* الحاج محمود العربي أحد أهم الاشخاص الذين ارتبطوا معي باعلان كنت اسمعه وانا صغير كان ينتهي بجملة مازالت عالقة بذهني وهي “العربي بالموسكي” نسيت الاعلان ولم انس هذه الجملة واظن أنه كان اعلانا عن احدي المنتجات المكتبية. وصار الارتباط بيني وبين هذه الشخصية العظيمة يزداد ارتباطا مع تقدمي في السن وانا أري منتجات عالمية تصنع بايد مصرية وعلي أرض مصر تحمل اسم العربي وما قرأته وسمعته عن هذا الشخص العصامي الذي كان وراء انشاء أهم الصروح الصناعية المصرية الكبيرة كان دافعي لمحاولة لقائه والحديث اليه. وكان لي هذا وكنت في صحبة الصديق معالي دولة رئيس مجلس الوزراء الاسبق الدكتور عصام شرف الانسان العظيم المهموم بهموم مصر والذي لا يدخر جهدا في تقديم العون لكل مصري يطرق بابه واري هذا عن قرب بحكم قربي منه ذهبنا لزيارة الحاج محمود العربي في مجموعة العربي بقويسنا حيث يحب ان يلتقي ضيوفه ومنذ الوهلة الأولي التي وقعت عيني عليه رأيت انساناً بسيطاً يسعد بالقادم من زائريه مرحبا بهم بحفاوة شديدة حريصا علي أن يتناول الطعام معهم كرم حاتمي في كل شيء رأيت فيه النموذج المصري الذي يجب ان يحتذي وان يدرس في مدارسنا وجامعاتنا وان يكون قدوة للشباب الذي ضل الطريق رغم التحاقه بالمدارس والجامعات وصار بطالة مقنعة. بعدما فقد المثل الذي يجب ان يحتذي فتساوت لديه الاشياء وصار متلبد المشاعر يقضي حياته في اشياء لا طائل منها ولا عائد الحاج محمود العربي مدرسة يجب ان نتعلم منها كيفية البناء بدا حياته في سن الخامسة من عمره بمبلغ ثلاثين قرشا عرف طريقة للتجارة والربح والمكسب والصناعة والاستثمار كانت تجارته رابحة لانها كانت تجارة مع الله في كل شيء يحدوها الصدق والامانة فهو لا يقل اهمية عمن قامت الدنيا من اجلهم ولم تقعد عندما تردد أن هناك من قام بحذف سيرهم الذاتية من كتاب التربية القومية وبمجرد ان جلست بجانبه تذكرت الاعلان فسألته عنه فوجدته يحفظه عن ظهر قلب وقال لي ان هذا الاعلان من اخراج الراحل العظيم فهمي عبدالحميد والحان محمد الموجي وهنا ادركت العظمة في وسيلة الاعلان والعظمة في اختيار صناعه ولهذا ظل خالدا في ذهني وذهن ابناء جيلي ودار حوار بيني وبينه ادركت ان محمود العربي هذا المواطن المصري البسيط اخذ من القرآن دليل له في تعاملاته ومن السنة النبوية مرشدا ومن الطبيعة التي عاش فيها سنواته الاولي نهج لحياته. انسان بسيط بمعني الكلمة متواضع ينطبق عليه “من تواضع لله رفعه” عاشق لعمله قائد حكيم ربان سفينة استطاع بمهارة ان يصل بصرحه الي بر الأمان حازم في قراراته ولفت نظري شيء اثناء جلوسي معه ان طلب منا اكثر من مرة ان نقوم لعمل جولة بين مصانع العربي وختم كلامه معنا بجملة قوما بجوله وبعدها نستكمل حديثنا كنت في حيرة من أمري أريد أن اجلس لهذا الرجل العظيم واسمعه مطبقا مقولة سقراط “تكلم حتي اراك” ولا انكر ان حديثه شيق وبسيط وبذكاء ابن البلد ادرك هذا وادرك انني اريد للحديث ان يستمر فقال لي قبل ان تقوما بالجولة اهديكما كتابي “سر حياتي” فيه كل شيء عن حياتي وكان لي شرف ان يوقع لي الاهداء وقمنا بالجولة وكان شيئا مبهرا بحق نظام عمل دقة مهارة اشاد بها اليابانيون انفسهم واسعدني عمال ومهندسي ومسئولي المصانع بينهم شيء جميل يربطهم ببعض وبمصانعهم انه الحب لكل شيء في هذه الصروح العملاقة التي تحمل اسم العربي ومصر وبعد انتهاء الزيارة عدنا للجلوس مع الحاج محمود العربي ورأيت لهفة منه يريد ان يسمع منا ماذا رأينا؟ يريد ان يسمع رأينا ومع كل كلمة ثناء مني ومن الدكتور عصام شرف كنت أري الفرحة في عينيه والابتسامة التي تزين وجهه البشوش انها فرحة الانجاز الذي لم اشهد له مثيل الحاج محمود العربي سعيد بانجازه فله هذا واكثر وله كل الحق في ان يسعد بما قدم عدت وتركت محمود العربي ولكن معي سر حياته في كتاب تحدث فيه عن نفسه للكاتب خالد صالح مصطفي الذي اعد صياغته في اسلوب سهل ممتع دفعني ان اعيش من خلال سطوره مع الحاج محمود العزبي منذ نعومة اظافره وحتي خروج هذا الكتاب للنور لا انكر ان شغفي للبحث فيما وراء الشخصية كان دافعي ان استرق بعض السطور وانا اجلس بجوار معالي الدكتور عصام شرف في طريق عودتنا للقاهرة واستكملت قراءة الكتاب وانتهيت منه في يومين للوقوف علي ابعاد ونشأة وتكوين هذه الشخصية التي افخر بكونها مصرية نحتاج ان نقدمها في اعلامنا ودرامتنا وافلامنا نتعلم منها فهي القدوة والمثل الذي يجب ان يحتذي فمن خلال امثالها سنبني مصر المستقبل اين محمود العربي من مناهجنا ودرامتنا وثقافتنا؟ سؤال يحتاج الاجابة عليه من وزير التربية والتعليم ووزير التعليم العالي وبرامجنا واعلامنا ومنتجي الدراما والسينما والكتاب وغيرهم ومن المنوط بهم تقديم المثل والقدوة لابناء مصر.
* هناك انجازات اخري للحاج محمود العربي تتم من خلال المشاركات المجتمعية وتبني المواهب والمبتكرين والبحث العلمي كما يساهم من خلال مستشفاه في علاج غير القادرين وسيعلن قريبا ان مصانعه وبعض قري المنوفية خالية من فيروس سي بدعمه وتوفيره العلاج للمرضي فتحية لابن مصر محمود العربي.