عندما كنت اقل طائرتي للعوده الي وطنى مصر ، كنت اشعر بفرحه شديده تسكن كل اجزاء جسدي ، قلت لنفسي سأرتاح من وهج العمل والقلق الدائم ، وعدم النوم بشعور حزين ، وشعوري بالوحده رغم وجود الجميع بجانبي ، الا اني كنت دائمه الآمل بان هناك في وطنى مصر من يحتضن ألمى وتعبي أمي واخواتي وأولادي والجميع هذا هو ما شعرت به قبل ان استقل طائرتي ، وقبل ان تقلع الطائره بدقائق انقبض قلبي قليلا ، ومرت الساعات وحلقت الطائره في سماء مصر في داخل الاجواء المصريه نظرت من نافذتي رأيت مصر بشكل اخر لما اعهده من قبل رأيت صحراء جرداء لا يوجد بها أناس ولا ماء ، صحراء مظلمه حزينه لم اعرف لماذا أراها هكذا رغم النهار الحار الا اني رايتها صحراء مظلمه ، حالكه الظلمه ، شعرت بشئ من الخوف ، بل ازداد عندي ذلك الشعور الآول الذي انتابني قبل ركوبي الطائره للعوده الي مصر ، نزلت دموع لم اعهدها ، دموع حزن وليست دموع فرح مثل باقي المرات الماضيه .
ماذا بكي يا سيده الكون ؟؟ اري الحزن يسكن ارجاءك اري دموعك تنزل دون ان يمسحها احد ابنائك !! تري ما هو السبب الذي يشعرني بأن بلدي قد تضيع من بين ايدينا ؟؟ لا اعلم لماذا كل هذا الاحاسيس المريره التي شعرت بها الآن وهبط الطائره الي أرض المطار ونزل جميع ركباها وطالت الاحاديث عن الميداين التي يسكنها المعتصمين وفجأه جاء خبر عاجل !! جميع طرق مصر مغلقة ، الدائري مغلق وجميع الميادين مغلقه بشكل كبير يقف الجيش في جميع الاتجاهات والاخوات يحرقون ويقتلون والظباط تقتل والجنود تقتل والشباب تقتل ، رابعه العدويه يفض فيها الاعتصامات الان ، منها من قتل ومنها من رفع يده وخرج سليما ومنهم ومنهم ، لا استطيع ان اكمل ما رأيت فلي معكم حديث اخر فهناك ما رأيت قد يشيب له الشعر ويتوقف به القلب.