الكاتب فهمي هويدي بينه وبين مصر وشعبها ( تار بايت ) .. لا يدع شاردة ولا واردة لها علاقة بمصر تمر مرور الكرام دون أن يدلي بدلوه فيها ، ودون أن يمارس هواية الطبخ فيضع السم في العسل ويقدمه شرابا سائغا للشاربين من قرائه ومريديه الذين أظنهم – وليس كل الظن إثم – كشفوه وكشفوا انحيازه الواضح للجماعة التي اختطفت مصر واستعادها الشعب المصري الذي يخاطبه الآن .
هويدي وجد ضالته ، وقرر يمارس لعبة التلبيس ويخلط الحق بالباطل بعد أن قرأ الخبر الذي نشرته المصري اليوم في 12 فبراير الحالي عن إسقاط إدارة أوباما شرط احترام حقوق الإنسان من مسوغات تقديم المساعدات إلي مصر وقال : هل يسرنا ذلك أم يحزننا ؟ وذكر الفقرة من الموازنة الأمريكية التي تحدد شروط منح المساعدات الأمريكية لمصر التي تتمثل في أن ( الحكومة المصرية تحافظ على علاقات إستراتيجية مع الولايات المتحدة، وتلتزم بمعاهدة السلام، وأن تقدم تقارير دورية بشأن حماية حقوق الإنسان والأقليات الدينية، وتفعيل القوانين والسياسات التي تضمن ديمقراطية الحكم، وتحمى حقوق الأفراد وتحقق إنفاذ القانون، وتنفيذ إصلاحات تحمى حرية التعبير والتجمهر والتظاهر السلمي، وحماية منظمات المجتمع المدني والإعلام )
هويدي قرر أن يطلق سهامه التي تحدث ضجيجا ولا تنتج أثرا وصال وجال في تحليل قاصر الفهم والاستيعاب واعتبر إسقاط هذا الشرط بمثابة الرد القوي علي الذين يشككون فى موقف الإدارة الأمريكية بدعوى عدائها للنظام القائم في مصر وتآمرها مع الإخوان على مناهضته وهى الادعاءات التي ثبت أنها مجرد فرقعات إعلامية أطلقتها أجهزة التوجيه المعنوي للإيحاء بوجود صراعات تخوضها القيادة .. حسب قوله ، وهو ( هويدي ) يعلم جيدا كيف تآمرت أمريكا مع الإخوان وما زالت ، ويعلم حجم الأموال التي دفعتها إدارة أوباما للإخوان مقابل تنفيذ مخطط سيناء الذي فشل بثورة 30 يونيو ، ويدرك أن هذا الكلام ليس كلامنا ولا كلام القيادة السياسية لكنه كلام واعترافات الأمريكان أنفسهم داخل الكونجرس في مواجهات عاصفة .
لكن ما يريده هويدي ليس نفي العلاقة بين أمريكا والإخوان فقط .. لكنه يصنع حالة تعميه وتضليل للرأي العام ويمارس لعبة التلبيس التي يجيدها ليدق بقوة أسافين في العلاقة بين مصر وإيطاليا فيقول صراحة ( فإنني مهتم في اللحظة الراهنة بدلالة إسقاط احترام حقوق الإنسان من بين شروط تقديم المعونة إلى مصر. خصوصا أن ذلك حاصل فى توقيت أصبحت قضية حقوق الإنسان فى مصر محل لغط واتهام من جانب الإعلام العالمي بعد حادث تعذيب وقتل الباحث الإيطالي جوليو ريجينى. وهو الحادث الذي أضاف فصلا جديدا إلى سجل انتهاكات حقوق الإنسان التي أصبحت أحد العناوين المدرجة ضمن هموم المصريين ومعاناتهم )
لاحظ هنا معني أنه مهتم في اللحظة الراهنة بدلالة إسقاط احترام حقوق الإنسان وربط ذلك بمقتل الباحث الإيطالي ووصف ( حادث تعذيب وقتل ) في إشارة إلي أن ذلك تم بفعل الأمن ثم قام بتلبس القضية قبل أن تنتهي التحقيقات فيها وأغفل كل ما جاء من أخبار من الشرطة الإيطالية التي نفت كل هذه المزاعم .. هويدي يتمني أن تكون الشرطة قد فعلتها ليكتب عن انتهاكات حقوق الإنسان في مصر وهو لم يكتب كلمة عن انتهاكات حقوق الإنسان في تركيا أو في قطر أو في إيران حيث يستقر فؤاده في وطن الآيات هناك !
وحتي لا يقع في المحظور قال : لا أؤيد قيام أي دولة بمعاقبة مصر لأي سبب .. ثم دس السم في العسل وقال أتمني أن يتولي المصريون محاسبة حكومتهم علي مواقفها وما تمارسه من انتهاكات .. تحريض واضح ..هويدي لا يري في مصر غير انتهاكات فقط
اختتم فهمي هويدي مقاله قائلا ( إن إسقاط الشرط المذكور واعتماد مبلغ الـ١٥٠ مليون دولار قد يكون خبرا سارا للحكومة المصرية التي تواجه أزمة في توفير العملات الصعبة. إلا أنه يظل فى جوهره شهادة تدين سياسة الحكومة ولا تصب فى صالحها ) والحقيقة أن الخبر يظل شهادة في صالح الحكومة وسياسة مصر الجديدة ولا يدينها ، وأنه شهادة لمصر وشهادة عليك !