Breaking News

سيد زهيري يكتب… “بين اعلام الآزمة.. و وزير أدار الآزمة..!”

تابعت مثلي مثل ملايين المصريين, بل والملايين حول العالم حادث اختطاف طائرة مصرللطيران, والتي كانت قد أقلعت من مطار برج العرب الي مطار القاهرة, ثم اجبارها علي الهبوط بمطار “لارنكا” بقبرص, وهنا قامت وسائل الاعلام المختلفة سواءا المصرية أو الآجنبية, بتخصيص هواءها للتغطية المباشرة للحادث, وانتشرت العديد من الاشاعات والتكهنات, بل وأطلق العنان للكثير من المحللين منهم المتخصصين ومعظمهم غير متخصصون, ليدلوا بدلوهم, فذاك يقول أن أمن الطائرة كان يجب أن يتعامل مع الراكب باستخدام السلاح, وأخر يري أن هناك تقصير في تعامل طاقم الطائرة مع الخاطف, كل ذلك دون وعي أن هناك تعليمات دولية تحكم تعامل أمن الطائرة وطاقمها حفاظا علي سلامة الطائرة وركابها, وأكبر دليل علي ذلك أنه مثلا في حال ورود بلاغ بتهديد أمني أو متفجرات داخل الطائرة, حتي لو عن طريق مجرد ورقة ألقيت بالطائرة ووجد عليها هذا التهديد, فان قائد الطائرة ملزم في هذه الحالة بطلب الهبوط لآقرب مطار للتحقق من الآمر دون النظر الي جدية التهديد من عدمه.
ولآنه دائما تأتي المنحة من المحنة, فان الشيء الايجابي الذي يجب أن نركز عليه هو الظهور الآول لوزير الطيران المدني شريف فتحي, هذا الوزير الشاب الذي لم يمضي علي توليه منصبه سوي بضعة أيام, يفاجأ بعدها بأزمة كهذه, كان يمكن أن تحدث هزة أو حالة من حالات الارتباك وعدم الثقة لآي شخص أخر, لكن الشيء المزهل والذي يدعو الي الآمل, أن الرجل ظهر واثقا ممتلكا لآدواته, يقدر كل حرف يخرج علي لسانه, رغم محاولات السادة الصحفيين خلال المؤتمر الصحفي كعادتهم اصطياد أي تصريح للرجل, الا أن لياقته الذهنية ولباقته كانت حائلا دون ذلك, فحين سأله أحدهم وألح علي معرفة اسم وهوية المختطف وجنسية الركاب, كان الرد فاصلا: “هذا الآمر ليس في مصلحة المفاوضات التي تجري مع المختطف, وكل شيء سيعلن في وقته المناسب”.
وهنا انطلقت حملة شعواء ضد الرجل علي بعض شاشات القنوات الخاصة المصرية, فمنهم من قال: “ما كان يجب أن يخرج ما دام ما عندوش معلومة”, وأخر يقول يقول: “أنه أداء مرتعش”, ثم يربط بين تصريحاته وادارته للآزمة وبين ادارة وزارة الداخلية لآزمة الطالب الايطالي “ريجيني”. بل ووصل ألامر أن قال أحدهم: “زهقنا من الوزراء اللي كل شوية علي قناة وغاويين ظهور اعلامي”, كل هذا والرجل لم يظهر الا لدقائق معدودة في مؤتمر صحفي مقتضب, ولكن سيبقي للآسف الشديد الاعلام المصري مفتعلا للآزمات, والغريب أنه في ذات الوقت استخدمت ريموت التلفاز لآتابع فضائية “سكاي نيوز عربية”, فوجدت مسئول غرفة الآزمات القبرصي يتحدث عن الواقعة, وسألته مذيعة القناة عن جنسية الركاب الباقين علي الطائرة, وهوية الخاطف, فأجابها: “لا أملك الافصاح عن ذلك الآن لاعتبارات كثيرة”, فاحترمت رده وشكرته.
وفي النهاية وبعيدا عن كل تلك المهاترات أقول لمعالي الوزير الشاب, أعطيتنا الآمل في أن اختيار القيادة السياسية هذه المرة كان اختيارا صائبا, فبالاضافة لخبراتك الواسعة في مجال الطيران من خلال العمل في مناطق مختلفة حول العالم ووصولك الي منصب رفيع المستوي في منظمات الطيران الدولية, وتخصصك في مجال التخطيط الاستراتيجي والذي نحن الآن في أحوج ما يكون اليه, الا أنه والآهم من ذلك كله هو تلك الشخصية التي ظهرت اليوم والتي تؤكد أنكم باذن الله وبتضافر جميع العاملين معكم قادرون علي فعل الكثير في مجال الطيران المدني, حتي يستطيع هذا القطاع الحيوي استرداد عافيته ليساهم في استعادة الحركة السياحية, والتي لها انعكاس مباشر علي الاقتصاد القومي.
اللهم احفظ الكنانة ورد عنها كيد الكائدين.. ومكر الماكرين..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *