تأسست وزارة الداخلية في مصر عند وصول محمد على إلى سدة الحكم 1805 عندما أسس محمد علي باشا ديوان الوالي لضبط الأمن في القاهرة ، اتخذ لاظوغلى وكيلاً له وهو الذى بدأ تنظيم الشرطة المصرية من دوريات ليلية ونهارية وإطفاء الحرائق، وكذلك استحداث نظام رجال المباحث « شرطة البصاصين» الذين كانوا يتنكرون فى زى الباعة لمعرفة أسرار الجرائم، وإنشاء شرطة خاصة بالأجانب سميت «الإدارة الأوروبية» وكان البوليس فى ذلك الوقت يضم جنسيات ايطالية وسويسرية وانجليزية فيما بعد، كما أنشئت قوات (الجندرمة) التى تشابه قوات الأمن المركزي.
وصدر فى عهد سعيد باشا أمر رسمى سنة 1857 بإنشاء نظارة الداخلية التى تحولت فيما بعد إلى وزارة الداخلية، وكان الناظر وقتها مصطفى فهمى باشا، وأستمر استعمال كلمة ناظر الداخلية حتي قيام الحرب العالمية الأولى وإعلان بريطانيا الحماية علي مصر.
وفى عهد الخديو إسماعيل استدعى الضابطين الايطاليين كارلسيمو والمركيز نيجرى وأوكل لهما مهمة تشكيل قوة نظامية لحفظ الأمن لتحل محل طائفة «القواسة» الأتراك غير النظاميين، ومع هذه الطائفة ظهر على السطح مصطلح «البوليس» لأول مرة فى تاريخ مصر، وهى كلمة لاتينية ذات أصل يوناني.
أنشئت أول مدرسة للبوليس عام 1896. وكان لابد من الأخذ بالأساليب الجديدة فى العمل الشرطى لملاحقة التطور الذى طرأ على العالم نهايات القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين لذلك بدأ الأخذ بنظام بصمات الأصابع عام 1902، وأصدرت الداخلية أول لائحة مرورية فى مصر سنة 1923م.
وفى عهد الخديوى توفيق كانت قوة البوليس وإلى ما قبل 1891 ، تغذى من رجال الجيش دون تدريب سابق على الاعمال الأمنية أو القانونية ثم رؤى عام 1891 ضرورة أن يسبق إلحاق ضابط الجيش بأعمال البوليس إرسالهم إلى مدرسة الحقوق الخديوية لتلقى مبادىء القانون الجنائى والإدارى لمدة ثلاث أشهر ، ثم يعينون بعدها فى أعمال البوليس المختلفة وقد أستمر هذا النظام معمولاً به حتى عام 1896 ، وهو العام الذى تقرر فيه إنشاء أول مدرسة للبوليس.
فى 25 يوينو سنة 1896 أنشئت أول مدرسة لإعداد ضباط البوليس فى عنبر صغير فى ثكنات عابدين وقد أختير للالتحاق بها عدد ستة عشر طالبا من طلبة المدارس الابتدائية ولم يشترط فى الطلبة المقبولين الحصول على مؤهل دراسى معين وكانت مدة الدراسة خمسة شهور يتلقى فيها الدارسون التدريب العسكرى ، دليل البوليس ، الدراسات القانونية .وقد تخرجوا فى 25 نوفمبر من ذات العام.
وفى عام 1898 اشترط ، ضرورة حصول راغبى الالتحاق فى المدرسة على الشهادة الابتدائية كما تم تطوير نظم الدراسة بالمدرسة بزيادة مدة الدراسة إلى سنة كاملة ، كما أضيفت بعض المواد الدراسية فى القانون وفقا لما يتم بمدرسة الحقوق الخديوية ، كما تطورت نظم الامتحانات بأن أصبح يعقد للدارسين فى نهاية العام الدراسى امتحانا أمام لجنة مشكلة من رجال القضاء والإدارة.
فى عام 1899 انتقلت مدرسة البوليس إلى مبانى إدارة أسلحة ومهمات البوليس ببولاق ، نظرا لضيق مدرسة البوليس ببولاق حيث أعد للطلبة جناح مكون من عنبرين أحدهما للنوم ، والآخر لتناول الطعام ، وأطلق على المدرسة أساس البوليس وظل شرط الحصول على الشهادة الابتدائية شرطا للالتحاق بالمدرسة ، واشتملت مواد الدراسة على التدريبات العسكرية وبعض المواد البوليسية بالمدرسة ، والمواد القانونية بمدرسة الحقوق الخديوية .
صار نظام التدريب بالمدرسة مرتبطا بنظام التدريب بالمدرسة الحربية بل كان يتولى أعباء التدريب ضابط من الجيش يطلق عليه الضابط الحربى ( القومندان ) فيما بعد. وكان يرأس المدرسة ناظر إنجليزى يلقب بالمفتش ، ويدعى المستر ” جورج شارمن “
وفى عام 1901 جعل التعليم بالمدرسة بمصروفات قدرها 30جنيها ثم رفعت إلى 50 جنيها لحملة الشهادة الابتدائية ، وندب للتدريس بعض رجال القانون ، واضيفت بعض المواد القانونية والبوليسية
وفى عام 1904 تم تطوير مدرسة البولبس لتشمل زيادة مدة الدراسة من عام إلى عامين ورغم أن نظام المدرسة لم يشترط مؤهل دراسى فى الطلبة الملتحقين بها إلا أنها ظلت تقبل خليطا من الحاصلين على البكالوريا أو الكفاءة أو الابتدائية. وتقرر أن يمنح الطالب الحاصل على شهادة البكالوريا عند تخرجه رتبة الملازم أول ، أما باقى الدارسين الحاصلين على غير ذلك من مؤهلات فكانوا يمنحوا رتبة ملازم ثان .
وفى عام 1906 نقلت مدرسة البوليس من بولاق إلى القلعة واستمر نظامها دون تغيير . ثم نقلت المدرسة والمدرسة إلى سراى شريف باشا وظل نظامها كما هو .
وقد تولي سعد زغلول وزارة الداخلية سنة 1924 عندما شكل الحكومة الوفدية بجانب رئاسته للوزراء
كما تولي وزارة الداخلية المفكر والكتاب الشهير احمد لطفي السيد في لمحة تحسب للتاريخ المهم للوزارة.
وفي أعقاب قيام ثورة 1952 وإعلان الجمهورية في مصر سنة 1953 حرص جمال عبد الناصر عضو قيادة الثورة علي تولي وزارة الداخلية لما لهذا المنصب من أهمية.
أما عن الشرطة النسائية
فقد عرفت مصر الشرطة النسائية منذ وقت طويل، وكانت أول دفعة للكونستبلات “البوليس النسائى”، عام 1953 وكانت من أوائل الكونستبلات بمديرية أمن الإسكندرية الكونستبلة الممتازة “رتبة ملازم ثان قاسمة أحمد، والكونستبلة “ملازم أول ا نعمة حسن، والكونستبلة عطيات محمد خليل.. وقد شهد تعيين الكونستبلات وقتها اعترضا من رجال الشرطة وأظهرت الكونستبلات الثلاث وقتها مهارة فائقة وكفاءة عالية فى العمل.