خواطر طائرة
** هل انبرت جمعيات حقوق الإنسان في فرنسا تندد بما فعلته سلطات الأمن الفرنسية من اعتقالات ومداهمات لمئات المنازل.. عقب أحداث باريس الإرهابية الدامية؟
لقد طالب الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند نواب البرلمان بتعديل الدستور من أجل التحرك ضد ما وصفه بالإرهاب الحربي.. وأعلن أن حالة الطوارئ ستطبق علي جميع الأراضي الفرنسية.. وطالب أعضاء البرلمان صراحة بضرورة إجراء تعديلات دستورية لتعزيز صلاحيات السلطات في مواجهة الإرهاب.
الرئيس الفرنسي وأجهزته.. ومعه الشعب الفرنسي لا يترددون في اتخاذ كافة الإجراءات التي تكفل حماية أمن فرنسا والفرنسيين.. ولا تستطيع أي جماعة أو منظمة أن تنطق بكلمة رفض أو تنديد مادامت تلك الإجراءات تؤدي للحفاظ علي الأمن القومي الفرنسي.. وأمن الشعب.
ورؤساء وقادة دول قمة العشرين وفي مقدمتهم أوباما الرئيس الأمريكي.. نددوا بالاعتداءات والأعمال الإرهابية الهجومية علي باريس.. وأدان الزعماء والقادة الذين حضروا القمة في مدينة أنطاليا التركية الاعتداءات الدامية التي تعرضت لها باريس ووصفوها بأنها غير مسبوقة ضد البشرية.
والرئيس الروسي بوتين اتهم بجرأة وصراحة عددا من الدول أعضاء قمة العشرين بأنها من بين الأربعين دولة التي تمول تنظيم داعش الإرهابي.
فالإرهاب رغم أنه واحد.. إلا أن الدول الغربية عنصرية في تعاملها مع الإرهاب.. فقد تعاملت مع الإرهاب الذي تعرضت له باريس.. بصورة مختلفة عن الإرهاب الذي تعرضت له مصر.. رغم أنه من المؤكد أن وراء أي عملية إرهابية هذه الأيام.. تنظيم داعش وأعوانه من المجرمين.
أمريكا التي تندد بالاعتداءات علي باريس الذي دبرته ونفذته جماعات داعش الإرهابية.. تدرك تماما أنها أول من ساعد في إقامة وتأسيس هذا التنظيم الإرهابي.. الذي تدعمه أربعون دولة علي حد قول بوتين.
ألم يكن أوباما.. وغيره من قادة الدول التي دعمت تنظيم داعش بل أخرجته للوجود.. تعرف إن الإرهاب سيطالها.. علي أيدي التنظيم الإرهابي الذي صنعوه؟
تعالوا.. نتحدث بصراحة.. هل تستطيع منظمة حقوقية أو إحدي الجمعيات التي ترفع شعارات حقوق الإنسان أن يتحدث عن أي إجراءات حتي لو كانت قمعية تتخذها دولة أوروبية أو أمريكا لمحاربة الإرهاب والدفاع عن أمنها القومي..؟
بالطبع لا.. ولكنهم يتحدثون فقط وتعلوا أصواتهم وحناجرهم.. ويتربصون بمصر عندما تتخذ أي إجراء لحماية أمنها القومي.. وأمن شعبها.
لا ريب أن مصر تتعرض لمؤامرات داخلية وخارجية.. لهز استقرارها وزعزعة أمنها ويأتي في مقدمة المتآمرين الإدارة الأمريكية.. وأعوانها.. وأتباعها من بعض الدول الغربية التي تسعي لتنفيذ مخطط تقسيم الشرق الأوسط.. وكسر شوكة مصر التي أفشلت محاولات تنفيذ مخططاتهم في السنوات الأخيرة.
إن مواجهة المؤامرات التي تحاك ضد مصر.. تتطلب اليقظة الدائمة.. واتخاذ الإجراءات الأمنية التي تكفل حماية الوطن ومصالحه.. وتوفير الأمان لشعب مصر.. وعدم الالتفات للأصوات والحناجر المأجورة التي تسعي دوما للإضرار بالوطن وتنفيذ أجندات غربية تهدف لزعزعة استقرارنا.. وتخريب منشآت حيوية.. وتعطل مسيرة البناء والتنمية.
إن الأمن القومي للوطن فوق أي اعتبار.. إنه هدف أسمي.. لأنه لا يمكن أن تكون هناك كرامة لمواطن بلا أمن.. ومن المستحيل توفير حياة كريمة لأي فرد دون الحفاظ علي أمنه وسلامته.
فلتسقط أي حناجر مأجورة.. تسعي لهز استقرار الوطن بدعوي حقوق الإنسان أو الحرية الفوضوية.. مقابل حفنة من الدولارات.
فليسقط الإعلام الذي يتعمد الإساءة لصورة الوطن.. سواء كان خارجيا أو داخليا.
ويجب علي الدولة أن تستخدم أدوات الإعلام المناسبة لمخاطبة العالم الغربي بلغته وأسلوبه.. ولا نكتفي بمخاطبة أنفسنا فقط من خلال أدوات إعلامية محلية.. تعاني من حالة فوضي.. وتحتاج لإصلاح نفسها.
بوتين.. ينتقم من قتلة ركاب الطائرة
** الرئيس الروسي بوتين توعد مدبري تفجير الطائرة الروسية بانتقام لا مفر منه.. وذلك بعد أن تلقي تقريرا من الاستخبارات الروسية بأن قنبلة يدوية الصنع كانت وراء تفجير الطائرة المنكوبة.
تقرير الاستخبارات دفع بوتين للقول بأن روسيا ستجد الإرهابيين الذين فجروا الطائرة في أي مكان بالعالم.. وسنعاقبهم.. مؤكدا أن الضربات الروسية ضد الإرهابيين في سوريا يجب أن تزداد.. ليدرك الإرهابيون أن الانتقام لا مفر منه.
الاستخبارات الروسية قدمت تقريرها.. قبل انتهاء لجنة التحقيق في حادث الطائرة من أعمالها والتوصل إلي السبب الحقيقي وراء تحطم الطائرة.. ولكن يبدو أن الرئيس الروسي.. يثق في استخباراته.. ويحاول احتواء غضب شعبه.. والإعلان عن الانتقام من الإرهابيين.
فايزة أبوالنجا.. والأمن القومي
** السفيرة فايزة أبوالنجا مستشارة الرئيس للأمن القومي.. ماذا فعلت؟
لم نسمع عن رأيها في الأحداث الأمنية الأخيرة.. أو اقتراحاتها.. في حماية الأمن القومي المصري.
هل منصبها.. صوري.. رغم أنه يمكن الاستفادة بخبراتها الواسعة.. واتصالاتها الدولية في تغيير صورة مصر.. والتأكيد علي أمن واستقرار البلد لوسائل الإعلام الغربية.. ومصادر صنع القرار.
أعتقد أنه يمكن الاستفادة من خبرة السيدة فايزة أبوالنجا بشكل إيجابي يصب في صالح الأمن القومي المصري.
أخشي أن تكون هناك أصابع خفية تحد من عمل السيدة فايزة أبوالنجا.. أو تعوق عملها.. حتي لا تؤدي رسالتها.. أو أن الكسل قد تسلل إليها.. أو أصابها الملل أو التعب.
إن السفيرة فايزة أبوالنجا من خلال خبرتها في التعاون الدولي.. والعمل الدبلوماسي.. يمكن أن تؤدي دورا أكبر وأكثر إيجابية من دور وزارة السياحة.. في إظهار الصورة الحقيقية للاستقرار في مصر.
** بغض النظر عن أسباب حادث الطائرة الروسية المنكوبة في سيناء.. إلا أنه يجب الاستفادة من الدرس.
السلطات الأمنية المصرية تتخذ كافة الإجراءات الأمنية في المطارات وفقا للمعايير والضوابط الدولية.. ومنظمات الطيران الدولية تثق تماما في الإجراءات الأمنية بمطاراتنا.. ولكن أقولها صراحة إن بعض المطارات الصرية تحتاج لإجراءات أشد قوة وحزما.. في التعامل مع العاملين الذين يتطلب العمل تواجدهم علي مهبط الطائرات أو نقل الحقائب.. ولا يجوز لأحد أن يغضب حتي لا نعطي الفرصة لأحد الألسنة للتفوه بأن هناك ثغرة واحدة.. حتي لو أدي الأمر لاستبعاد أي عامل تحوم حوله شبهة التطرف بنسبة واحد في الألف دون الإضرار به.. فليس هناك ما يمنع من نقله لموقع آخر.. وهذه رسالة موجهة للواء طارق فتحي مدير أمن مطار القاهرة.. واللواء وائل عبدالرازق مدير أمن الموانئ.