عمار يا مصر..
سيارة الوطن بعافية شويتين .. الكركبة والأصوات الغريبة فيها كثيرة وصاخبة ، البارومه سرحت في أساساتها ووصلت إلي الشاسيه .. سرعة السيارة تراجعت واخشي أن تخرج من السباق .. المراهنون في السباق يعولون عليها كثيرا .. ينتظرون فوزها لتحقيق الأرباح.. المراهنون يشجعون قائد السيارة ويدفعونه للأمام .. القائد يستجيب .. لكن السيارة لا تساعده .. القائد ألمح كثيرا وقال أكثر .. السيارة بها مشاكل وأعطال كثيرة.. الميكانيكي والكهربائي والسروجي والعفشجي لا يؤدون عملهم كما ينبغي .. تركوا السيارة لعوامل التعرية تأكل فيها ، وللصغار يتنططون عليها ويعبثون بها ، وللواد بليه وأمثاله فك وتركيب أجزاء منها !
العفشة تحتاج تربيط .. تحتاج ربط صامولاتها المفكوكة جيدا .. السيارة تسير في طريق وعر ، وغير ممهد .. المطبات فيه أكثر من الأجزاء الممهدة !
كذلك الوطن .. فيه من المشاكل والقضايا التي تحتاج معالجة سريعة الكثير.. ليس علي طريقة وفهلوة الواد بلية .. لكن علي طريقة الأسطى الكبير والمعلم صاحب الخبرة .. والفاهم صاحب الرؤية ..
قضايا الوطن تحتاج حلول تحدث تغييرا حقيقيا وليس وقتيا أو مسكنات.. الطريق طويل والتوقف له تكلفة عالية .. في السباق لا أحد ينظر إلي من يسقط.. النظر دائما إلي من يستمرون في السباق للفوز عليهم .
عندما يكون الوطن في أزمة ، وليس أمامه غير القفز من دائرة النار للنجاة من الحريق .. لا يجب أن نزيد النار اشتعالا ، ولا يجب أن نضع بجوار طوق النار المزيد من البنزين والمواد القابلة للاشتعال !
في الوطن فريق نطلق عليه الحكومة مهمته الأساسية هي توفير الماء اللازم لإخماد أي حريق لا قدر الله ، وتأمين مصادر ثابتة للمياه لتكون بردا وسلاما علي الوطن وتمنع اشتعال الحرائق مقدما !
بعض عناصر هذا الفريق تركوا مهمتهم الأساسية في إطفاء الحريق وتفرغوا لتبريره ، والبعض الثاني أخطأ الطريق إلي الماء وذهب إلي البنزين ، والبعض الثالث مولع بإشعال أعواد الثقاب بجوار طوق النار والمواد الملتهبة والبعض الأخير- وهو ما رحم ربي – يسعي بكل طاقته وقوته لتأمين عملية القفز من طوق النار ليمر الوطن سالما من هذه الدائرة المشتعلة !
من أزمة الأطباء مع أمناء الشرطة .. إلي أزمة رفض قانون الخدمة المدنية لإصلاح حالة الترهل الإداري الذي نشكو منه .. إلي الجدل حول رفع الجمارك عن بعض السلع الاستفزازية أو التي لا لزوم لها .. إلي ارتفاع سعر الدولار وارتباك السياسة النقدية .. إلي توحش شركات الصرافة وما حولها من شبهات ارتباطها بالجماعة الإرهابية .. إلي ارتفاع أسعار السلع بشكل غير مبرر ومنها السلع المحلية التي لا علاقة لها بالدولار .. إلي تجاوزات بعض أفراد أمناء الشرطة إلي درجة القتل العمدى وكأن الأمر يبدو ظاهرة بينهم إلا ما رحم ربي .. إلي هوجة تكوين ائتلافات داخل أجهزة الدولة السيادية .. إلي انفلات شباب الأولتراس وممارسة البلطجة علي الدولة .. إلي .. وإلي الكثير !
ثغرات وعورات ونتوءات وبثور في جسد الوطن تحتاج إلي علاج وتشريعات حقيقية لها .. تحتاج إلي كل صاحب سلطة في موقع أن يتحمل مسئوليته ويمارس وظيفته دون انتظار توجيهات أو تعليمات من المستوي الأعلى .. تحتاج معالجة بالقانون وميزان العدالة الذي لا يفرق ولا يري غير الحق .
سيارة الوطن تتجه إلي الاصطدام بكرات الثلج المتدحرجة في الطريق .. السيارة تحتاج قطع غيار أصلية وليست مضروبة.. قطع الغيار الأصلية تكلفتها عالية لكنها تضمن سلامة السيارة وركابها ، وعلي رأي المثل ( إدي العيش لخبازه ولو أكل نصه ) .. أهل الخبرة والصنعة أولى بحل مشاكل سيارة الوطن .. وإبعاد بليه وأمثاله علاج ووقاية حتى لو كان دمهم خفيف !
حتى يصل الوطن إلي بر الأمان مطلوب سيارة بحالة جيدة وطريق ممهد وركاب عقلاء حريصون علي الحياة .