كانت الحركة الأدبية والفنية فى بورسعيد دورها الذى لا يقل أهمية كقوة ناعمة عن السلاح فى مواجهة الأعداء خلال ملحمة بورسعيد عام 1956 ضد العدوان الثلاثى الغاشم على مصر, حيث كان الأدباء آنذاك يصدرون منشوراتهم التى يطبعونها فى مطبعة محمد شاكر مخلوف ويعملون على توزيعها فى المدينة لشحذ الهمم وقد قام بطبع ثلاث منشورات ، الأول كان يستهدف تقوية الروح المعنوية للشعب وأنهناك قيادة لقتال المعتدين موجودة بمدينة بورسعيد والمنشور الثانى كانت خلاصته أن التموين سيصل المدينة والثالث للعمال لكى لا يتعاونوا مع القوات المعتدية وكانت هناك مجموعتين باسم هاتاشاما أى ( هيئة تحرير شعب مصر ) يكتب فى منشوراتها الأدباء الساعى والدسوقى ومختار وأمين العصفورى وأحمد عبد اللطيف بدر وغيرهم وكانت تطبع منشوراتهم فى مطبعة السيد المغربى وكانت لها تأثير كبير على الشعب المصرى فى بورسعيد كما كتبوا منشوراً باللغة الانجليزية وتمكنوا من توزيعه بالفعل داخل المعسكرات البريطانية وغير هؤلاء الأدباء كانت هناك مجموعة من مختاف طبقات الشعب تقوم برسم رسومات كاريكاتورية ساخرة على حوائط المنازل منها رسم حاوي هو إيدن رئيس وزراء بريطانية يلاعب كلب وجهه بن جوريون رئيسوزراء اسرائيل ومعزة لها وجه جي موليه رئيس وزراء فرنسا ، ورسم آخر لحمار له وجه أيدن يمتطيه شخص له وجه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ، وخلاف هذه الرسومات التى كانت تثيرغضب جنود المعتدين ، وأكثر من ذلك
قولوا ( لإيدن ) كيف أعصابك … ياللي جنيت ع الدولة الدايخة؟
قولوا ( لإيدن ) إيه كان صابك … تعمل فيها العامــلة البايخة؟
ومن نظم الشاعر أحمد عبد اللطيف بدر كتب منشوراً بعنوان ” وداع الخائنين” يقول فيه:
مع التلامة إلى (لندن) يا جنس خسيس
مع التلامة يا أمة عايشة على التدليس
ومن الأشعار أيضاً التى نظمتها جماعة (هاتاشاما) كمنشورات :-
رعاك الله يا بلدى سلمت ودمت للأبد
فدتك الروح غالية بأغلى المال والولد
وفى أحد المنشورات نظم الشاعر السيد محمد قورة ناظر مدرسة على مبارك ببورسعيد آنذاك فى يوم 7 نوفمبر سنة 1956 فى عنفوان المعركة ، تحت عنوان ” معركة الحرية “
قبلوا ترابها الندى المغبر إنه بالدم الذكى معطر
قدسوا ترابها ففى كل شبر من ثراها مجندل متدثر