صدمة جديدة أثارت غضب العاملين بالشركة الوطنية “مصرللطيران”, بعد أن طالعتهم المواقع الالكترونية اليوم باعلان السيد/ هشام زعزوع وزير السياحة عن بدء الإجراءات الخاصة بإنشاء شركة طيران تابعة لوزارة السياحة، برأس مال مبدئى 100 مليون جنيه، بالإضافة إلى تأسيس صندوق خاص لتمويل تلك الشركة بمساهمة من القطاع السياحي.
وهذا الخبر ليس صادما فقط للعاملين بمصرللطيران, الذين تحملوا الكثير والكثير خلال الفترة الماضية بسبب ما شهدته مؤسستهم من مشاكل وأزمات لحقت بقطاعي السياحة والطيران منذ ثورة يناير وحتي الآن, ولكن الخبر يمثل كارثة حقيقية لكل وطني غيور علي بلده وعلي مؤسساتها الوطنية, لآن اعلان السيد/ وزير السياحة عن انشاء شركة طيران تابعة للوزارة يثير شكوكا وتساؤلات وعلامات استفهام كثيرة:
أولا: ما علاقة السيد/ وزير السياحة بقطاع الطيران..ّ؟؟!!
ثانيا: لماذا لم يشغل الوزير نفسه بوضع برامج حقيقية لاستعادة الحركة السياحية..؟؟!!
ثالثا: ألا يوجد وزير طيران يستطيع معالجة مشاكل وزارته وحلها..؟؟!!
رابعا: لماذا لا يتم دعم الشركة الوطنية بدلا من هدمها..؟؟!!
كل هذا وغيره يجعلنا في حالة من الشك والريبة ازاء ذلك الاعلان, فالسيد الوزير لديه ما يكفي في وزارته من مشاكل بعد أن تأثرت الحركة السياحية وشهد القطاع كسادا كبيرا وعانت المنشأت السياحية والعاملين بالقطاع من مشاكل لا حصر لها تحتاج لوضع خطط عاجلة واستراتيجيات طويلة الآمد لتنشيط السياحة الخارجية من جديد وتغيير الصورة السلبية التي لحقت بالمنتج السياحي المصري, الذي كان هدفا لكل المتأمرين علي مصر لما يمثله من تأثير علي الاقتصاد المصري.
يا سيادة الوزير.. كل دول العالم لديها مؤسساتها الوطنية التي تدعمها حفاظا علي أمنها القومي, وتأتي شركات الطيران الوطنية في مقدمة تلك المؤسسات وألامثلة كثيرة, والشركة الوطنية “مصرللطيران” تحتاج للدعم وليس للهدم, ليس فقط لآنها تحلق باسم الكنانة منذ انشاءها عام32 وحتي الآن, وحققت الريادة في الشرق الآوسط وأفريقيا وحظيت بثقة المؤسسات الدولية, ولكن لآنها أيضا من أهم ركائز الآمن القومي المصري علي مدي تاريخها رغم ما تحمله العاملين بها في مقابل ذلك, فكم مدت من جسور جوية لعودة المواطنين المصريين من مواطن الصراع في الخارج, وكم كانت وجهة مشرفة أمام ضيوف مصر في مناسبات وطنية عديدة, وكم تأثرت سلبا بسياسات الحكومات المتعاقبة, وأخرها تقسيمها الي عدة شركات في الوقت الذي كانت فيه كبريات شركات الطيران حول العالم تدخل في تكتلات لمواجهة الآزمات الاقتصادية, وكم تحمل هيكلها الاداري من أعباء نحاسبها عليها الآن, فكان يفرض علي الشركة كل عام أن تقبل مئات الوظائف حتي زادت عليها الآعباء نتيجة تلك السياسات وتأثرت مرتبات العاملين بها لدرجة أن دخولهم لا يمكن مقارنتها حتي بشركات الطيران الصغيرة, الآمر الذي بات معه من الصعب اعادة هيكلتها لآن اعادة الهيكلة تتطلب تسريح أكثر من نصف العمالة, ومع كل هذا فان العاملين بها علي جميع مستوياتهم يضربون المثل في الوطنية وانكار الذات, فلم تشهد الشركة اضرابات واحتجاجات وصلت الي حد تعطيل العمل مثل ما حدث في شركات ومؤسسات كثيرة, وحتي أزمة الطياريين سرعان من انتهت فوطنيتهم انتصرت علي مطالبهم المشروعة.
ونحن بدورنا نرفع صرخة العاملين بالشركة الوطنية “مصر للطيران” الي السيد/ رئيس الجمهورية لينقذ المؤسسة الوطنية من أي سياسات خاطئة يمكن أن تنال منها ومن العاملين بها, ونطالب معهم بوضع “خطة انقاذ” تستطيع دعمها واستعادة ريادتها بسواعد طياريها ومهندسيها والعاملين بها, وأن تعود المؤسسية للحكومة فيكون السيد/ وزير الطيران هو المسئول والمنوط به حل مشاكل وزارته ووضع سياساتها. كما نأمل في توضيح الآمر من السيد هشام زعزوع وزير السياحة, حول أهداف تلك الشركة ودواعي انشائها تجنبا لآي بلبلة يمكن أن يحدثها هذا الموضوع.