فى حوار أجرته الأعلاميه لميس الحديدى مع الدكتور محمد البرادعي، رئيس حزب الدستور، والقيادي بالجبهة الوطنية للإنقاذ ،من خلال بنامج هنا العاصمة على قناة سى بى سى كان هناك العديد من المشكلات والقضايا والتساؤلات التى تدور فى ذهن المواطن المصرى
ومن ضمن الأسئله التى طرحت عليه رأيه فى المؤسسة العسكرية ودورها فى هذة المرحلة؟، وصرح إنه لا يتمنى أن ينزل الجيش إلى الشارع، وألا ينخرط في العمل السياسي، وذلك لأن المؤسسة العسكرية لا تعرف أبعاد العمل السياسي، مشيرًا إلى أن مصر عانت من الرجال القادمين من الخلفية العسكرية كثيرًا وأن إدارة المجلس العسكري للبلاد كانت شديدة المرار.
وأوضح البرادعي خلال حواره مع قناة “سي بي سي”، أنه إذا كان الخيار الأخير هو الجيش أو ميليشيات التيار الإسلامي فإن الخيار بالطبع يكون لصالح المؤسسة العسكرية، مشددًا على أن الجيش مؤسسة وطنية وإنما يربأ بها أن تشارك في العمل السياسي لأن ذلك يسيء إليها ويسيء إلى السياسة.
وأبدى البرادعي استعداده للجلوس حول مائدة مستديرة تجمعه بالدكتور محمد مرسي والمهندس خيرت الشاطر والدكتور سعد الكتاتني وحمدين صباحي وعمرو موسى والدكتور عبد المنعم أبوالفتوح إذا كان ذلك حلًا للأزمة السياسية، التي تمر بها البلاد، مشددًا على ضرورة وجود عربون ثقة يقدمه رئيس الجمهورية وجماعته لكي يكون الحوار مفيدًا.
وعن رأيه فى أداء الحكومة الحالية وهل يجب تغيرها ؟ اقترح البرادعي على الدكتور محمد مرسي كلًا من الدكتور فاروق العقدة والدكتور هاني سري الدين، كرئيس للوزراء إذا كان لديه استعداد لتغيير الحكومة، مشيرًا إلى أنه يفضل أن يكون رئيس الوزراء ذا خلفية اقتصادية ويتمتع بقدرة إدارية سياسية ليضع مصر على الطريق الصحيح.
وعن إمكانية إسناد هذا المنصب المهم للمهندس خيرت الشاطر أو المهندس حسن مالك القياديين بجماعة الإخوان المسلمين، قال البرادعي: “أنا لا أعرفهما ولا أعرف إذا ما كان لديهما الكفاءة على إدارة هذه المرحلة في ظل هذه الظروف”.
وأشار إلى أنه إذا كان الدكتور مرسي مصر على الاعتماد على أهل الثقة فعليه أن “يشيل الشيلة”، بمفرده ولا يحمل المعارضة مسئولية عن أخطائه، مشددًا على أنه إذا كان الدكتور مرسي سيسير في هذا الاتجاه فإن مصر ستدخل في “حيطة” للأسف الشديد.
وعندما تطرق الحوار عن علاقته بالغرب أوضح البرادعي خلال حواره مع قناة “سي بي سي”، أن كيري اتصل به واستمرت المكالمة لما يزيد على نصف ساعة، منوهًا إلى أن كيري دعاه للمصالحة الوطنية مع الإخوان من أجل مستقبل مصر الاقتصادي.
ولفت البرادعي إلى أن كيري قال له إن صندوق النقض الدولي لن يدعم مصر دون مصالحة وطنية، وأن كيري طالبه بالقبول بالأمر من أجل ضخ استثمارات في السوق المصري لأن مصر قاب قوسين أو أدنى من الإفلاس.
وأشار إلى أنه أبلغ كيري بأن الجبهة على استعداد للمصالحة إذا تم التوافق على مبادئها وخاصة ما يتعلق منها بتشكيل حكومة جديدة، وتشكيل لجنة لتعديل الدستور ووضع خطة للعدالة الانتقالية وتعويض أهالي الشهداء وإدارة مصر على قاعدة المشاركة الوطنية، منوهًا إلى أنه كيري أبلغه أنه يتفهم هذه المطالب.
ونوه البرادعي إلى أن الولايات المتحدة والغرب عموما لديهم مصلحة في دعم الإخوان، وخاصة أن الجماعة تساعدهم في إنجاز المصالحة بين حماس وإسرائيل والوصول لتسوية للقضية الفلسطينية بما تمتلكه من تأثير في أوساط الحركات الإسلامية، مشيرًا إلى أن المعارضة لا يمكن أن تقوم بمصالحة شكلية من أجل هيمنة فصيل سياسي على السلطة.
ولفت البرادعي إلى أن الجبهة على استعداد لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة بتوفر شروط ثلاثة على الأقل على رأسها قانون انتخابات عادل وتنقية جداول الناخبين وتشكيل حكومة جديدة قادرة على إدارة البلاد وعدم التفرقة بين القوى السياسية بالإضافة لتشكيل لجنة لتعديل الدستور.
وأضاف: “نحن على استعداد لخوض الانتخابات والهزيمة فيها ليس عيبًا في الحياة السياسية الديمقراطية ولكن شريطة العدالة في هذه الانتخابات”، مؤكدًا أن الجبهة إذا ما خاضت الانتخابات أمامها فرصة لتحقيق الأغلبية أو أقلية محترمة على أقل تقدير بمعنى أن الجبهة لديها فرصة للحصول على 40 في المائة على الأقل”.
وأشار إلى أن هناك بداخل الجماعة من يقر بأن الإخوان لن يستطيعوا إدارة البلاد بمفرها، وتم إبلاغه بذلك شخصيًا من قيادات رفيعة بالجماعة، منوهًا إلى أن الفصيل المهيمن على الجماعة يريد أتباعا، ولا يريد شركاء في تحمل المسئولية وهذا ما ترفضه الجبهة
وحدّث البرادعي مرسي قائلاً: “يا سيادة الرئيس أعلن غدا استعدادك لتشكيل حكومة واستعدادك للدخول في مصالحة وطنية وسنكون جميعا في ظهرك”، مضيفاً: “توقف عن العناد لأنك أن من ستحصد نتيجة أفعالك بعد 4 أعوام وأنت من سيشكره الشعب على ما قام به إذا اجتزت بمصر الصعوبات التي تواجهها.. ونحن في جبهة الإنقاذ لا نريد خلعك أو إجبارك على ترك السلطة
كما توجه البرادعي برسالة إلى شباب الثورة داعيًا إياهم للتوحد لأن فرقتهم وضيعت الثورة من بين أيديهم.
ثم خاطب البرادعي جبهة الإنقاذ قائلاً: “عليكم أن تنسوا أي خلاف سياسي بينكم وأن تتوحدوا في حزبين أو ثلاثة وإغلاق الدكاكين الصغيرة التي تعملون من خلالها”، مشيرًا إلى أنه على جبهة الإنقاذ اجتياز التحدي الأكبر وهي الوصول للطبقة الفقيرة وليس الصفوة المثقة أو الطبقة الوسطى
واختتم البرادعي حواره بمخاطبة المواطن المصري قائلا: “آسف سيدي المواطن المصري الذي قامت الثورة من أجلك ولم تحصد ثمارها.. سيدي المواطن المصري لا تيأس.. أنت قادر على تجاوز الصعاب لأنك صنعت التاريخ”..”.