انهمكت حكومة شريف اسماعيل طوال الاشهر الماضية فى اعداد برنامجها لتقدمه الى مجلس النواب الجديد فى اول انعقاد له ، بعد تشكيله فى الانتخابات البرلمانية الاخيرة ، وسبقت الحكومة الناس واعلنت ان برنامجها ، الذى لم يعلن ، سيحظى برضاهم وموافقتهم عليه ، ومضمون اعلانها ان مجلس النواب سيوافق بالاجماع على هذا البرنامج ، وهذا اعتراف من الحكومة بأن برنامجها سيكون منتقى من حلو الكلام ، وكما يقولون بالامثال ، الكلام المدهون بذبدة تطلع عليه الشمس يسيح ، وطبعا يدلدق فى الارض ، ويذهب الى البالوعات ان كانت تعمل ، اما ان كانت مسدودة كما حدث مؤخرا فى الاسكندرية وغيرها من محافظات مصر ، فسيطفح فى الشوارع وتغرق فيه السيارات والناس ويختلط بمياه الصرف الصحى .
هذا للاسف حال الحكومة التى لم تقدر حجم ثورة الثلاثين من يونية ٢٠١٣ ، ولا ثورة الخامس والعشرين من يناير ٢٠١١ التى يعمل البعض على وأدها ، وللاسف منهم مسئولون ونواب وساسة وقيادات امنية ، وهو عمل مشين ومجحف ويخالف ماقاله الرئيس السيسى واكد عليه المرة تلو الاخرى ، انه لا عودة لما قبل ٢٥ يناير ، لكن كلام الرئيس لا تسمع به الحكومة ولاتنفذه ، بل لا تعتد به ، الحكومة تعمل وكأنها تعيش عهد عبد الناصر والسادات ومبارك ، تصرفاتها مع الناس تذكرنى بفترة حكومة عاطف عبيد واحمد نظيف ، ووزراء مالية الجباية الرزاز وغالى ، تتحدث عن الفقراء وهى ابعد ما تكون عنهم ، فاكرين الحكومة التى باعت سندوتشات الفول والطعمية ، عادت اليوم وتبيع وجبة تصلح لاربع افراد بثلاثين جنيه ، يابلاش ، يعنى قصدهم لو شاب راح ياكل سندوتش من كنتاكى او ماكدونالدز حيدفع اكثر من ٣٠ جنيه ، هى ، اى الحكومة ، حتوفر لاربع افراد فقراء وجبة بتكلفة اقل من وجبة الفرد الواحد فى المطاعم الاخرى ، ياسلام ، وممكن تبقى وجبة ديليفرى لاربع افراد ، يوصلها وكيل الوزارة على موتوسيكل لمنزل المواطن الغلبان ، هذه تصرفات هلس ، الحكومة يعنى النظام العام ، الحكومة يعنى الخطة والاستراتيجية ، الحكومة يعنى التشريع والقانون ، الحكومة يعنى السياسة العامة وخطط التنفيذ ، الحكومة يعنى الادارة الرشيدة ، الحكومة يعنى خلق فرص عمل للخريجين ، الحكومة يعنى النظرة المستقبلية والتخطيط لمستقبل هذا الوطن ، وذلك بحلول من خارج الصندوق ، الحكومة يعنى تشجيع وجذب المستثمرين الاجانب والعرب والمصريين لاقامة مشروعات بنية تحتية وصناعات ثقيلة وانتاجية ، وليست استهلاكية وتجارة واستثمار اراضى وعقارى ، اما العودة للوراء بافكار صبيانية فهذا نوع من الاستهتار بهذا الشعب العظيم ، ارحمونا من حكومة المصطبة !.