خواطر طائرة
لم يلتزم مجلس النواب الصمت إزاء بعض القنوات الفضائية التي وصفت النواب بالعاهات.. وشن المجلس برئاسة الدكتور علي عبدالعال هجوماً عنيفاً علي القنوات الفضائية وعبر عن رفضه للفوضي التي تشهدها الساحة الاعلامية في مصر والتشويه المتعمد لمؤسسات الدولة.. والتشكيك في الجيش الذي يشهد الداخل والخارج بوطنيته وفدائيته.. ووصف الدكتور علي عبدالعال الحملة التي تشنها بعض وسائل الاعلام بانها ممنهجة لهدم مؤسسات الدولة.. ولكنه يؤكد في ذات الوقت علي انحيازه لحرية الصحافة والاعلام قائلاً لن نكمم الأفواه أو نقصف الأقلام. رئيس مجلس النواب يري أن هناك هجمة شرسة من بعض وسائل الاعلام.. ولابد من درء هذه الهجمة.
قطاع عريض من الشعب بالفعل يري ان هناك وسائل اعلام تتعمد تشويه صورة البلد.. والاساءة للدولة.. وأجهزتها.. وتتعمد استضافة شخصيات وعناصر معينة توجه سهامها وسمومها.. لبث الوقيعة والفتنة بين الشعب وقيادته.. وان هناك اعلاميين يوجهون الضيوف بشكل ملحوظ لتشويه صورة البلد.. والاساءة للدولة.. وبث الوقيعة بين مصر والسعودية بل ان بعض القنوات الفضائية وللأسف مصرية.. تتعمد التضليل.. وابراز الكلمات التي تمثل هجوماً علي الدولة وتشويهها.. والتعتيم علي الأصوات العاقلة الموضوعية التي تحاول نقل الحقائق بشفافية.. بينما تخصص مساحات واسعة وفترات زمنية.. لبعض عناصر الطابور الخامس الذي يدس سمومه.. بدهاء لبث الفتنة والوقيعة.
وبصراحة..فإن هناك تعاونا واضحا.. بين بعض الفضائيات وبعض العناصر السياسية التي تعمل وفقاً لأجندات تضر بالوطن ويتضح هذا الاتجاه بجلاء ليس فقط في استضافة عناصر محددة تحمل توجها مضادا للدولة.. وانما أيضاً اعادة بث المقالات التي تثير إحباط الناس.. فالمؤامرة واضحة للتشكيك في مواقف الدولة.. وتأليب الناس علي قيادتها.
سألني أحد الأصدقاء.. هل الدولة نائمة.. أم تعرف الحقيقة وتلتزم الصمت.. أم لديها أمل في استقطاب هؤلاء الذين يتعمدون تشويه صورةالدولة.. والاساءة لقياداتها؟
وفوجئت بالكابتن عزمي مجاهد الاعلامي والمتحدث باسم اتحاد كرة القدم.. يتحدث باحدي القنوات عن استضافة بعض العناصر الاعلامية والسياسية لحضور لقاءات الرئيس عبدالفتاح السيسي.. رغم ان هؤلاء يخرجون يهاجمون الدولة ويتخذون موقعاً مضاداً.
الكابتن عزمي مجاهد تحدث بمرارة وكأن غصة في حلقه.. ووجعا يؤلمه.. ولسان حاله يقول تقربون أعداءكم.. إليكم.. ليدسوا سمومهم!!
التجارب والأحداث أثبتت انه لا يمكن استقطاب أو احتواء أي علامي أو ناشط سياسي يري ان اتجاهه المعاكس يغدق عليه الأموال.. أو يزيده بريقاً ولمعاناً.. حتي لو كان يعيش في أوهام تجعله ينظر الي نفسه وكأنه الزعيم المنتظر.
سياسة احتواء أو محاولة استقطاب عناصر مهنتهم المعارضة لانها بضاعتهم الوحيدة.. ثبت فشلها.. وسقط فيها مسئولون سابقون.. عبروا عن ندمهم.. لان من حاولوا استقطابهم وأغدقوا عليهم بالمال والاضواء وما لذ وطاب.. هم أول من ضربوهم وجلدوهم.
المعارضة لا شك مهمة وضرورية.. ولكن يجب ان تكون موضوعية.. لها مبرراتها.. وليس مجرد معارضة للشهرة أو لفت الأنظار والمعارض المحترم هو الذي يقول الحق.. ويثير السلبيات كما يطرح الايجابيات ولا يبيع الوطن أبداً.. ولا يتاجر بآلام الشعب.. وأوجاعه.
انني من أشد المنحازين لحرية الصحافة والاعلام لانه لا حياة بلا حرية.. أو ديمقراطية.. ولكن للحرية ضوابط.. حتي لا تتحول الي فوضي هدامة.. أو معادل تخريب.
كل اعلامي أو صحفي شريف لابد ان ينحاز لحرية الرأي والنقد.. حتي لو كان النقد قاسياً بشرط ان يكون بناء.. وليس بغرض الهدم والتخريب أو إثارة الفتنة أو الاضرار بالمجتمع.. ولابد ان نفرق بين حسن النية وسوء القصد.
للأسف.. انزلاق بعض الاعلاميين للشتائم والسباب.. وترويج الشائعات ومنشدو الأكاذيب يؤدي لآثار عكسية علي مهنة الاعلام.. والصحافة…. وتدفع المتربصين بالمهنة لتحقيق مآربهم وتوحيد صفوفهم لسن القوانين التي تفرض قيوداً علي الحرية وتكمم الأفواه.
الشتامون ومروجو الشائعات.. والأكاذيب هم الجسر الأمثل لعبور المتربصين لتقييد حرية الرأي.