فى خطابه المطول الذى ألقاه بمناسبة تدشين خطة مصر الاستراتيجية متوسطة المدى 2030 ، غالب الرئيس السيسى دموعه أكثر من مره ، وحين غلبه الشجن والاحساس بقلة الحيلة ، آثر أن يختصر اللحظة منصرفا الى نقطة أخرى وموضوع آخر .
تلك اللحظات ، وما أثاره حديث الرئيس الى الأمه من مواجع وتطلعات، يجعلنا فيما يلى نطرح عددا من النقاط . منها ما هو عتب على الرئيس ، ومنها ما هو دعوة وتحريض سافرين من أجل اتخاذ قرارت مؤلمة واستصدار تشريعات قاسية..
أولا : عتبنا على الرئيس مصدره دموعه التى لم يستطع التحكم فيها فى لحظة انفعال ، وفى هذا السياق نود أن نقول للرئيس ..زعماء مصر لا يبكون يا سيادة الرئيس مهما كان الوجع ، ومهما بلغ ايلام الجرح ، فزعيم مصر وقائدها ورئيسها لا يذرف دموعه أمام الملايين ، واذا كان هذا الرئيس او القائد او الزعيم هو بطل مصرى قادم من عرين المخابرات الحربية التى أعرف – عن يقين – الكثير عن عظمة رجالها واخلاقيات أبطالها ، ففى هذه الحالة يكون عتبنا على سيادتكم أقسى لأننا نراكم بطلا اقتحم الصعاب وتحدى ما كان يكاد ان يكون مستحيلا فى لحظة مظلمة من تاريخ مصر.
ثانيا : كم تمنينا ونتمنى أن تستعين الرئاسة بمتخصصين يعدون لسيادتكم الخطب العامة ، تقومون بشرح أفكاركم وما تودون تناوله من قضايا ، ثم يتولى هؤلاء المتخصصون صياغتها الصياغة الرصينة التى تتفق ومقام الرئاسة المصرية . هذه الصياغة الرصينة والالتزام بها يقلل من الحاجة للارتجال الذى يظلم أفكاركم ورؤيتكم يا سيادة الرئيس . ولا نخفى على سيادتكم أن انفعالكم و قسمكم فى خطابكم الأخير باستعدادكم لبيع أنفسكم اذا كنتم تصلحون للبيع ، هذا القسم أوجعنا جميعا ، فلم يكن ثمة داع أبدا لمثل هذا القسم مهما كانت قسوة الواقع ومرارته أو خطورته. فسيادتكم رئيس لمصر ، وقائد مصر وزعيمها ورئيسها لا يباع ولا يشترى.
ثالثا : لقد طالبتم سيادتكم المصريين بالتبرع لصندوق تحيا مصر. هذا الصندوق الذى تفضلتم بالدعوة اليه منذ أكثر من عام ونصف. وتكررون الدعوة واثارة الاهتمام به وبضرورة تغذيته بالتبرعات على مدى الفترة الماضية ، ولكن للاسف اذا بالحصيلة بعد كل هذه الفترة الزمنية لا تصل حتى الى الثلاثة مليارات جنيه اذا استثنينا مساهمة القوات المسلحة. هذا الواقع المؤلم جعل سيادتكم تطلبون من المصريين أن يصبحوا على مصر برسالة قيمتها جنيه واحد كل يوم. معنى هذا يا سيادة الرئيس أنكم تخاطبون الفقراء وتطلبون من الفقراء وهؤلاء فى معظمهم أثق أنهم أدوا ويؤدون واجبهم تجاه وطنهم قدر ما يستطيعون . ولكن .لأنهم فقراء فان مساهماتهم متواضعة وبالتالى لا تحقق الطفرة المطلوبة …
هذه الحقيقة تجعلنا نتساءل :
.ماذا عن الأثرياء الذى جمعوا الملايين والمليارات على مدى السنوات الماضية من دم هذا الشعب ومن قوته ومستقبله. ؟؟؟..
ماذا عن التجار الكبار ومتوسطى الحجم وهم ملايين بالمناسبة وليسوا مجرد بضعة آلاف ؟؟..
ماذا عن المستوردين والمصدرين والمحتكرين لقوت ومستلزمات حياة هذا الشعب فى كل المجالات ؟؟؟؟..ثم..أخيرا
ماذا عن العاملين فى الخارج الذين يتسم عدد ليس بالقليل منهم بالأنانية والجحود تجاه وطنهم. لدرجة أنهم يبخلون بمجرد تحويل 100 او 200 دولار عبر البنوك الرسمية بدلا من بيعها بالسوق السوداء التى تلهب ظهور الفقراء برفع الاسعار عليهم بلا رحمة.
هؤلاء يرددون دعاوى الفقر والعوز والحاجة وهم الذين يشترون الفدادين والقراريط والشقق والبيوت ويتسببون فى مضاعفة نسب التضخم فى الاقتصاد الوطنى بأموالهم التى لا تنتج انتاجا حقيقيا بقدر ما تستخدم فى المضاربة وزيادة الانفاق العائلى.
مصر يا سيادة الرئيس بها أقلية من الموسرين باحجام مختلفة يسيطرون على مقدرات الاقتصاد الوطنى وعلى الاصول العقارية. منهم بضعة ملايين فى الداخل، وبضعة ملايين بالخارج . فى مواجهة الجحود والانانية وعدم تقدير خطورة ما يواجه الوطن ، فان المطلوب يا سيادة الرئيس هو اتخاذ قرارات شجاعة وبها قدر كبير من الجسارة والمخاطرة يشرط مصارحة الشعب بكل شىء ، والى سيادتكم بعض المقترحات التى تتضمن بعضا مما يتعلق بالازمات الراهنة ، وبعضا مما يحتاجه المستقبل :
1 – اصدار قوانين بفرض ضريبة جديدة…ضريبة اضافية جديدة – بخلاف النظام الضريبى المطبق حاليا. هذه الضريبة تكون تحت مسمى ..ضريبة صندوق تحيا مصر – على غرار ضريبة معونة الشتاء التى كنا ندفعها فى السنوات الخوالى. هذه الضريبة تطبق على العاملين فى الخارج. ..نعم تطبق على العاملين فى الخارج بنسب تتوافق مع المؤهلات وطبيعة العمل ونوعيات العقود فى حالة وجودها. لا يستثنى أحد أو فئة ..من عامل البناء الى الخبير والطبيب والمهندس وغيرهم من الفئات.
هذه الضريبة تطبق أيضا على المواطنين فى الداخل ابتداء من أعلى الهرم …الأغنياء … وبحيث تكون نسبة معتبرة من رؤوس الاموال والاصول المملوكة ولا علاقة لها بالربح او الخسارة التى يتم التلاعب فيها من قبل الجميع فى البزنس والفن والاعلام والطب وغيره.. ثم يتم النزول بنسبة هذه الضريبه وحجمها كلما اتجهنا الى قاعدة الهرم وبحيث يكون الفقراء هم الاقل تحملا ..ولو حتى جنيها واحد او جنيهين.
هذه الضريبة تكون شهرية وليست سنوية على الجميع.
2 – اعادة دراسة دور شركات الصرافة فى ضوء دورها التخريبى على الاقتصاد القومى. ماذا تضيف هذه الشركات وكيف سيكون الحال لو تم الاستغناء عنها . صحيح ستعود تجارة العملة فى الظلام، ولكن كونها غير مشروعة سوف يمثل رادعا يدفع اصحاب العملات الى البنوك بنسبة كبيرة.
3- الدعم يا سيادة الرئيس يتسرب الى من يستحق ومن لا يستحق. أعرف فئات كثيرة من الأثرياء يحملون بطاقات التموين ويحصلون على السلع المدعومة التى هى حق للفقراء على الدولة. لابد من طريقة سريعة وحاسمة تنقى قوائم المستحقين للدعم وساعتها ستوفر الدولة مليارات تذهب الى غير مستحقيها.
4- هذا التوالد السكانى الرهيب لابد من وقفة حاسمة لمواجهته…. فالذين يكثرون من الانجاب هم الفقراء وهؤلاء يزيدون نسبة الفقر لانهم ينجبون فقراء ايضا.
مطلوب قرار او تشريع شجاع وحاسم يجعل الدعم مقصورا على أول ثلاثة أطفال فقط . وأكثر من ذلك يتم الغاء الدعم عنه ..لا سلع مدعومة ولا تعليم مجانى ولا علاج مجانى . مثل هذا الحافز السلبى سوف يجعل الكثيرين من الفقراء يفكرون جيدا قبل الاسترسال فى انجاب اطفال بلا ستقبل.
نكتفى بهذا القدر داعين أن يحمى الله مصر من كل مكروه