعلان الحرب على الارهاب وملاحقته في اي مكان و حتى لا تصبح  هجمات باريس السيناريو المتكرر في عالم اليوم ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *