ما حدث اليوم فى بورسعيد — هو شهادة — اكدتها فى بوست خاص بى — وضعته على صفحتى — يوم حادثة الاستاد فى بورسعيد —-
ولأن نصفى بورسعيدى — وعشت فى بورسعيد بععضا من الصبا — وفورة الشباب — وتفاعلت معها بقية عمرى — الى الآن — وقد كنت عضوا فى النادى من أوائل الستينات — حتى اجبرتنى الظروف المعاكسة الى الرحيل عن بورسعيد –فى أول الثمانينات — كما كنت قد انضممت من اشبال المريخ البورسعيدى الى اشبال المصرى –لولا ان فاجاتنا الهزيمة — وأعقبها التهجير —
ولأنى قد اصبحت عضوا فى النادى الأهلى بحكم اقامتى فى القاهرة —
ولهذا ففقد اصبحت محبا للأهلى — وعاشقا للمصرى —
وبرغم كل ما حدث — فقد كنت ممسكا بالخيط من أول لحظة —
فقد وقع الأهلى — وهو فريق كبير ونادى عريق — ويحتل مشجعوه مكانة ممتازة بعرض مصر والوطن العربى — فريسة سهلة وثمينة للفكر التآمرى الخبيث — فان حرص أعداء الوطن على ان يندسوا وسط التجمعات واستغلال قوة الفعل الجمعى لتنفيذ مخططاتهم ضد الوطن والشعب — الا أن الألتراس بكل الهالة الكاذبة حولهم — لا يمثلون الا نسبة ضيلة من جماهير الأهلى — بل انهم كظاهرة تم فضحها وكشفها — اصبحت مرفوضة وملفوظة — خاصة — الكابوهات —
ولهذا فمن الخطأ اعتبار أن الألتراس هم تعبير عن جماهير الأهلى العريضة — والتعامل معهم على هذا الأساس —
كما أن النادى المصرى — وهو الوحيد الذى سمى بهذا الاسم من اندية مصر كلها — فى مواجهة الأندية الى كانت تمثل الجاليات الأجنبية فى بورسعيد — وكانت لا تسمح للمصريين بالانضمام اليها — فقد وقع هو الآخر بين براثن المؤامرة —
فقد كانت المؤامرة تجرى على قدم وساق — لاستغلال التجمعات المصاحبة لمباريات الدورى المصرى لاحداث كارثة يروح ضحيتها أكبر عدد ممكن من ألتراس أهلاوى — ثم استغلال رد فعلهم الغاضب للضغط على المجلس العسكرى — واحراجه واخراجه من المشهد السياسى — لتخلو الساحة للمتآمرين وتنفيذ مخططاتهم الاجرامية —
كان التوجه الأساسى بجعل جماهير الألتراس الأهلاوى هى العامل المشترك — وقد كان التنفيذ يتحرك معهم بدءا من الاسماعيلية — ولولا تدخلت عناية الله لكانت الكارثة قد وقعت فى الاسماعيلية —
ولكن المتآمرون لم ييأسوا — فقد ذهبوا بمؤامراتهم وراء الألتراس الى المحلة — ومعروف اان االمحلة تشجع الأهلى — وكادت تتحدث المؤامرة هناك — وقد قام التليفزيون المصرى بتصوير االحدث صوت وصورة — وقد تدخل الجيش والشرطة لعمل حاجز امنى منيع — حال دون حدوث الكارثة —–
ولسوء حظ بورسعيد — وبرغم فوز المصرى على الأهلى — وهو مما كان كافيا لنزع فتيل الانفجار الذى تولد عن الشحن الفائق الذى احدثته جماهير الألتراس — والذى كانت قد دأبت عليه كلما حضرت الى بورسعيد — فقد كانت تسير فى مجموعات –تثير الفزع ونهاجم المحلات والسيارات وتستخدم عبارات خارجة لسب اهل بورسعيد — وومع هذا كانت قوات الامن توفر لهم الحماية الكافية — حتى مغادرة بورسعيد —-
ولكن هذة المرة — كانت االنية مبيتة لتنفيذ المؤامرة الدنيئة —
ولسوء حظ بورسعيد — تنجح مؤامرتهم — ععلى ارض استاد بورسعيد — والذى كانت ارضه أول مقبرة تضم شهداء بورسعيد فى 56 — قبل انشاء مقبرة الشهداء الحالية
بورسعيد بريئة من هذا الدم — ويتحمل وزره من خططوا ونفذوا — كما يتحمل وزره الذين شجعوا وهيأوا الشحن الرهيب —
وهاهى بورسعيد — وقد تحملت — وفى نفس الظرف — سقوط 54 قتيل على يد المتآمرين —- وللأسف — فلم يهتم بذكرهم أو الاشارة اليهم أحد —
بينما ثارت الدنيا — وانقلبت رأسا على عقب — ضد بورسعيد وحملوها وزر جريمة نفذوها على ارضها — وكأن الدم الذى سال — والأرواح التى ازهقت — ليست كلها مصرية — وليست نتيجة نفس المؤامرة الخبيثة —
وقد جاء رد بورسعيد اليوم — فى مشهد مهيب — رسالة واضحة وقوية — من مدينة ادمنت تقديم الشهداء عبر تاريخها القصير — لتقول للجميع — بورسعيد ليست قاتلة — وهى التى تحملت عبأ الدفاع عن الوطن — وان رصيدها الوطنى لا يزايد عليه أحد — وان دماء شهدائها قد حقنت الكثير من دماء ابناء الوطن — وان بورسعيد هى درة فى جبين الوطن —
حرصت بورسعيد ان تقول — لا لمزيد من الدماء — لا للتعصب الأعمى —
بورسعيد مع استقرار الوطن كعهدها دائما —
وحب بورسعيد للمصرى — هو حب مشروع — ولم يتلوث يوما بدم —-
بورسعيد — برغم جراحها النازفة — وبرغم تضحياتها التى لم تتاجر بها —
فانها تمد يدها للجميع بالحب والخير والتسامح — حرصا على الوطن — وضمانا لاستقراره وامنه —- وحقنا لدماء ابنائه —
بالحب نبنى —
لا بالشماريخ —
لعن الله الفتنة —-
ولعن من ايقظها —–