ساميه عابدين تكتب… “الشباب بين الأمس واليوم..”

كنا ومازلنا نحلم بمجتمع راق وافراد ناضجين…يعلون من شان الوطن و مكانته بين الأمم. .ولكن كي نحقق ذلك الحلم لابد ان نبني شباب على اساس قوي ومتين من الأخلاق والقيم والرقي في التعامل واحترام الدين والاهل والاقارب ..يشعر بالمسؤولية تجاه الارض التي تحميه وينتمي اليها…يتذكر دائما قول الله تعالى عن الابوين”ولا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما”…يؤدي فروض ربه ويهفو قلبه للمسجد والمصحف وعمل الخير…

السؤال الآن كيف يتسنى لنا ان نزرع نبتة صالحة ويكون نتاجها مثل هذه النماذج؟؟؟؟

اعلم ان الموضوع ليس سهلا وخصوصا وسط هذا الكم من المغريات المفسدات..مثل الإعلام وبعض المواقع على الانترنت.. وبعض الاعمال الفنية القبيحة التي وللاسف استهوت قاعدة عريضة من الشباب والمراهقين بما تحتويه من مشاهد عنف وسلاح ابيض واحمر وكل الالوان.قتل ودم وضرب وكراهيه والفاظ بذيئة لم نكن نتخيل ذات يوم ان نراها على شاشاتنا…وللاسف وما يؤلم نفوسنا ان تكرم الدولة بعض الفنانين الذين يفرزون لنا فنا اشبهه بسم الثعبان الذي يقتل بالبطيء…وتنعته الوزيرة المبجلة بانه قدوة للشباب؟ هل هذا اصبح من وجهة نظر الدولة والحكومة قدوة؟؟؟.يهل علينا في كل موسم بألفاظه المشينة ومشاهد البلطجة والذبح والقتل…وللاسف يقلده الشباب حتى ملبسه وطريقة حلاقته لشعره ولحيته…..من هنا نوقن ان للفن دورا كبيرا في تربية النشء والتاثير عليه اكثر من الاسرة والمدرسة والجامعة….

حتى الاغاني الحديثة التي هي عبارة عن “خبط”و”رزع”وتلوث سمعي…يتمايل عليها الشباب ويرقصون رقصات مخيفة وكأن على رؤوسهم الغربان….

شاهدت بالامس وبمحض الصدفة اغنية لفنانة سورية…في قمة الجمال والرقة…تتحدث عن حب الوطن والانتماء له…كليب في غاية البساطة لا فيه مشهد في كباريه ولا راقصة ولكن قمة في الرقي ..علاوة على صوتها الساحر وملامحها الرقيقة….

نحن وبالفعل نحتاج لاعادة النظر فيما نعرضه على شبابنا ومراهقينا ..لان افساد الاجيال يصب في مصلحة أعدائنا فهم يريدون جيلا من المسوخ الجوفاء….عديمة الادب والثقافة والوعي….وهذا يقلل من الشعور بالوطنية والانتماء لديهم…ايضا لا نستطيع ان نغفل دور الاسرة والمؤسسات التعليمية..وان يخلق حوار دائم بين الاهل والمراهق وبينه وبين معلمه …لا يقتصر دور الاب على الممول ولا يقتصر دور المعلم على الملقن….لابد وان تتوفر روح المحبه وإحساس الشاب او المراهق ان هناك من يهتم بأمره. .. كلنا مسؤولون وسنحاسب بشدة امام الله عز وجل عن هؤلاء…..

قال صلى الله عليه وسلم

“كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته”