أوضحت تقارير بحثية استخباراتية أن عدد المقاتلين الأجانب ممن انضموا إلى التنظيمات المتطرفة في العراق وسوريا تضاعف هذا العام مقارنة بالعام الماضي، إذ بلغ العدد نحو 27 ألف مقاتل في عام 2015 مما يسلط الضوء على البعد العالمي الذي اتخذه الصراع في سوريا والعراق.
وأشارت مجموعة صوفان للدراسات الأمنية في تقرير لها إلى أن تزايد أعداد المقاتلين الأجانب يظهر أيضا مدى ضآلة الجهود التي تبذلها البلدان في جميع أنحاء العالم من أجل وقف تدفق تلك الأعداد القادمة للانضمام لتلك التنظيمات.
ويظهر التقرير أن تنظيم داعش حقق نجاحات لم تظهرها تنظيمات تقليدية متطرفة أخرى كتنظيم القاعدة، وذلك من خلال النشاط الملحوظ للتنظيم وانضمام الآلاف له في الآونة الأخيرة.
وأشارت الدراسة إلى أن ما بين 27 ألفا و31 ألفا من المقاتلين الأجانب توجهوا إل العراق وسوريا من نحو 86 دولة مقارنة بحوالي 12 ألفا في العام الماضي وفقا لدراسة مماثلة نشرت في يونيو 2014.
وبين البحث أن حوالي 5 آلاف شخص شقوا طريقهم نحو التنظيم من الدول الأوروبية بينما انضم 4700 آخرون من الجمهوريات السوفييتة السابقة.
وأضافت مجموعة صوفان أن ما بين 20 و 30 في المئة من المقاتلين الأجانب عادوا إلى بلدانهم الأصلية لتنفيذ هجمات لصالح التنظيم، الأمر الذي خلق تحديات كبيرة لأجهزة الأمن المحلية.
ويثير التهديد الذي يشكله العائدون من المقاتلين الأجانب لبلادهم نقاشات مستفيضة، خاصة في الدول الغربية، والتي جرّمت السفر إلى سوريا للانضمام إلى صفوف التنظيمات المتطرفة في الأزمة السورية.
وتسعى تلك التنظيمات إلى تجنيد أتباع لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما دفع بالقلق في الدول الغربية إلى التنامي، الأمر الذي حدا بالاتحاد الأوروبي لإطلاق منتدى هذا الشهر لجمع عمالقة الإنترنت مثل غوغل وفيسبوك وكذلك وكالات إنفاذ القانون لمكافحة التطرف عبر الإنترنت.
وفي هذا الصدد، أكدت الدراسة أنه “رغم تطور وسائل بؤر التجنيد من خلال منصات التواصل الاجتماعي، فإن وسيلة التواصل البشري المباشر تعد أكثر أهمية للانضمام للتنظيمات المتطرفة”.
وحذر تقرير المجموعة من أنه حتى لو انهار تنظيم داعش تدريجيا، إلا أنه سيكون قادرا على التأثير على معتنقي أيدولوجيته، وفي هذه الحالة سيصبح التنظيم أكثر خطورة وأكثر شراسة.