لا تزال صحف عربية تلقي الضوء على الوضع في سوريا في ظل الهدنة الأخيرة في البلاد، حيث حذرت بعض الصحف من أن الهدنة “مرشحة للانهيار في أي لحظة”. يأتي هذا فيما استمر انقسام الصحف بين مؤيد ومعارض لقرار مجلس التعاون الخليجي الأخير باعتبار حزب الله اللبناني “منظمة إرهابية”.
تحذير من فشل الهدنة في سوريا
عبرت صحف سورية ولبنانية عن قلقها من فشل الهدنة المعلنة في سوريا، واتهم أحد الكتّاب السوريين الولايات المتحدة الأمريكية بعدم رغبتها في استمرار وقف اطلاق النار.
تحت عنوان “لا يريدون التهدئة”، كتب أحمد حمادة في صحيفة الثورة السورية يقول: “منذ اليوم الأول لدخول اتفاق وقف الأعمال القتالية حيز التنفيذ في 27 من الشهر الماضي ظهر المسؤولون الأمريكيون بدءاً من وزير الخارجية كيري وانتهاءً بالرئيس أوباما نفسه وهم يلوحون بالخطة المزعومة الغامضة باء ويروجون باحتمال فشل وقف الأعمال القتالية.”
وأضاف: “يبدو أن الولايات المتحدة لا ترغب بنجاح الاتفاق ووقف الأعمال القتالية والتوجه فوراً إلى محادثات جنيف الثالث السورية لأن ذلك باختصار يضرب مشاريعها في الفوضى الهدامة ويصيبها في مقتل.”
وفي السفير اللبنانية، حذر منير الخطيب من انهيار الهدنة، قائلاً: “الهدنة الأولى في مسار سنوات الحرب السورية الخمس مرشحة للانهيار في أي لحظة، في ظل وجود عشرات الفصائل المسلحة السهلة الاختراق. يستحق السوريون هدنة، بل سلاماً دائماً. إلا أن الوقائع لا تشي باقتراب تحقيق ذلك.”
وأضاف الكاتب: “لا يكفي أن تتفق واشنطن وموسكو على أمر ما كي يتحقق. وإذا كان ما يتسرّب من أخبار عن مخططات لتقسيم سوريا صحيحاً، فهذا يعني على أقل تقدير أن أبواب جهنم ستبقى مفتوحة لفترة طويلة، ما لم يتمدّد حريقها الى الجوار.”
دور حزب الله
أما في الصحف السعودية، فهناك ثمة ربط بين التصعيد في سوريا ودور حزب الله اللبناني هناك.
في صحيفة الجزيرة السعودية، تحدث جاسر عبدالعزيز الجاسر عمّا أسماه “غرباء سوريا الذين استقدمهم بشار الأسد لحماية نظامه”، قائلاً إن هؤلاء “يضمون عشرات الآلاف من جند حسن نصر الله الذين يقاتلون تحت راية حزب الشيطان”.
وفي نفس الصحيفة، وجّه خالد محمد باطرفي نقداً لاذعاً لدور حزب الله اللبناني ليس فقط في سوريا بل في بلاد أخرى في المنطقة، على حد قول الكاتب. يقول باطرفي: “يشارك الحزب علنا في العراق مع الحشد الشيعي الذي يمارس التقتيل والتهجير نفسه في المناطق السنية. أما سراً فمرتزقته يدرّبون الإرهابيين والانتحاريين وعملاء الولي الفقيه في اليمن والسعودية والبحرين والكويت.”
ودعا الكاتب إلى أن “تتحد جهود المتضررين من إرهاب الحزب وأسياده في اللجوء للقضاء الدولي والعمل على تجفيف منابع التمويل وتقييد حركتهم وتبادل المعلومات الأمنية حول أنشطتهم ومواجهة إرهابييهم في كل مكان بالقتل والإبادة”.
تباين حول قرار مجلس التعاون الخليجي بشأن حزب الله
وحول قرار مجلس التعاون الخليجي الأخير باعتبار حزب الله اللبناني “منظمة إرهابية”، ظل التباين واضحاً في الصحف العربية بين مؤيد ومعارض.
عبرت صحيفة البعث السورية عن رفضها للقرار، متهمة المملكة العربية السعودية بالسعي للقضاء على حزب الله، حيث قالت الصحيفة في افتتاحيتها: “لمن لا يعلم، فإن السعودية موّلت الحرب الإسرائيلية على لبنان عام 2006 في محاولة للقضاء على حزب الله، ولذلك لم يفاجئنا قرارها باعتبار الحزب إرهابياً.”
وبالمثل، كتب محرز العلي في صحيفة الثورة السورية يقول: “قرار مجلس التعاون الخليجي (السعودي) يشكل إعلان حرب على لبنان عموما وعلى المقاومة بشكل خاص لما قد يسببه من تداعيات خطيرة وكارثية على لبنان كونه يؤسس لفتنة طائفية يعمل بعض العملاء في لبنان على تأجيجها، وبالتالي تصعيد التوتر وفتح جبهة جديدة لاستباحة الدم اللبناني، وهذا ليس غريبا على بني سعود الذين استباحوا الدم اليمني عبر عدوانهم الغاشم على الشعب اليمني الذي راح ضحيته الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ إضافة إلى تدمير معظم مؤسسات الدولة اليمنية الخدمية، كما استباحوا الدم السوري والعراقي عبر دعم العصابات الإرهابية التكفيرية الوهابية بكل أدوات القتل والتدمير.”
أما في صحيفة النهار اللبنانية، فقد رأت رندة حيدر أن “الاتهامات الموجهة إلى مجلس التعاون الخليجي بعد قراره الأخير اعتبار حزب الله تنظيماً إرهابياً بأنه يسدي خدمة إلى إسرائيل هي محاولة للتهرب من المشكلة الأساسية التي يواجهها الحزب مع الدول الخليجية والعربية على حد سواء”.
وقالت الكاتبة إن القرار الخليجي “لا يخدم إسرائيل، وصدوره حالياً هو بمثابة دعوة ملحة موجهة إلى المسؤولين عن الحزب من أجل مراجعة سياستهم حيال إخوانهم العرب، وإعادة النظر في تورطهم العسكري في الحرب الأهلية في سوريا واليمن”.