Breaking News

عبد السلام عبد الرازق يكتب.. “مصر.. والقرارات الصعبة..!!”

عندما يمر الوطن بمحنة كبرى —
عندما يواجه تحديا صعبا — تتضاءل فى مواجهته كل ما مر به الوطن عبر تاريخه —
فما تمثله المخاطر المحدقة — كابوسا — لم تواجهه اى أمة عبر تاريخها —
نهب منظم وافساد ممنهج طوال عقود — للموارد — وللبشر —
وكأنه كان تناغما ثقيل الايقاع — وتمهيدا شيطانيا — يقودنا مغمضى الأعين الى مصير أسود  — 
أفضى بنا الى زلزال قوض أركان الدولة المتهالكة — واسقط رموزا شاخت وتجمدت وعقمت — 
وسار بنا الى حالة من الفوضى العارمة — توقفت معها عجلات مختلة وضعيفة لأنماط اقتصادية عرجاء لا تليق بوطن كمصر —
حتى وصل الاحتياطى النقدى الى حد يتجاوز كل الخطوط الحمراء — فشعب يقدر تعداده ب 90 مليون مواطن — يصل الاحتياطى النقدى بخزينته الى 9مليار دولار — وتصا ديونه الى 1800 مليار دولار — غير الدين الداخلى المرعب —
دولة تم دفعها دفعا الى الهاوية — بفعل فاعل — مع سبق الاصرار والترصد —
بينما أخذ البفاسدون والناهبون يرتعون فى بحبوحة من العيش — وتحولوا الى نخب وصفوة — تعيش عيش الأباطرة والقياصرة والأكاسرة — من قوت الشعب — ومن موارده ومقدراته  ———
وكالعادة —–
يتم تحميل الشعب الغلبان فاتورة الفساد والنهب والسلب — 
بينما الأموال المنهوبة تم تهريبها وضخها فى مسارات يعتقد الناهبون والفاسدون — أنها فى مأمن خارج حدود الوطن — 
حتى عندما تم انشاء صندوق من اجل مصر — شارك فيه المستفيدون والفاسدون — ان شاركوا — بما يذر الرماد فى العيون —
مصر تواجه عداءا مستحكما وحصارا اقتصاديا محكما — تمارسه قوى خارجية جبارة — وتساعدها قوى فى الداخل لتثير القلاقل والفتن والتشرذم — وتحرك مكامن الصراع الذى تم تأجيجه والنفخ فى نيرانه — ليصل الى حد الصدام الدموى — مما اسهم فى افتقاد مصر الى اهم موارد العملة الصعبة والتى تعتمد على دخل من السياحة كان مرشحا وبقوة أن يقيل مصر من عثراتها — ويضعها على بداية الطريق الصحيح — 
انتاج هزيل — تتوقف عجلاته العرجاء عن الدوران — 
الاعتماد بشكل قوى على الاستيراد من الخارج — وهو ما يمثل اختلالا عنيفا فى الهيكل الاقتصادى — والموازين التجارية — مما يمثل عبئا ثقيلا على كاهل اى اقتصاد نامى — لا يأخذ بالأسباب الحقيقية للخروج من النفق المظلم —
تم بيع معظم الشركات الانتاجية والمصانع التى تحملت برغم تخلفها واصابتها بالهرم — فقد تحملت اقتصاد حرب لمدة 6 سنوات — لتعيد بناء جيش جديد وتسليحه وتدريبه وخوضه لحروب انتهت بانتصار معجز — فقد تمت جريمة الخصخصة — والتى شهدت مهازل البيع بتراب الفلوس لمن لا يقيمون للدولة ولاقتصادها وزنا ولا قيمة —
حين تم بيع القطاع العام المصرى — بدلا من تطويره واعداده للقيام بمهام جسام لصالح الوطن والمواطنين —–
كما تم اسقاط الدول المجاورة فى هوة الصراع الدموى — والحروب المستعرة والتى لا نعرف عن هوية المتصارعين والمتقاتلين — غير انهم ينتمون — بهتانا وزورا — الى هذة الأوطان — مما أضعف موقف مصر — واجتذب الى حدودها بنيران مستعرة — توجهها رياح خبيثة الى قلب مصر — كما تم تحريك خلايا نائمة تناصب الوطن العداء المستحكم والمستعر منذ عقود — 
اعداء يحيطون بالوطن على طول حدوده ومختلف اتجاهاته — 
اعداء يعيشون تحت جلد الوطن فى كريات دمه —-
اعداء يدفعون ويمولون ويشكلون ركيزة شيطانية تحمل معاول هدم وتقويض للوطن — والحط من قدره واستنزاف قدراته الضعيفة فى اتجاهات عديدة ومختلفة — 
تحالف القوى الكبرى والصهيونية العالمية مع التيارات والجماعات المتأسلمة — واجتماعها على محاصرة الوطن اقتصاديا وسياسيا — بكل الوسائل — وتسخير الآلة الاعلامية — فى الداخل والخارج لمهاجمة مصر واضعافها وتركيعها — 
اعداد جيش من العملاء المدربين على التمهيد لاسقاط الوطن — بدعاوى تحمل شعارات براقة — مثل الحرية والديموقراطية والثورة والحقوق —-
================================
وكالعادة —
لا يجد اى نظام سوى اللجوء الى الشعب — لكى يدفع فاتورة باهظة الثمن — لم يستفد من بنودها — الا النذر اليثير —
فقد اعتاد الشعب على تحمل النفقات الباهظة — والفواتير شديدة الاسراف والتبذير — دون ان يناله منها نصيب — سوى المعاناة ونقص الخدمات — والافتقار الى مقومات الحياة الانسانية فى أبسط معانيها —
الصعوبة الحقيقية التى تواجه النظام — واى نظام — هى النجاح فى توزيع فاتورة الاصلاح — توزيعا فيه قدر من العدالة — والانسانية —
الصعوبة هى مواجهة الكيانات المتوحشة بفعل سياسات خرقاء أفرزت قشرة صلبة — قاسية — ليس لديها اعتبارات اجتماعية أو وطنية كافية لادراك دورها الحقيقى فى التعامل مع قضايا الوطن —
الشعب سيتحمل — كما عودنا دائما — وسيربط الأحزمة ويشد الوثاق ويبيت على الطوى —-
ولكن لا تطمعوا فى صبره كثيرا —
فمن اشد الظلم والغبن ان نثقل على الشعب الى درجة الاختناق — 
بينما هناك من يتمرغ فى النعيم والارتياحية المفرطة —
من يجاهد فى سبيل لقمة العيش —
ومن عداد دخله يحسب بالثوانى —
ان الله قد يمهل الدولة الفاسدة —
ولكنه ابدا — لا يساعد الدولة الظالمة —

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *