Breaking News

ساميه عابدين تكتب… ” لكوني غالية.. “

الحجاب هو من أسمى قيم الجمال .. فالجمال الحقيقي يكمن في المستور لا في المكشوف .. كجمال اللؤلؤ المتستر في محارة فانه يفوق الآف المرات اللؤلؤ المخلوع من محارته بريقا وجمالا ونعومة ورقة .. لكن هل أصبح الحجاب في وقتنا الحالي من مستلزمات الظاهرة الاجتماعية ؟ و هل فرضت التغيرات الحياتية أن يصبح الحجاب في الوقت الحاضر يتبع الموضة ليكون حجاب مودرن، و أصبح أكثر ما يبعد عن الدين ؟؟
الحجاب فرض من فروض الدين ، و الحكمة منه الحفاظ على الفتاة و حمايتها و الاسلام كرم الفتاه لتكون معززة ومكرمة و الاساس ان يكون زي المراة المسلمة متماشيا مع شروط الحجاب كما امر الله سبحانه وتعالى لا ان يكون مخالفا له ، أما ما يحدث اليوم من ارتداء جديد للحجاب بصورة مختلفة مرتبطة بلباس الحجاب المودرن و البنطال الضيق والاصرار على ارتداء غطاء الراس عليه يعني عدم الالتزام بالزي الاسلامي و هذه الطريقة الجديدة في ارتداء الحجاب مخالفة لمفهوم الحجاب والقصد الديني منه .
وبعيداً عن العامل الديني فان الحجاب اصبح وسيلة من وسائل اكتمال أناقة المرأة،و الحجاب تعدى شكله التقليدي ودوره الديني في اقتصاره على تغطية الشعر، حيث تحوّل الى موضة تتباهى بها النساء خصوصاً الشابات . فطرق ارتداء الحجاب في الوقت الحالي هي اقرب لان تكون ظاهرة اجتماعية وليس ظاهرة دينية ، كما هو الحال بالنسبة لحجاب ” أبو علبة لبن” أو” أبو نفخة” أو” الكوكو” أو” برج ايفل” أو..أو..أو .- كما يطلق عليه – فهو منظر مبالغ فيه وهو مضحك احيانا ، فدعاة هذا الحجاب يحاولون الإمساك بالعصا من المنتصف فيكونون مع الدين ومع الأزياء والموضة في نفس الوقت ، وقد سبق وأن وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم حين قال : ” صنفان من أهل النار لم أرهما بعد : رجالٌ معهم سياطٌ كأذناب البقر يضربون بها الناس، نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رءوسهن كأسنمة البخت المائلة ، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وأن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا “. رواه أحمد ومسلم في الصحيح . 
وفي تفسير وشرح معنى رؤوسهن كأسنمة البخت، قال النووي معناه :يُعَظمْنَّ رُؤُوسهنَّ بالخُمُرِ والعَمَائم وغيرها مما يلف على الرأس حتى تشبه أسنِمة الإبل البُخت. في هذه الحاله يكون هناك بعدان لهذا الحجاب : البعد الديني و البعد الاجتماعي، فالبعد الديني يتعلق بدوافع التديّن و الالتزام ، فمن السيدات من تضع الحجاب تدينا والتزاماً بأركان الدين الاسلامي ، أما البعد الثاني و هو البعد الاجتماعي يعكس المستوى الثقافي و الفكري للشخص ففي بعض الحالات تكون الفتاة تكون مجبرة على إرتداء غطاء الرأس لإرضاء أسرتها بالرغم من عدم قناعتها بذلك مما يدفعها للتحايل على هذا الأمر من خلال إتباع الموضة وعدم الإلتزام الكامل بالزي الإسلامي ، وقد يتعلق من ناحية أخرى برغبة المرأة في أن تبـــدو جميلة وأنيقــــة حتى لو كانت تلبس الحجــــاب .
لقد أضحت بعض الفتيات يتسابقن على مجاراة الموضة في اللّباس ، من دون أن يسبّب الحجاب عائقاً لهنّ ، فذلك يكون دليلاً على انفتاحهنّ ومجاراتهنّ لبيئتهن المحافظة، وفي الوقت ذاته ، انسجاماً مع المجتمع ، حتّى لا يشعرن بالحرج أمام الآخرين.. فالبعض منهنَّ يعتبرن الحجاب المودرن مجالاً لحريَّتهنَّ الفرديَّة ، والبعض يعتبرنه أنه يجعلهنّ أنيقات وملتزمات دينيّاً في الوقت عينه ، إلى جانب أنّ مواكبتهنّ للموضة تزيدهنَّ ثقةً وحريّةً … 
اتبعت العديد من الحضارات انواعاً متعددة من الموضة التي تعكس ثقافة هذا المجتمع وأخلاقياته ، لكن السؤال الأساسي و الجوهري هنا : ما هي الثقافة التي تسعى من وراءها “محجبات أبو نفخة” أن تعكس للمجتمع؟ اذا كانت الغاية لفت النظر، فهي غاية تحققت حتماً ، أما إذا كانت الغاية إبراز الجمال، فلا نعرف كيفية الاجابة عن ذلك.. لأن الاجابة موجودة ضمنيّاً عند الجميع . فالحجاب الصحيح هو ذروة الجمال..
فأن الله جميل يحب الجمال..فكيف يكون سبحانه جميلاً يحب الجمال ولا يأمر به ؟! فهل يُعقل أن يأمرك الله بالحجاب ولا يكون الجمال بعينه في الحجاب ؟!. فقد كرم الله المرأة بالحجاب فاعتبرها درة لا يجب ان يراها احد ، وهذا يزيد من قيمة المرأة و أهميتها في المجتمع ، و يزيدها قربا من ربها ، ورفعة بين الناس ، وشموخا في وجه الدنيا ، فهي ذات شخصية أكثر اتزانا ً، وحشمة وجمالاً .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *