دعونا اولا نوضح بعض ملامح نظام التعليم في اليابان حتى يتسنى لنا التبين من امكانية تطبيق هذه التجربة الناجحة في التعليم على ارض الواقع بمصر
اولا:المركزية واللامركزية في التعليم
ثانيا:روح الجماعة والعمل الجماعي والمسؤولية
ثالثا:الجد والاجتهاد في اليابان اهم عندهم من الموهبة والذكاء
رابعا:الكم المعرفي خامسا:الحماس الشديد من اولياء الامور والطلاب للتعليم وارتفاع المكانة المرموقة للمعلم.
دعونا نتحدث في البداية عن طابع المركزية في التعليم حيث ان من ايجابيات هذا المبدا توفير المساواة في التعليم ونوعيته لمختلف فئات الشعب على مستوى الدولة بغض النظر عن المنطقة او المحافظة التي ولد بها التلميذ او الطالب وبذلك يتم تزويد الطفل باساس معرفي واحد سواء كان في شمال اليابان او جنوبها او وسطها وبغض النظر عن الحالة الاقتصادية بهذه المنطقة وعادة لا توجد اختلافات جوهرية تذكر بين المدارس في مختلف مناطق اليابان وكلها تتمتع بمستوى متجانس عال والاختلاف هو نوع التفوق الدراسي فقط .
يتمتع ايضا المعلمين في اليابان بقسط من الحرية بصفتهم من هيئة صناع القرار بالمدرسة وعى راسهم مدير المدرسة,وهم يجتمعون بكل مودة واحترام من ربيع كل عام لمناقشة وتقدير الاغراض التربوية بالمدرسة والتخطيط لجدول النشاط المدرسي واعداد ذلك في كتيب كل عام كما يقوم المعلمون كذلك بعقد حلقات بحث كل ثلاثة اشهر تدور حول نظريات التعلم ومشاكل العملية التعليمية وهم يقومون لادارة المدرسة دون ضغط ملزم من جانب الوزارة ولذلك يشعر المعلمون في اليابان باهميتهم في صنع القرار لانهم ليسوا مجرد موظفين تتوفر ايضا في مدارس اليابان روح التعاون والعمل الجماعي والنظام والشعور بالمسؤولية ومن الملفت انه لا يوجد في مدارس اليابان شخصية “الفراش”او الحارس الموجودة في مدارسنا حيث ان نظافة الفصول والممرات بالمدرسة بل والحمامات هي من اختصاص التلاميذ والطلاب انفسهم حيث يقومون بكنس القاعات ومسح الارضيات باقمشة مبللة رغم توفر الامكانيات التي بامكانهم استغلالها في التنظيف ولكن هذا النوع من تعويد الطلاب على المشاركة الفعالة والاعتماد على النفس.ونجد ايضا داخل المدارس اليابانية مطابح بها اساتذة متخصصين في الطهي وعدد من الطاهيات حيث يتناول التلاميذ وجبات مطهية طازجة .
يركز ايضا اليابانيون على مبدا الجد والاجتهاج في التحصيل الدراسي وانه اهم من الذكاء الفطري او الموهبة ويعتبر الطلاب اليابانيون من اكثر الطلاب في العالم اقبالا على الدراسة لانهم تعلموا ان سبيل الحصول على وظيفة مرموقة هو التحصيل الدراسي.
ومن اهم النقاط التي ترقى بالعملية التعليمية هي الارتقاء بالمعلم هي الارتقاء بالمعلم ووضعه في مكانة مرموقه اجتماعيا وماديا وتقدير تعبه ومجهوده.
حيث نرى في اليابان تقديرهم للمعلمين,فالمعلمون حتى الان يحظون باحترام وتقدير ومكانة مرموقة وكذلك المرتبات المغرية التي توفر لهم حياة مستقرة كريمة ويتساوى في ذلك المعلمون والمعلمات ويتضح ذلك من حلال التهافت على هذه الوظيفة ومعظم المعلمون هناك من خريجي الكليات العليا ولكنهم لا يحصلون على الوظيفة الا بعد اختبارات شاقة شفوية وتحريرية ويهتم المعلم في اليابان بدقائق الامور الخاصة بتلاميذهم كما يقومون بزيارات دورية لمنازل الطلاب للاطمئنان على المناخ العام للاستذكار.وايضا للتواصل مع الاسرة واهمية دورها المتكامل مع المدرسة وهم بذل يؤكدون المقولة
:”قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا”
ارى ان زيارة الرءيس عبد الفتاح السيسي في نقل التجربة اليابانية في التعليم لمصر من حلال تدشين مشروع الشراكة المصرية اليابانية في مجال التعليم والذي من بنوده ان تستقبل اليابان 2500 طالب مصري سنويا لمدة خمس سنوات هي خطوة مهمة للارتقاء بالتعليم في مصر.
وكذلك محاكاة طرق التدريس في اليابان وتدريب المعلمين وتطوير المناهج والحد من كثافة الفصول ببناء المدارس وتطويرها وقد صرح الدكتور رضا حجازي رئيس قطاع التعليم في مصر بوزارة التربية والتعليم ان الوزارة درست التجربة اليابانية لقياس مدى امكانية تطبيقها على المدارس المصرية.
اتمنى من الله العلي القدير ان تثمر هذه الزيارة وهذه المساعي لتطوير التعليم في وطننا الغالي مصر والارتقاء به الى اعلى الدرجات فهو اللبنة الاساسية في بناء الامة وتحضرها وجعلها مواكبة للعصر .