الاحتفاء الشديد الذى لاقته مبادرة «إنقاذ الإعلام المصرى» التى أطلقها الإعلامى إبراهيم الصياد رئيس قطاع الأخبار السابق بماسبيرو يؤكد حالة الاستياء التى يشعر بها الشارع المصرى بعد التدهور الأخلاقى والمهنى الذى لحق بغالبية الإعلام المصري(مقروء ـ مرئي) خاصة بعد ثورة 25يناير.
فقد فهم غالبية الإعلاميين خاصة بالصحف والقنوات التى يملكها رجال الأعمال مفهوم الحرية بشكل خاطئ ليحققوا مصالحهم الشخصية من خلال تطبيق أجندات خارجية تضر بأمن واستقرار البلاد بل وصل بهم التبجح لاتهام وسائل الإعلام القومية التى تقوم بدورها فى تنمية المجتمع بالتخلف والجمود ويسعون من خلال سيطرتهم على وكالات الإعلانات لمحاربتها فى محاولة فاشلة لدفع الدولة على خصخصتها وبيعها.
إن سيطرة الإعلان على الإعلام ـ كما يقول الصياد ـ هى ما أدت إلى تدنى الرسالة الإعلامية وتحول الإعلام عن دوره الأساسى فأصبح معوقا لمسيرة الوطن بدلا من أن يكون داعما ودافعا له, وهوما جعل الإعلاميين الشرفاء يقولون إن الصمت فيما يتعلق بقضايا الوطن يصبح خيانة والحياد يصبح تواطؤا,فكان لا بد من التحرك لإنقاذ الإعلام المصرى من حالة الركود والفوضى والانفلات التى يعانيها.
إن هذه المبادرة هى الأمل الأخير لإنقاذ الإعلام المصرى من حالة الفوضى والتدنى الأخلاقى السائد حاليا ومن هنا يجب على الدولة أن تعجل بإصدار القانون المنتظرللإعلام والذى لابد أن يتضمن تشريعات قوية يتم الفصل بين الملكية والإدارة سواء فى الصحف أو القنوات الفضائية و كذلك منع وكالات الإعلان من التدخل فى السياسة التحريرية.