• الاعلام المصري كوميديا سوداء ام فوضي مصطنعه ؟ شئ لا يمكن توصيفه بشكل مهني او اخلاقي ، شئ لا ضوابط ولا معايير له ، فلم يكن هذا الذي اراه هو اعلام الدولة التي علمت العالم العربي كله فنون الاعلام المرئي والمسموع والمقروء ، تعاملت مع غالبية المؤسسات الاعلامية في الوطن العربي ورايت بعيني ان الاعمدة الاساسية التي اعتمدت عليها في الانشاء جميعها كوادر مصرية ساهمت في انجاحها ، وللاسف اعلامنا في هذه الفترة اعتمد علي الهدم والتدني في ظل سيطرة راس المال والاعلان والبحث عن الشهرة علي حساب اساسيات ومعايير المهنة,اضافة الي العديد من الظواهرة السلبية وحالة الفوضي الاعلامية التي تشهدها الساحة المصرية, التي حولت الاعلام عن دوره الاساسي فأصبح معوقا لمسيرة الوطن بدلا من أن يكون داعما ودافعا لها ، ومن اجل هذا جاءت مبادرة الصديق العزيز الاعلامي ابراهيم الصياد رئيس قطاع الاخبار السابق لانقاذ الاعلام المصري لتوحيد جهود المهمومين بقضية الاعلام , وبالفعل تحولت المبادرة الي كيان تم تدشينه في حضور النخب الاعلامية الخميس الماضي في اعقاب امسية الشاعر الكبير الطبيب والمفكر الدكتور احمد تيمور الذي القي قصيدة كتبها خصيصا وتحمل اسم ” انقاذ الاعلام ” ورايت من خلال كلماته الطبيب الذي يشخص المرض وراينا جميعا من خلال قصيدته ما وصل اليه اعلامنا من تدني ، المبادرة بها مجموعة كبيرة من خبراء الاعلام والمتخصصيين والاعلامييين والمهتمين بالشان الاعلامي ، والمبادرة تسيير علي اسس ومبادئ اساسها استقلالية وحرية الاعلام ومسئوليته الوطنية وإتاحة المعلومات طبقا لما كفله الدستور، وانطلاقا من خلفية مدركة لخطورة المرحلة وما تتطلبه من تماسك المجتمع واصطفافه الوطني وتفعيلا لرغبة مجتمعية في إعادة الدور التنويري للإعلام ، وعلاج هذا الانفلات .
• للاسف اعلامنا فقد كل اشكال المهنية ومواثيق الشرف الانسانية والاعلامية واصبح كل من يبحث عن الشهرة قادر علي ان يجد طريقه اليها بمهاجمة الرئيس السيسي ، فمذيعة قناة القاهرة اعتقدت أن الهجوم على رئيس الجمهورية سيعطيها ذلك الرونق الذى يعطيه إعلام الفضائيات الخاصة من الشهرة والانتشار لمن ينتقد الدولة ورئيسها ، وكانت تنتظر ان تسعي الفضائيات لها ولم تكن تدرك ان ما فعلته كان خارج نطاق الحرفية اللامهنية ، لقناعتها بأن المذيع الذي يتجاوز في حق مصر يتحول الى بطل بسبب اهتمام وسائل الإعلام به، ومثل هذه النماذج ينتابها شهوة وأمراض الشهرة وهي التي لم تسمع لها امكاناتها المهنية من الخروج خارج جدران القناة الثالثة ولم يكن يعرفها احد وما صدر منها من تجاوز جعلها حديث الساعة من قبل ومادة خصبة للابراشي وامثاله ، فلما لا تكرر التجاوز وتنتقد الرئيس الذي سيجلب لها الشهره، واصبح ما يشغلها فقط أن يتحدث الإعلام عنها، والهجوم الضاري علي الرئيس وسيله الفاشل والباحث عن دور اعلامي ، والان تحاكم مهنيا لتخرج من الشاشة الي الابد .
• ساقني قدري وانا اتجول بين القنوات الفضائية عبر الريموت كنترول بحثا عن شئ مهم اشاهده ، ان اتوقف امام ظاهرة من ظواهر سيطرة راس المال علي الاعلام ، والتي خرجت عن طور انشاء القنوات الي الظهور عبر الشاشات والتي اتخذت من توفيق عكاشة مثل اعلي ، هذه الظواهر كنت اراها وانا امر مرور الكرام بين الفضائيات بحثا عن شئ ممكن اشاهدها وهي تتكلم كضيف في قنواتها عن اي شئ المهم الظهور،منها الاعشاب والعلاج بالتركيبات الشعبية ولم اكن اتوقف امام ما يقولنه لاني لم اكن يوما مهتما بهذا النوع من العلاجات ،ولكن فؤجئت بالدكتورسعيد حساسين المتخصص في العلاج بالاعشاب يقدم برنامجا بعنوان انفراد ، ودفعني حب استطلاع الاعلامي الناقم والساخط علي الانحطاط الاعلامي الذي نعيشه في ظل غياب الرؤية والمهنية ومواثيق الشرف الاعلامي التي تحدد مواصفات من يقف امام الكاميرا ويخرج علي الشاشة ، واصبح الاعلام ساحة يلعب فيها وبها من لا مهنة له ، توقفت امامه وهو يدير حوارا مع احدي السيدات وهو يقول لها ” كيف استطعتي ان تشقي طريقك بين الادغال من الرجال ” ، “ادغال ” يعني ايه ادغال التي يقصدها وبحثت في كل القواميس عن المعني الذي يقصده في الجملة ووصلت بفطنة ابن البلد ان النائب سعيد حساسين يقصد بكلمة ادغال تعظيم لقدر الضيفة في التواجد علي الساحة وشق طريقها والنجاح ، وعرفت من هذه الكلمة ان هناك مفردات جديدة من الممكن اكتسابها من انفرادات النائب سعيد حساسين ، لاني مشفق عليه واريد له الخير وانصحه ان يترك الاعلام لاهله ، وان يهتم بدوره كنائب في البرلمان ، وان يراعي تجارته واعشابه التي اهمالها بعد ان انضم لكتيبة الاعلاميين ، وان من اشار عليه ان يقدم برنامج علي شاشة قناته اضر به ، دي نصيحة وتحكيم العقل مفيد في هذه الحالات سيادة النائب .