Breaking News

إبراهيم الصياد يكتب.. “بورسعيد والمبادرة في الصالون البحري..!!”

مازال المشهد الثقافي خارج القاهرة يحتاج الى تحريك للمياه الراكده لأان المدن والقري المصرية من الشمال الى الجنوب تزخر بالكفاءات المبدعة ثقافيا واعلاميا وتحتاج الى دفعها داخل دائرة الاضواء التي مازالت حتى الآن حكرا على قاطني القاهرة رغم وجود الاعلام الاقليمي الذي مازال غير قادر على شد المشاهد اليه  ولذلك كان لابد من التفكير في ايجاد صيغة تكتشف مواهب وابداعات الاقاليم  ولهذا عندما كنت في زيارة لمسقط راسي بورسعيد التقيت عددا من المثقفين واقترحوا وانا معهم انشاء صالون ثقافي في بورسعيد وتبلورت الفكرة بشكل مختلف من منطلق خلق قنوات اتصال بين الصالونات الثقافية الكبرى في العاصمة  والفاعليات الثقافية خارجها بعبارة اخرى انشاء فرع لاحد الصالونات الثقافية الكبرى في المدينة وعرضت الموضوع على اللواء محمود متولي مؤسس الصالون البحري المصري الذي رحب بالفكرة خاصة ان بورسعيد مرتبطة بالبحر وتذكرت مقالا كتبته عنها منذ اكثر من ثلاثين عاما واسميته ” بورسعيد عاشقة البحر والبحيرة والقناة ” فهي شبه جزيرة في الطرف الشمالي الشرقي لمصر فكان عشقها للبحر الابيض المتوسط شمالا وقناة السويس شرقا وبحيرة المنزلة جنوبا ولهذا عندما تحتضن المدينة الساحلية صالونا ثقافيا لابد أن يرتبط بالبحر ولهذا كان الانطباع متوافقا بين الجميع عن انشاء هذا الصالون .
وعلى الفور تحرك المتحمسون للفكرة ومن بينهم المهندس محمد منير الدنف والمهندس هيثم حسين والاديب محمد خضير والمصرفي صبري المكاوي والاعلامية الشابة امنية قاسم وغيرهم من ابناء المدينة الباسلة تحت اشراف ورعاية اللواء بحري محمد عبد القادر جاد الله وصادف هذا الاعداد قيامي باعلان مبادرة انقاذ الاعلام المصري التي كان عليها ان تخرج الى اعلامي الاقاليم فقررت ان تكون بورسعيد اول محافظة يتم فيها اعلان المبادرة بعد القاهرة .
ولهذا  توجه وفد من الصالون البحري المصري الى مدينة بورسعيد الاسبوع الماضي ضم قامات ثقافية واعلامية وصحفية واعضاء من مجلس أمناء”  المنتدى المصري للاعلام ” وهو الإطار المؤسسي لمبادرة إنقاذ الاعلام المصري لافتتاح فرع الصالون بالمدينة الباسلة التي يعتبر تاريخها النضالي مصدرا خصبا للابداعات الفكرية  . 
وفي احتفالية حضرها اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد وجمع كبير من ابناء المدينة تم تدشين الصالون على الطريقة البورسعيدية واعلنت المبادرة التي قدم لها الشاعر الكبير الدكتور احمد تيمور بقصيدة قدمت تشخيصا دقيقا لامراض الاعلام المصري  كما القى المهندس د. هاني الحفناوي استاذ الادارة الاستراتيجية محاضرة تناولت الآداء الاداري الرشيد وكيفية مواجهة مشكلات التنمية ومن اجمل ما قدم في هذه الامسية اغاني ورقصات السمسمية التي تمثل سمة الفلكلور البورسعيدي الامر الذي ترك انطباعا لدى ضيوف بورسعيد الذين قرروا العودة الى مقر اقامتهم باحدى القرى السياحية سيرا على الاقدام عبر الممشى المتجه الى قاعدة تمثال ديليسبس وبالمناسبة التقيت بعدد من مثقفي بورسعيد على هامش الامسية وطرح سؤال هل توافق على عودة التمثال الى قاعدته ام لا ؟ واكتشفت ان هناك تيارين احدهما مؤيد والاخر معارض وطلبوا رايي قلت لهم قبل ان تبعثوا الحياة فيمن كان سببا في استشهاد 100 الف فلاح مصري اثناء حفر القناة بالسخرة عليكم ان تقيموا تمثالا للرجل الذي احبته بورسعيد حتى النخاع ويعيش  في قلوبهم  حتى اليوم جمال عبد الناصر ولاشك ان بورسعيد مدينة جميلة لكنها تحتاج العودة الى الزمن الجميل خاصة انها تتميز بالجو الرائع المعتدل غير انها مازالت لا توضع في اعتبار الخطط السياحية ربما لتراكم المشكلات ومن بينها مشكلة الاسكان الارض محدودة والمتاح من الاسكان المعروض محدود جدا ما يؤدي الى ارتفاع اسعار الشقق بشكل جنوني ولكن اثلج قلوبنا ما قاله المحافظ انه واثق ان بورسعيد لاتوجد فيها مشكلة اسكان ما يعني انه لدية الحل وهذا مانرجو ان نراه في المدى المنظور خاصة ان الرجل منذ ان تولى منصبه قبل ثلاثة اشهر كان له اسلوب ايجابي مختلف عن سابقه   !!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *