يخوض جيشنا النبيل حرباً ضروساً ضد الإرهاب في سيناء ، لا تقل شرفاً ولا شراسة عن حرب الاستنزاف التي خاضها ضد إسرائيل في سيناء عقب يونيو ٦٧، والتي مهدت الطريق لعبور أكتوبر ٧٣ . لكن بينما كانت مصر كلها آنذاك علي قلب رجل واحد وراء جيشها في حربه ضد العدو الصهيوني ، تبدو الصورة أكثر غموضاً وقتامة في الحرب الدائرة اليوم في سيناء ضد الإرهاب .
فقد قامت طائرة ” أباتشي ” وأخري ” جازيل ” مصريتان تحملان وحدات من الصاعقة والمظلات ، بالتعامل مع مجموعة إرهابية قوامها أربعة أفراد كانت تحاول نصب منصة صواريخ بمنطقة العجرة بين العلامتين الدوليتين ( ١٠ و١١ ) جنوب رفح علي الشريط الحدودي مع إسرائيل وغزة ، فلقي الإرهابيون الأربعة مصرعهم ، وتم العثور علي جثثهم بجوار منصة الصواريخ وبها ثلاثة صواريخ ” جراد ” كانت معدة للإطلاق تجاه سيناء ( الأهرام ٨/١١ ) .
إلا أن الغريب هو رد فعل أهل سيناء من ذوي القتلي الأربعة ؛ إذ شيعوا قتلاهم في جنازة استعراضية قوامها ٤٠٠ سيارة و٣٠٠٠ شخص كما جاء بالأهرام ، طافت بعدة قري حدودية في رفح والشيخ زويد ، رافعين أعلام القاعدة السوداء مكتوباً عليها ” لا إله إلا الله ” ، وصولاً إلي مدافن الشيخ زويد حيث تم دفن القتلي .
وليس يغير من حقائق الأمور كثيراً اعتقادهم الخاطئ أن إسرائيل هي الفاعلة ، فمن الواضح أن الإرهاب السيناوي له ظهير شعبي من قبائل سيناء ، وأن أواصرالدم ووشائج القربي تجمع بينهم . وأن عناصر الجهاديين الإرهابيين في بؤر سيناء الإرهابية ليسوا وحدهم ، وليسوا بمعزل عن قبائلهم التي تظاهرهم ، وهو ما يضفي علي الموقف في سيناء غموضاً كثيفاً ، ويثير التساؤلات حول علاقة قبائل سيناء بالإرهابيين ، وموقفها من الحرب التي يخوضها جيشنا هناك ضدهم .