حسن الرشيدي يكتب.. “أمريكا تلعب بالعالم.. بوثائق الفساد..!”

خواطر طائرة
فضائع الفساد في العالم التي وردت في وثائق بنما في أكبر عملية تسريب وبلغت 11 مليونا و500 ألف وثيقة.. أثارت ردود أفعال واسعة يتابعها ملايين البشر في كل مكان.. لأنها تمس 140 زعيماً سياسياً سابقين وحاليين قاموا بتهريب أموالهم الي ملاذات ضريبية آمنة.. ولكنها لم تشر الي أي شخصية أمريكية.. وهو ما يثير الشكوك حول تلك الوثائق واعتبارها صناعة أمريكية.. لبث الفتنة وزعزعة الاستقرار في بعض الدول.. والتشكيك في نزاهة بعض الزعماء الكبار خاصة الرئيس الروسي بوتين.. قد تكون تلك الوثائق التي إمتدت الي علاء مبارك حقيقية.. وقد تكون زائفة ولكن لابد من التعامل معها.. علي أنها حقيقة لحين يثبت العكس.. وهو ما يتطلب اجراءات فحص وتحقيق بشفافية.. دون الانسياق وراء شائعات أو أكاذيب تستهدف الوقيعة بين بعض الشعوب وحكوماتها وقادتها.. بينما تقف أمريكا متفرجة وتنعم بالاستقرار في عالم يموج بالصراعات والفتن! 
الوثائق نشرها الاتحاد الدولي للصحفيين الاستقصائيين بالعاصمة الأمريكية واشنطن.. وتم تسريبها من مكتب محاماة بنمي يدعي موساك فونسيكا وتحولت الي زلزال هز العالم.. لأنها تضمنت أعمال فساد وغسيل أموال وتهرب من الضرائب لرؤساء دول مثل بوتين وأمير قطر السابق.. وامتدت لتشمل نجوم كرة قدم مثل ميسي وميشيل لاتيني.. ونجوم الفن مثل جاكي شان وأميتاب باتشان. 
بعض الدول تعاملت مع الوثائق بجدية.. والبعض تجاهلها.. وفي أيسلندا خرجت مظاهرات تطالب بمحاكمة رئيس الحكومة.. أما روسيا فقد اتخذت موقفاً عنيفاً ضد التسريبات وندد بها الكرملين. بينما وصفها الرئيس الفرنسي أولاند بأنها أنباء طيبة يمكن أن تعزز الضرائب.. ولكن التسريبات أغضبت نجم كرة القدم ميسي الذي قرر مقاضاة بعض وسائل الإعلام التي نشرت الوثائق. 
وفي مصر.. وهو ما يهمنا أكثر.. فإن رئيس مصلحة الضرائب عبدالمنعم مطر قال إنه سيتم التنسيق مع وزارة الخارجية ومباحث الأموال العامة للتأكد من حقيقة ما نشر حول تهرب علاء مبارك نجل الرئيس مبارك من سداد ضرائب مستحقة للدولة عن طريق تأسيس شركة في دولة بنما.. مؤكداً أنه إذا ثبت أن هذه الشركة تدر ربحاً سيحق للدولة المطالبة بحقها في الضرائب عن أرباحها.. شريطة أن تكون هناك اتفاقيات تنسيق ضريبي موقعه مع دولة بنما..فما ورد بالوثائق عن علاء مبارك.. فإن الأجهزة المختصة قد قررت اتخاذ الأمر بجدية والتحقق من صحة ما نشر أولاً.. وهو اتجاه صائب. 
بعض وسائل الإعلام المصرية ركزت علي ما نشر حول علاء مبارك.. وفتحت المجال مرة أخري للهجوم علي عائلة مبارك علي ألسنة بعض المتحدثين الذين وصفوا مبارك بالفاسد والحرامي.. وفي ذات الوقت لم يلتزم المدافعون عن مبارك الصمت وحاولوا الدفاع عنه بقوة.. والتأكيد علي دوره الوطني وتاريخه العسكري.. بل امتدت المعركة الكلامية بين الطرفين الي ثورة يناير.. وهل هي ثورة أم مؤامرة.. وكأن الوثائق المسربة.. قد أشعلت الصراع من جديد بين بعض فئات الشعب.. رغم أنه لا يستطيع أحد حتي الآن أن يثبت أن تلك الوثائق مفبركة زائفة.. تهدف لمؤامرات جديدة.. أم أنها حقيقية تكشف وتفضح زعماء سياسيين وقادة ونجوم كرة وفن يجب محاكمتهم أو التحقيق معهم في قضايا فساد ورشوة وغسيل أموال وتهرب من الضرائب؟! 
ولكن المرء يتساءل لماذا لا تتضمن الوثائق قيادات أمريكية.. هل هي دولة تخلو من الفساد وتتسم بالشفافية المفرطة.. أم أن أمريكا تبث سموماً جديدة..لبث الفتنة.. واثارة البلبلة والوقيعة بين الشعوب والحكومات؟! 
وأيضاً لم تذكر الوثائق فضائح فساد كبري في إسرائيل.. لماذا؟! 
بصراحة.. أمريكا تلعب بالعالم.. ولكن للأسف بعض المعارضين لأمريكا يستغلون ما تروجه أمريكا من أكاذيب.. مادامت علي هواهم.. وتحقق رغباتهم. 
عموماً.. المجرم يجب أن يحاكم ويعاقب.. إذا ثبت بالأدلة والمستندات أنه ارتكب الجريمة.. لذلك لابد من التأكد أولاً من صحة وسلامة تلك الوثائق.. بالفحص والتحقيق حتي يمكن إعادة الأموال المهربة.. أو الحصول علي حق الدولة وحقوق الشعب. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *