خواطر طائرة
** يتعرض الحجاج هذا العام لظلم كبير.. بسبب التعليمات التي صدرت لأفرع البنوك بالسماح لكل حاج باستبدال ما قيمته 2000 ريال سعودي بشرط أن يكون عميلاً للبنك.. أي له حساب بنكي.. رغم أن غالبية الحجاج من محدودي الدخل العاديين من الأقاليم وليست لديهم تعاملات أو حسابات بنكية.. كما أن غالبية مكاتب الصرافة التي كان يعتمد عليها الحجاج في استبدال العملة.. أصبحت مغلقة.. أو لا تستبدل العملة إلا سراً.. للمعارف والأصدقاء.. وفي ذات الوقت لا يسمح للحاج المسافر بحمل أكثر من 5 آلاف جنيه وهو مبلغ قليل لا يستطيع به الحاج شراء ألفي ريال من مكاتب الصرافة السعودية.
فماذا يفعل الحاج الغلبان الذي أصبح محاصراً؟!
بنوك خذلته ولا تسمح له بشراء ريالات.. ومكاتب صرافة مغلقة أو خائفة.. ورجال مباحث في المطارات لا يسمحون له بحمل أكثر من 5 آلاف جنيه مصري.. طبقاً للقانون.. والتعليمات.
في مطار القاهرة.. الحاج يصرخ.. أفرع البنوك بصالات السفر.. أغلقت إما لعدم توفر ريالات سعودية.. أو لعدم قدرتها علي سداد قيمة الإيجارات بالدولار لشركة ميناء القاهرة الجوي.
وتتعالي صرخات الحاج الغلبان الذي ادخر كل ما يملك طوال عمره لأداء فريضة الحج.. لأنه يخشي القبض عليه في المطار إذا فكر في حمل أكثر من 5 آلاف جنيه.. خاصة أن رجال المباحث ينتشرون داخل صالات السفر.. ويخشي أي ضابط أو مخبر سري من اتهامه بالتقصير والتهاون في تطبيق القانون خاصة أن العميد محمد منسي رئيس مكافحة التهريب يضيق عليهم الخناق.. لتطبيق القانون.. حتي انتشر بينهم تحذير “أوعي المنسي”.
فالحاج.. بكل صراحة يتعرض لظلم كبير.. لأنه حرم من الريالات التي كانت تساعده في توفير الأطعمة والمشروبات المناسبة.. وشراء الهدايا للأقارب والأصدقاء.. وإرضاء عمدة القرية الذي ينتظر الجلباب ماركة “الرفة”!
ومن خلال متابعتي لمواقف الحجاج في السفر والوصول.. كل عام.. فكل حاج ينتظره بالمطار أثناء العودة أكثر من 20 فرداً من أحبائه بقريته.. جاءوا بسيارة ميكروباص.. أو سيارتين.. وبعضهم عيونهم علي حقائب الحاج.. المسكين الذي يحرص علي تقديم الجلبات وسجادة الصلاة والسبحة والطاقية لكل من جاء لاستقباله.. وياويل من ينسي هدية العمدة!!
فالحاج الغلبان الذي لم يستطع الحصول علي الريالات السعودي.. يقف حزيناً وسط المسافرين من الحجاج.. ماذا يفعل لإرضاء الأحباء والأصحاب أثناء العودة؟!
هل يعود وحقائبه خاوية.. من الهدايا؟
لا تندهش عزيزي القارئ.. إنها بالفعل مشكلة كبري لكل حاج غلبان ظلمته التعليمات البنكية.. فحرمته من الريال.. وحاصرته عيون المباحث فمنعته من حمل أكثر من 5 آلاف جنيه لشراء ريالات في السعودية.
بصراحة التعليمات البنكية ظلمت فقط محدودي الدخل من الحجاج الغلابة.. لأنها وفرت الريالات للقادرين وغالبيتهم بالطبع من حجاج السياحة الذين لديهم حسابات بنكية.. رغم أن هؤلاء لديهم القدرة علي تدبير الريالات والدولارات.
فالقيادات البنكية.. أضرت بالفقراء من الحجاج واكتفت بإرضاء الأثرياء والقادرين أصحاب الحسابات البنكية.. وكأن كل من يتولي منصباً حكومياً.. أو بنكياً ينسي هموم الغلابة.. في بلدنا.. لذلك أتمني أن ينحاز اللواء فهمي مجاهد مدير أمن مطار القاهرة واللواء عبدالناصر حامد مدير المباحث الجنائية بالمطار للحجاج الغلابة.. والاكتفاء بتطبيق روح القانون فيما يحمله الحجاج من جنيهات مصرية يمكن استبدالها بريالات سعودية.. لأن 5 آلاف جنيه فقط لا تكفي لشراء ألفي ريال.. خاصة أن الجميع يدرك الظروف الصعبة لشراء العملة.
ونفس الرسالة أوجهها للواء حسام نصر مدير أمن الموانئ حتي نساعد الحجاج الغلابة في شراء هدايا الحبايب والأصحاب وجلباب العمدة.