جريدة أحوال مصر
كتبنا هنا فى مناسبة الاعلان عن نية مصر ترشيح السيدة مشيرة خطاب لادارة اليونيسكو ، ان المبادرة السابقة لأوانها بترشيح السيدة مشيرة خطاب لهذه المنظمة فى هذا التوقيت …قرار خاطىء…ولم يكن صائبا بأى معيار …لا من حيث التوقيت …ولا من حيث الاستعداد المسبق بالتواصل مع الدول العربية حتى لا تتفتت أصوات العرب…ولا مع الدول الافريقية حتى لا يتكرر اللعب من أسفل الطاولة كما حدث مع فاروق حسنى…ولا من حيث شخصية السيدة خطاب على المستوى الدولى ومعرفة العالم بها كوجه له اهتمام معروف بالحضارة والتاريخ والتراث والثقافة والفكر على المستوى العالمى….ولا من حيث المردود المصلحى على مصر حيث أشرنا فيما كتبناه سابقا وأوضحنا ان هذه الوظائف لا تضيف شيئا الى الدولة ..والموظف فى اى مؤسسة دولية اهم التزام عليه هو أن يخلع تماما عباءة انتماءه الوطنى …أى انه لا يفيد بلده وموطنه فى أى شىء……هو فقط أحراج جديد لسياستنا الخارجية …ومجهود اضافى على وزارة الخارجية ..وعلى مؤسسات أخرى… لا أدرى من هو العبقرى الذى اراد أن يجامل دون حسابات او دراسات ..او تقديرات علمية للموقف وكلفة هذا الترشيح ونتائج المكسب او الخسارة…..للاسف هكذا تدار عملية صنع القرار فى مصر ….
أكتب هذا التعليق بعد أن أعلنت قطر عن مرشح لها للمنصب ..ورئيس البرتغال أعلن ترشحه للمنصب وآخرون كثر قادمون على الطريق….أظن أن لدى أجهزة الدولة المصرية من القضايا والهموم ما كان يجب أن تركز عليه فى هذه المرحلة بدلا من خوض هذه المعارك الدونكيشوتية التى لا مردود منها سوى خلق الحساسيات ازاء الدول الاخرى والدخول فى معارك تنافسية لا مصلحة لمصر من ورائها حتى لو …..وهو الاحتمال البعيد جدا…..فازت السيدة خطاب بالمنصب.
