صعّدت الشعوب غير الفارسية في إيران، خلال الأشهر القليلة الماضية، حراكها الرامي إلى مواجهة قمع النظام الفارسي المستمر منذ عقود طويلة، الأمر الذي ينذر باندلاع انتفاضة شاملة.
وبالتوازي مع المظاهرات المنددة باضطهاد نظام ولي الفقيه وذراعه الأمنية المتمثلة بقوات الحرس الثوري والباسيج، تنشط منظمات الشعوب غير الفارسية في الخارج لتسليط الضوء على قضيتها.
وفي هذا السياق، تنظم حركة “النضال العربي لتحرير الأحواز”، التي تأسست عام 1999 في المنفى، مؤتمرا حول القضية الأحوازية في موريتانيا التي تستضيف في 25 و26 يوليو الجاري القمة العربية.
وتسعى المنظمات الأحوازية في الخارج إلى نقل قضية العرب الذين يشكلون، حسب مراكز الدراسات الأحوازية، 10 في المئة من مجمل سكان إيران، البالغ عددهم 75 مليون نسمة، إلى المنابر الدولية.
ويستهدف النشاط الأحوازي المنابر العربية والدولية، حسب مدير المركز الأحوازي للإعلام والدراسات، حسن راضي، الذي أكد على أن الحركات الأحوازية تتواصل مع مقربين من صانعي القرار في الدول العربية والغربية.
وفي الأشهر الماضية، كثفت هذه الجمعيات حملاتها، إذ عقدت لقاءات مع مسؤولين في الجامعة العربية ونواب ووزراء في دول عربية عدة، كما تواصلت مع أعضاء في الكونغرس الأميركي.
وقال راضي، في اتصال مع “سكاي نيوز عربية” من لندن، إن النشاط الخارجي أثمر دعما ولو كان معنويا، فعلى سبيل المثال قدم نواب بالبحرين مذكرة للبرلمان تطالب بالاعتراف بالأحواز كدولة محتلة من النظام الفارسي.
والنشاط الخارجي يقترن بحراك داخلي، تجسد في الأيام الفائتة بتصاعد المظاهرات ضد النظام الفارسي في المناطق غير الفارسية، كالمحافظات ذات الأغلبية العربية والأذربيجانية والبلوشية والكردية والتركمانية.
وأشار راضي إلى وجود تنسيق مستمر بين الشعوب غير الفارسية، لاسيما الكردية والعربية والبلوشية، لقيادة انتفاضة ضد النظام الفارسي الذي يحاول خنق الروح القومية لهذه الشعوب، وتجريدها من حقوقها المدنية.
وكشف عن وجود 3 منظمات للشعوب غير الفارسية تقود عملية التنسيق على المستوى السياسي، هي جبهة الشعوب لحق لتقرير المصير، ومؤتمر الفيدرالية لشعوب إيران، واتحاد الشعوب غير الفارسية في إيران.
وأكد مدير المركز الأحوازي للإعلام والدراسات أن ارتفاع وتيرة الاحتجاجات في الداخل الإيراني مرتبط بزيادة الوعي الناجم بدوره عن الحراك في الدول العربية، ودور إيران السلبي في العراق واليمن وسوريا من جهة أخرى.
وعن أهداف حراك الشعوب غير الفارسية، ذكر راضي أن، وفي ما يخص الشعب العربي الأحوازي، ترمي معظم التيارات والمنظمات إلى التحرر من الحكم الفارسي وقيام دولتهم القومية في مناطقهم التاريخية.
وبات الحراك الداخلي للشعوب غير الفارسية، التي تشكل نحو 40 في المئة من سكان إيران، يهدد النظام الفارسي الذي رد، طبقا براضي، بتكثيف حملات القمع وتشديد قبضته الأمنية على المناطق المنتفضة.