أخبار عاجلة

ساميه عابدين تكتب… «تأملات إعلامية..!»

هل نحن في عصر طغت فيه المادة على القيم؟
هل ذابت الضمائر عشقا في حب المال وتناست الأخلاق؟ 
هل فقدت الرسال الإعلامية دورها الحقيقي في التنوير؟
هل فقد إعلامنا المعاصر المهنية والحيادية والمصداقية والتحقق من الخبر قبل نشره والترويج له؟
تأملت قليلا في حال الإعلام وكثرة عدد القنوات والبرامج والمذيعين والمذيعات منهم من هو دارس اعلام او مدرب تدريب على مستوى ومنهم من لا يمت للاعلام باي صلة لا من قريب ولا من بعيد…فقد لاحظنا في الآونة الأخيرة للاسف ان “كل من هب ودب”يخرج علينا ببرنامج او مايعتقد انه برنامج المفروض انه ينفع الناس ويضيف لعقولهم وهو في الاصل مجرد مسخرة اعلامية وضحك على عقول البسطاء والسيطرة على عقول فئة من المجتمع هي من اخطر الفئات وهي المراهقين والشباب .فالمراهق يستقي قيمه ومبادئه من الاعلام سواء المرئي او المقروء المتمثل في السوشيال ميديا او التلفزيون ويتأثر به اكثر من والديه او حتى مدرسيه..
بصراحة انا في غاية الذهول والصدمة من بعض البرامج او على الاحرى المسخرة الإعلامية التي تعرض على شاشاتنا وتدخل بيوتنا دون استئذان والتي هي قنابل موقوتة تؤثر على المجتمع وتحول المواطنين الى مجرد اجساد خالية من العقول المتزنة والروح الراقية…تجد المراهق يتعامل بطريقة وقحة مع والديه ومدرسيه في المؤسسة التعليمية ويتجرا عليهم بالفاظ خارجة ووقحة وهو في الاول والاخير مجرد ضحية لتلك البرامج السخيفة الجوفاء 
اخص بالذكر وقد تعودت معكم على الصراحة في كتاباتي…برنامج “أبلة فاهيتا”مجرد دمية غبية الشكل والمضمون تجلس امام العشرات من البشر واضح انهم من الطبقة الراقية والمثقفة واتعجب على ما يضحكون..؟ على الفاظ مقززة وتلميحات جنسية ؟ تصيبنا بالغثيان…مرورا ببرامج تقدمها بعض الراقصات الغير مدربات على مواجهة الجمهور بثقافتهن وعقولهن ولكن مدربات جيدا على هز اجسادهن….وفجاة وبدون مقدمات يطل علينا برنامج محمد سعد”وش الهم والغم” بسخافته وقبح تصرفاته ومناظره التي لم يجرؤ اي مصري ان يفعلها الا مع زوجته وقد اغلق عليه باب غرفة نومه….
هل لهذا الحد انحدرنا الى القاع؟ من يخطط لتدمير عقول الناس واذواقهم وقيمهم بهذا الشكل الفج من يدفع لهؤلاء الاراجوزات ملايين الجنيهات لطمس هوية شعب هو في الاساس متدين بطبعه…من ايام اجدادنا الفراعنة من سبعة الاف سنة لم يكن يعلم الفرعون شيئا عن دين الله والتوحيد…ولكن فطرته دفعته لايجاد شيء يمجده ويرتبط به روحانيا….
كيف لبلد مثل مصر التي خرجت مشايخ عظام نشروا الاسلام في كل بقاع الدنيا ان يعيث هؤلاء فيها فسادا؟
كانت مصر مصدرا للبعثات العلمية من الازهر الشريف لتعليم اسس الاسلام وثوابته حتى في ارض الحرمين… 
مصر التي ولد من رحمها الشيخ الشعرواي وقارءي القران الكريم الذين غردوا بآيات الله في كل مكان ..كيف لبلد مبارك وطاهر ان يدنس بهؤلاء؟
ماذا تريدون من الناس؟
هل تريدون تدمير أخلاقهم ثم قيمهم ثم وطنهم؟؟؟؟
وأخرة المطاف يخرج علينا من هو اقل واضعف من جناح بعوضه مع اعلامي كنت احسبه من المحترمين ليخوض في عرض المراة المصرية يبدو انه نسي ان تلك المرأة هي أمه واخته وابنته…وبكل وقاحة وصلف وغباء ينشيء صفحات يتهكم فيها على النساء المصريات والزوجة المصرية التي اكاد اجزم انها اطهر وارجل من الف ذكر مثله..
تلك المراة التي تقف جنبا الى جنب مع زوجها وأولادها وقد اثبتت كفاءتها في بيتها ووظيفتها ووصلت الى اعلى المناصب….فهي وزيرة وسفيرة وام مثالية….
استحلفكم بأغلى ماعندكم يامن حملتم رسالة وكلفتم بها وهي رسالة التنوير اجعلوا ضمائرهم قبل المادة….
يا فضائيات يارقابة يا دولة ارحمونا من مثل هؤلاء…
الحل ليس في ايقاف برامجهم فقط ولكن بتكاتف الإعلاميين الشرفاء لصد مثل هذه الهجمة الشرسة ببرامج محترمة وهادفة وذات قيمة فنحن شعب ذواق ..مازال والحمدلله متمسك بدينه ومبادئه لن تهزه مثل تلك المهازل….والدليل اننا نواجه مثل هذه البرامج بحملات على مواقع التواصل الاجتماعي لإيقاف هؤلاء المخربين وتلك الاواني التي تنضح سفه وقذارة اعلامية….
“انما الامم الأخلاق مابقيت فإن هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *