نظرة تأمل..
لم اكن اتصور ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان غبيا الى هذه الدرجة حتى يسقط بلاده في مستنقع الإرهاب وكم قاست الدولة التركية كثيرا من العمليات الارهابية ورغم ذلك لم يعي الدرس لكن اردوغان في الواقع كل الشواهد تقود الى انه آداة لا حول له ولا قوة في أيدي واشنطن و عليه تنفيذ أوامر قادمة اليه من الخارج مثله في ذلك مثل قطر واسرائيل .
وتمثل هذا السقوط الاردوغاني المزري في قيام تركيا بإسقاط مقاتله روسية زاعمة أنها إخترقت الأجواء التركية وبدلا من أن يعتذر تملكته العنجهية العثمانية وخرج الرئيس التركي في مؤتمر صحفي وياليته ما فعل يقول ان السلاح الجوي لبلاده اسقط الطائرة الروسية وهي من طراز سوخوي مطبقا ما سماه قواعد الإشتباك ناسيا او متناسيا ان قواعد الاشتباك الذي تحدث عنها تطبق في ظروف معينه اهمها ان تكون بلاده في حالة حرب ولكن البلدين ليسا في حالة حرب او حتى الطائرة لم تكن في مهمة معادية ضد تركيا .
كانت المقاتلة الروسية تقوم بمواجهة الإرهاب الذي استشرى وتغول وتمادى في الأراضي السورية المتاخمة للأراضي التركية بعبارة اخرى ان مهمة الطائرة جاءت ضمن عملية لتجفيف منابع الارهاب الداعشي والذي من المفترض ان هذا الاردوغان يدرك هذه الحقيقة لو كان موقفه ضد الارهاب غير ان الحادث اثبت عكس ذلك فمن الواضح ان الموقف التركي يفهم منه انه مستاء من المهمة الروسية وهنا يفرض سؤال نفسه لماذا تقف الحكومة التركية هذا الموقف ؟
بإختصار ان مهمة موسكو في سوريا تقف الآن فيما يبدو حجر عثرة أمام ما يمكن تسميته تمدد الأطماع الاقليمية للنظام التركي بالمنطقة ومن الواضح أن قرار إسقاط الطائرة الروسية أزال ورقة التوت الأخيرة التي اخفى وراءها النظام التركي سياسته الحقيقية الداعمة لتنظيم داعش الإرهابي .
وهكذا لم يعد ينطلي على اي انسان عاقل تجاهل تساؤلات واضحة من الذي يؤمن الحياة للدواعش والاستمرار في القيام باعمالها الارهابية ليس في سوريا فقط انما في كل دول المنطقة بالتعاون مع تنظيم القاعدة وفي الدول المعتدلة بالاتحاد الاوروبي مثل فرنسا واصبح من المعروف اين يذهب ومن يشتري البترول الذي تستولي عليه داعش من بلاد العراق والشام .
ويجب ألا نفصل العدوان على القضاة المصريين بالعريش وتفجير حافلة الأمن الرئاسي في تونس ومن قبل اعتداءات حي برج البراجنة بجنوب بيروت ثم الانفجارات السته في العاصمة الفرنسية باريس و عملية احتجاز الرهائن في احد الفنادق بماكو عاصمة مالي واتصور ان البقية ستأتي طالما ان هجمات باريس وغيرها قد اثبتت أن التفكير الآحادي النظرة أو حتى الثنائي في مواجهة الإرهاب لم يعد كافيا حيث انه لاوطن ولادين للارهاب ما يحتم ملاحقة عالمية له بشكل منظم وفاعل و ما يتطلب من توحيد الجهود على مستوى الدول والتنظيمات الاقليمية و الدولية بل دعونا نقول حشدها لمواجهة حقيقية تتجاوز القول الى الفعل.
لاشك ان الرئيس التركي قد فقد صوابه واصبحت احلامه باستعاده الامجاد الغابرة للامبراطورية العثمانية التي تداعت واندثرت مع الزمن دافعا له لمزيد من العنجهية التي ليس لها اي معنى عند الآخرين نقول إن هذه الاطماع ارتكن اليها اردوغان لخلق دور في منطقة الشرق الاوسط ضاربا عرض الحائط باي علاقات تاريخية وثقافية بين الشعبين العربي والتركي وغير عابئ بصوت المعارضة التركية المتنامي الرافض لسياساته القائمة على العجرفة الأمر الذي أثر بالسلب على مصالح تركيا خاصة مع الدول العربية .
وفي الوقت نفسه عكست سياسات اردوغان نوعا من الغباء السياسي الذي تميزت به قرارته وعلاقاته مع غيره ومثال ذلك انه فتح بلاده على مصراعية للتنظيم الدولي للاخوان واتخذ موقفا معاديا من ثورة ال 30 من يونية في مصر لا لشيء إلا لكونه يقف الى جانب صف دولة الاخوان التي اسقطها الشعب المصري عام 2013 ونجده يؤيد العنف والارهاب خارج بلاده ومن المتوقع آجلا او عاجلا ان يشرب اردوغان من نفس الكأس !!