العمر وسنينه…
منذ عشرات السنين اطلق أمير الشعراء احمد شوقي والفنان العظيم محمد عبد الوهاب صرختهما محذرين من سد النهضه ومحاولات خنق مصر ومحاوله تركيعها قائلا: “النيل نجاشي…حليوه أسمر (النجاشي هو ملك الحبشه (اثيوبيا).. عجبني لونه…دهب ومرمر.. أرغوله في ايده…يسبح لسيده.. حياه بلدنا ………..يارب زيده”.
الي هذا الحد استشرفا اهميه النيل (حياه بلدنا) وحذرا اصحاب الحل والعقد في مصرمن التفريط في علاقتنا بدول النيل والحفاظ علي وشائج الود والصداقه مع كل هذه الدول والتي كانت ومازال البعض منها يعشق مصر ويقدر دورها في التحرر من الاستعمار والمساهمه في تنميه ورفاه تلك الدول الصغيره والناهضه من كل الام العبوديه والرق في طريق التحرروالنهوض……ولكن لم يسمع احد صرخات امير الشعراء بل عمل اكثرهم علي تدمير تلك العلاقات باألأهمال تاره …والاستعلاء تارات اخري تجاه تلك الدول الصديقه العاشقه لمصر.
يحكي انه في احدي الأيام استقبل ((محمد علي)) خبراء الري والزراعه في عصره يشرحون له مسار نهر النيل ومشروعات الري المصريه والزراعه قائلين لمحمد علي ((ان اهم جزء من النيل يخص مصر يبدأ من اثيوبيا)) فأجاب محمد علي بأنه ((لا مانع لديه ان تبدأ حدودمصر من اثيوبيا.))
هكذا فطن الباشا الألباني الي اهميه تأمين تدفق مياه النيل حتي لو أدي ذلك الي وضع اثيوبيا تحت السيطره المصريه سواء بالقوي الناعمه أو القوي الخشنه أيا كانت تلك القوي…
للأسف ومنذ بدايه عهد السادات وحتي الصدمه التي نعانيها الآن من اثيوبيا ودول نهر النيل حتي الشقيقه المزعومه السودان ونحن في اهمال تام لكل ما هو افريقي اسمر البشره وتوجهت قبلتنا الي اوروبا والدول المتقدمه والتي لديها 99% من اوراق اللعبه
وللأسف نحن الآن نكتشف ان 99.9 % من اوراق اللعبه بل وحياتنا بالكامل في يد افريقيا ودول حوض النيل.
في احد اللقاءات جمعني العمل وأحد المسؤلين الكبار في احدي اهم الشركات في تاريخ مصر((شركه مصر للأستيراد والتصدير)) الذي كان يحكي عن وضع المصريين بالدول الأفريقيه حيث كان يعامل المصري (أي مصري) معامله الوزراء أو اكبر في اي دوله افريقيه وذكر جهود المصريين في تحديث تللك البلاد حتي انه ذكر احدي النوادر حين كان يستعلم من احد المسؤلين في احدي البلاد عن مدي فائده المعونات التي ترسلها مصر لدولته خاصه الأرز والمكرونه المصريين فأجاب المسئول الأفريٌقي بأنها ممتازه ولكنها
صعبه المضغ …ليكتشف المسؤل المصري اهم كانوا يأكلنها جافه دون تسويه وهنا والحاجه ام الاختراع استخدم المسئول المصري علب المربي والسمن الفارغه لتعليمهم سلق الأرز والمكرونه واصبحا بعد ذلك من اشهي المأكولات في تلك البلاد.
ويحكي كيف انه عند زياره شيخ الأزهر او اي مسئول ازهري بزيه الأزهري كان الالاف يتحلقون حوله لمجرد مسه او السلام عليه لنيل البركه …والكثير والكثير من الحكايات عن وضع مصر والمصريين بالدول الأفريقيه.
ألآن وبعد ان (وقعت الفاس في الراس) كما يقال وتلاعبت بنا اثيوبيا وشقيقتنا السودان وادارت لنا بقيه دول النيل ظهرها ماذا نحن فاعلون
الكثير والكثير يدقون اجراس الخطر……………ولكن. لمن تدق الأجراس… ؟؟؟؟
في احد اللقاءات مع خبير المياه الدولي والاستاذ بجامعه الأزهر الدكتورعباس ابو ضيف
قال:
أخطر ما يهدد مصر هو إهدار المياه خاصة فيما يتعلق بالري بالغمر بطريقة خاطئة ساعد على استخدامها أن الفلاح لا يدرك أهمية المورد المائي فهو يتعامل بما يفيد أرضه فقط، بجانب إهدار 8 مليارات متر مكعب سنويًا من توصيل المياه من أسوان للحقول بسبب شبكات الصرف في بعض الأماكن وزيادة نسبة الملوحة في أماكن أخرى،
يؤكد خبير المياه الدولي بالأمم المتحدة وأستاذ المياه بمركز بحوث الصحراء الدكتور أحمد فوزي دياب، في تصريحات خاصة لـ”الوطن”، أن مشكلة إهدار المياه في مصر تؤثر بشكل كبير على المستقبل المائي للبلد، حيث يتم إهدار كميات كبيرة من المياه عن طريق: أولا: مرفق مياه الشرب والصرف الصحي، حيث أنه من المفترض أن يكون استهلاك مصر من المياه 3.5 مليار متر مكعب، في حين ما يتم ضخه في الشركات 11 مليار متر مكعب، يتم فقد ما يقرب من 50 إلى 60% منها في الشبكات المتهالكة، ويخرج ما يعادل 70% من نسبة المياه المتبقية في صورة صرف صحي.
ثانيا: الإسراف في استخدام مياه الشرب من قبل المواطنين، واستخدام مياه الشرب بكميات كبيرة في رش الشوارع وغسل السيارات. ثالثا: الري بالغمر في الأراضي ذات التربة الرملية وزراعتها بالأزر الذي يستهلك كمية كبيرة من المياه. رابعا: المنتجعات السياحية وملاعب الجولف والبحيرات الصناعية خاصة في الأماكن الصحراوية والتي تستهلك كمية كبيرة جدا من المياه. خامسا: ارتفاع نسبة الملوثات في مياه نهر النيل وإلقاء مياه الصرف الصحي والصرف الزراعي بنهر النيل بعد المعالجة الجزئية لها.
يقول الكاتب علاء جاد
من المشاهد الاخرى التى جعلتنى ادرك اننا نتعمد اهدار المياه عن عمد من حكوماتنا الرشيده جيلا عن جيل ،مشاهد تراها بالاخص على المدن الساحليه وجنوب ووسط سيناء ،ما يعادل حجم نهر النيل فى مصر تقريبا ،من مياه السيول والامطار الغزيره التى تاتى الان عاما تلو الاخر ،هل تعلمون ان الدولة مشكوره قامت بانشاء بعض مجارى السيول فى الوديان ،وان مجارى السيول هذه تنتهى اما فى بالوعات الصرف الصحى واما فى البحر ،بينما فى اسرائيل على سبيل المثال شبكه خاصه لتجميع مياه الامطار والاستفاده منها وخزانات لتخزينها والحفاظ عليها ،ثم تجرى عليها عمليات تحليه بسيطه جدا ويتم دفعها بعد ذلك للمواطنين.
وبعد ان ( وقعت الفاس في الراس )هل من نجاه قبل ان تقطع الفاس (لا قدر الله ابدا) الراس.هل من نجاه وكيف؟؟؟؟؟؟؟؟؟
فلنبدأ بسماع اراء الخبراء والمختصين بالمياه والري والزراعه حتي يستمر احمد بك شوقي وعبد الوهاب في ترديدهما لأغنيه النيل نجاشي بدلا من ان نولول بعد ذلك بصرخه…..النيل ماجاش.