فى ضوء الإيمان العميق بالمجتمع المصرى ودوره الحضارى منذ فجر الضمير الإنسانى فى إرساء معالم الحضارة والدعوة إلى أبناء المعمورة كلهم دون ما تفرقه بين الدين والجنس والنوع لكى يعيشوا فى سلام ، والسلام يشع البهاء والجلال والوداعة .. وهو مفهوم نبيل ، والإنسانية فى حاجة ماسه إلى تحقيقة ويجب أن يسود السلام فالسلام ليس مطلبا مستحيلا بل ميسورا .. والسلام ما هو إلا معادلة أو موازنة تحيا بالحركة .. وتعطى دائما الطاقة الروحية وطاقة العمل ، إنه الذكاء والشجاعة الحية ، ومن ثم نرجو أعضاء المجتمعات الإنسانية الرجال منهم والنساء والقادة ذوى أنماط السلوك السوية الجماعية الذين يعملون من أجل حياة المجتمعات الإنسانية سواء أكانوا من رجال السياسة أم من المفكرين أم من الناشرين أم من الفنانين أم الذين يعملون فى مجالات الرأى العام والإعلام أم من المدرسين فى مدارسهم أم من مدرسى الفن والدعاة وعلماء الدين فى دور العبادة جميعها نرجو من الجميع بلا إستثناء أن يبدأوا فى التأمل الأمين الكريم من سيادة السلام فى عالم اليوم .
وتقويم السلام لا يختلف عليه إثنان من ذوى العقول الراجحه ومن الذين يملأ صدورهم الإيمان لكن هناك ظاهرة الحماس المتعمد لظاهرة العنف التى ترجع إلى الفساد الذى يستشرى فى الضمير الأخلاقى الذى لم يدرب التدريب السوى ولم يساعد فى تحقيق هذا الهدف النبيل .. بل العكس نجد أن التفاؤل الاجتماعى يتبدد روحيا وذوقيا مما يؤدى إلى عدم الالتزام بالأمانة من أجل الأمانة ، وبكل ما هو جميل وسعيد فى القلب الإنسانى أى يملأ القلب الإنسانى بالمحبة الحقيقية النبيلة الصادقة .
والمعلوم أن العنف كظاهرة لا يمكن أن يعنى أبدا الشجاعة إنه مجرد انفجار أو تبديد أعمى للطاقة التى تنحط بالإنسان الذى يباهى بأستخدامة ، إلى مستوى الانفعال النفسانى المزرى والملاحظ أن العنف هو نشاط غير إجتماعى وذلك لأنه يستخدم الأساليب التى تسمح لكى يسبب إرتكاب الجرائم .. ومن ثم فالسكوت على حدوثة يعنى مؤامرة ضد الانسانية .. فهو أى العنف يتلاعب إذ يخون العمليات القانونية العادية فضلا عن أن من يستخدمونه يعملون بالقوة التى تنحط إلى مستوى أعمال الإرهاب التى لا ترحم . والعنف هو عدو السلام وإن الحروب المحلية والقومية وما يتخللها من ألوان من العنف التى تسبب الكوارث للآمنين والمحاربين على السواء ، كما تضمنت التأكيد على أن معنى نعم للسلام يتسع لكون نعم للحياة وأن السلام لا يجب أن نذكره ونحن نخوض المعارك الحربية فحسب ، بل نذكرة حيث وجد الإنسان ويجب أن يكون السلام الذى لا يحمى فقط هذا الوجود من التهديدات التى تسببها أسلحة الحروب فقط ولكن ليحمى أيضا الحياة ضد كل خطر وكل النكبات وكل هجوم غادر .
مفهوم العنف والسلام والإرهاب :
نقصد بالعنف الإنسانى الذى يصدرعن البشر .. فالعنف موجود بين الإنسان والطبيعة وبين الإنسان والحيوان .. ونحن هنا ندعو إلى دراسة العنف بين الإنسان و الإنسان على الرغم من أننا نجد حاليا من يمارسون العنف ضد المؤسسات والمنشآت لإلحاق الضرر بالإنسان والمجتمع .. والعنف يحدث بين الأفراد وعلى مستوى الجماهير .. وقد يكون تلقائيا أى لم يخطط أوينظم له من قبل .. وذلك على عكس ما يصدر من أنماط السلوك العنيفة عن بعض الجماعات أو التنظيمات الإجتماعية أو الثقافية أو الدينية أو السياسية المنظمة كالجامعات والأحزاب والتنظيمات المهنية والعنف له ألوان وأنماط ومنها الشعور بالعداوة الذى يندفع من شخص ضد شخص آخر أو ضد جماعات أو مؤسسات ويبرز كذلك عند إعاقة شخص معين من فرصة فهم نفسه حق الفهم وعدم الاعتراف بحاجاته المشروعة أو رفض الاعتراف بحقوقه كعضو فى جماعه معينة .. وهؤلاء يمكن أن يكونوا فريسه لاستخدامهم كأدوات للإرهاب حيث يفقدون الانتماء والولاء للمؤسسات التربوية المشروعة .
أما عن مفهوم السلام الإنسانى .. وهو إسم فى ضوء التعاليم الدينية من أسماء الله جل وعلا تماما كمفهوم المحبة والسلام يكون للتحية والأمان والصلح والنجاه والبراءة من العيوب ومفهوم السلام هو ضد العنف كما أن الشعور بالعداوة وليد العنف كما أن الشعور بالمحبة وليد السلام .. ويلاحظ أن العنف والسلام يتصارعان والصراع هنا عملية اجتماعية يحاول فيها إثنان أو أكثر من البشر أو الجماعات الاجتماعية تحقيق أغراضه ومصالحه ومنع الآخر من تحقيق ذلك لو اقتضى الأمر القضاء علية وتحطيمة .
وإذا كان العنف يوجد فى مجتمعنا المصرى المعاصر على مستوى الجماعات و الافراد .. فإن التراث الثقافى المصرى يتعطر بمفهوم السلام ويكفى لتأكيد ذلك أن نذكر أن الكتاب المقدس قد تضمن مفهوم السلام بصورة وأنواعه 133 مرة كما تضمن مفهوم العداوة والأعداء 40 مرة وقد ذكر مفهوم السلام ومشتقاته فى مواضيع عديدة فى القرآن الكريم فى صورة وآياته 131مرة ، كما تضمنت مفاهيم الإعتداء والعدو والعداوة والعدوان وهى وليدة مفهوم العنف بصورها وأنواعها 104 مرات .
أما مفهوم الارهاب وإستخدامه كوسيلة من وسائل الإكراه فى المجتمع الدولى على الرغم من أنه لا يوجد لديه أهداف متفق عليها عالميا ولا ملزمة قانونا وتعريف القانون الجنائى للإرهاب يشير إلى الأفعال العنيفة التى تهدف إلى خلق أجواء من الخوف ويكون موجها فى ضوء عقائد دينية أو سياسية أو هدف ايديولوجى وضد سلامه المدنيين وغير المدنيين وتمارس فيه أعمال العنف غير المشروعة والحرب ويتم أستخدام تكتيكات من قبل المنظمات الإجرامية لفرض قوانينها . وأصبح مفهوم الإرهاب غامضا ومختلف علية بسبب التعقيدات السياسية والدينية .
من العوامل التى أدت إلى ظهور الجماعات الدينية المتطرفة :
التطرف لغويا يعنى تجاوز حد الإعتدال وهو نوع من التباين أو التفاوت وهو يعنى إثراء فى المعرفة الإنسانية إذا وجد المناخ الثقافى الاجتماعى الذى يعترف فيما يتعلق بالمجتمع الإنسانى بالرأى الآخر وييسر فى هذا المجال الحوار البناء بدلا من الحوار التصادمى والذى يعترف بحق الملايين من البشر على تباين أنواعهم ومكانتهم الاجتماعية ومستويات تعليمهم فى الإفادة من هذا الاثراء المعرفى ، وقد يصبح التطرف ضارا إذا لم يتيسر هذا المناخ الثقافى الاجتماعى فنجد من أنه بدلا من أن يتسلط الإنسان على الطبيعة لمصلحة الملايين من البشر قد تتسلط أقليه لمصلحتها على حساب هؤلاء الملايين من البشر وبدلا من أن يسود الحوار بين ممثلى الرأى وممثلى الرأى الآخر يسود التعصب أى التطرف فى الرأى وتجاوز حد الاعتدال فيه وما قد يترتب على ذلك من ألوان السلوك الإنسانى العنيف وما يصاحبه من عنف وإرهاب.
والملاحظ أن المجتمع المصرى فى هذه المرحلة التاريخية يعيد صياغة الكثير من القيم فى ضوء تاريخه العريق وفاجأ العالم كما فاجأه فى السابق بثورتين خلال فترة وجيزة وصحح المسار بخارطة للمستقبل وقطع الطريق على ذوى الأطماع فى الوطن المصرى الكبير فى الداخل والخارج . ويجابه اليوم ما يسمى بالجيل الرابع من الحروب فى ظروف عالمية وإقليمية غير مواتية .
وفى ضوء هذه الظروف ينفذ المجتمع المصرى خطة المستقبل مع مواجهه الكثير من التحديات ليس فقط فى مجال الانتاج ورفع مستوى المعيشة وإرساء التنظيم السياسي السليم وغرس المبادىء الديمقراطية بأنماطها العديدة وتطبيق قواعد العدالة وتكافؤ الفرص – وخلق المناخ الثقافى الاجتماعى الإيجابى الذى فى ظله يمكن أن يواجه كل هذه التحديات . وذلك بمحاولة تطهير المتناقضات الثقافية فى مجتمعنا المعاصر والتخفيف من حدة ألوان الصراع الناشىء عنها مع وجود العمل لتحقيق هذه الأهداف عن طريق القاده القادرين المخلصين .
إن تطهير المتناقضات الثقافية والتخفيف من حدة الوان الصراع الناشىء عنها ييسران بالضرورة وضوح الرؤية عند أعضاء مجتمعنا المصرى والشباب فى مسيس الحاجة إلى وضوح الرؤية وبخاصة فى ضوء الظروف التى يمر بها المجتمع فى الوقت الراهن فعملية التنمية تسير قدما والشباب أبناء الجيل الحديث هم دم الحياة للتنمية الجديدة ومن ثم فمن حقهم على المجتمع أن يشتركوا فى حوار عن صناعة مستقبلهم . ومن حقهم أيضا أن ييسر المجتمع لهم المنافذ الاجتماعية السوية لكى يقوموا ببناء المستقبل بعد دراسة الماضى وفهم الحاضر فى ثقة وكبرياء وروح معنوية عالية وعمل جماعى مع خلق الحاجة إلى التغيير الثقافى الحضارى المنشود .
ونقدم فى هذا المجال مشروعا تتعاون فيه مؤسسات المجتمع لمواجهة الإرهاب والتطرف والتعصب بأسلوب علمى تحت عنوان :
المرصد الإنسانى لمواجهة الإرهاب
تهدف هذه الدراسة إلى البحث عن العوامل التى لاتؤدى إلى الارهاب .. ذلك لأن مسئولية اعداد وتكوين جيل جديد من دعاة السلام ونبذ الإرهاب والتطرف والتعصب مسئولية مؤسسية ومجتمعية ووطنية ودولية بالتعاون مع قادة الفكر والعلم والسياسة والثقافة والتعليم فى ارساء نموذج القدوة الطيبة على كافة المستويات . ذلك لأن الإرهاب والتطرف والحروب تبدأ جميعهاً فى عقول البشر ثم تأخذ بعد ذلك مظاهر الشعور بالعداوة نحو الآخرين الذين قد يكونون من أقرب الأقرباء .. فى ضوء تنافر المصالح الشخصية مع الآخرين داخل الأسرة الواحدة أو المؤسسة الواحدة أو المجتمع الواحد .. ثم تنتقل مظاهر الشعور بالعداوة بين مجموعات وفئات وطوائف وأحزاب وهيئات رياضية وثقافية وفنية حيث تتخذ من المنافسات الرياضية وسيلة التنفيس عن مشاعر العداوة الكامنة التى تكونت فى مراحل التنشئة الأولى وفى غياب القدوة الصالحة .. كما نجد بعض المسئولين والقادة الثقافيين يفتقدون أساسيات الحوار البناء الذى يتقبل الرأى الآخر المخالف له .. فى سعة افق ولايفسد للود قضية .. وينبذ الحوار التصادمى الذى يفسد قضايا الود .
وقد يعرف الإرهاب والتطرف فى أنه الخروج عن حد الاعتدال فى رأى المؤسسة أو المجتمع أو الدولة الواحدة أو الإقليم الواحد الذى يتكون من أكثر من دولة أو المجتمع الدولى الذى أنشأ مؤسسات تحت مسمى الأمم المتحدة والمؤسسات التابعة لها على أمل السعى لفض المنازعات بين الدول بالطرق السلمية .. ومن خلال خبرة العمل فى مصر نجد أنه خلال القرن الماضى وقبل الماضى تعرضت لإستعمار سافر من قوى خارجية استحلت لنفسها غزو الدول للحصول على ثروات طبيعية وهيمنة سياسية وثقافية .. وظهرت فى مقابل ذلك حركات التحرر الوطنى ومقاومة الإستعمار بأساليب عديدة والقوة المسلحة .. ولم يتم تصنيف ذلك فى عداد الإرهاب .. واكتسبت حركات التحرر الوطنى مشروعية وإعتراف عالمى ودولى .. وأرغمت الدول الإستعمارية على الإنسحاب والتراجع لكنها استبدلت بالاستعمار العسكرى .. أساليب اكثر دهاء فى تجنيد بعض الفئات لكى ترتبط فكرياً أو عضوياً أو إقتصادياً بالدول المستعمرة .. لتحقيق مصالحها دون استفزاز ظاهر متمثل فى القواعد العسكرية السابقة .
وتم إستخدام وسائل ذكية عديدة من خلال وسائل الإعلام والثقافة بكافة أنواعها .. ولعبت السينما دوراً ملموسا فى الترويجً لأفكار ثقافية وأنماط سلوكية تواكب مصالح فئات وأحزاب وقوى سياسية وإقتصادية محلية ودولية .. ومن جانب آخر ساهمت بدقة بالغة فى الترويج لمعلومات مشوهة أو غير دقيقة أو مغلوطة عن شعوب بعينها للتمهيد لدعم الخلافات والشقاق .. وخلق المصالح المتعارضة وغلق منافذ البحث عن عوامل الإتفاق .. والتعايش فى تعاون نسبى قد يفيد الأطراف المتعارضة ويفتح أبواب الأمل فى معالجة أسباب الشقاق الجماعى أو المؤسسى أو الوطنى أو الدولى وقد يرى المؤرخ المنصف لهذه المرحلة أن المصالح الاقتصادية والسياسية والثقافية بمفهومها الشامل لايمكن أن تتحقق إلا بالبحث عن منافس أو عدو لتسخير طاقات الناس فى الدفاع عن النفس مع تغليب قيم الخوف من الأقوياء وخشيتهم وإحتقار الضعفاء والسخرية منهم وإستمرار إستغلالهم .. بل القضاء عليهم واعتبارهم عبئاً على البشرية .. وتسبب ذلك فى ظهور قادة لمواجهة هذا الفكر وفى غياب العدالة وازدواجية المعايير والشعور بالظلم والإضطهاد .. ظهر أصحاب الحقيقة المطلقة الذين ساهموا فى الإنغلاق على رؤية أحادية والخروج عنها غير مقبول .. وبذلك وجدنا تزييف للحقائق فى جانب دعاة المصالح لسيادة وهيمنة القوة الغاشمة ، وظهرت فى المقابل دعاوى للمقاومة بأسلوب جامد يواجه القوة بالعنف الذى اكتسب مشروعية ووجد ترويجاًفى محيط أجيال من النشء والشباب .
وارتفعت أسهم الوسطاء وهيئات المنتفعين بالترويج لسيادة العنف والتطرف والإرهاب .. وظهرت فوضى تفسير المفاهيم التى تناقش مفهوم الظلم أو الشعور بالظلم داخل المجتمع الواحد والهيمنة من دولة ضد دولة أخرى وهل هى وسيلة مشروعة .. لاحقاق الحق أم أنه إرهاب وتطرف وخروج عن القيم السائدة فى مرحلة تاريخية محددة ؟؟ وفى ضوء دراسة تاريخ البشرية .. نجد أن معاناة الإنسان علـى مر العصور .. كانت نتيجة تضارب المصالح وتسخير الفكر الإنسانى فى إتجاه تحقيق أهداف القوى المهيمنة مادياً أو فكرياً دون مراعاة للخسائر البشرية والاقتصادية .. والقضاء عــلى ملايين البشر مـن أطـــفال ونساء ورجال .
إن كل ماسبق .. يمثل رؤية الكاتب الذى يرجو من القارئ الكريم أن يتفضل بتحليلها ونقدها والاضافة إليها .. فى قناعة اكيدة بأهمية التعرف على الرأى المخالف مع الرأى المؤيد .. على قدم المساواة .. والمطلوب الآن البحث عن الرؤية المستقبلية التى درست الماضى .. وعملت على فهم الحاضر .. والتى تسعى للبحث عن عوامل الاتفاق الممكنة لتحقيق المصالح المشتركة للأفراد والجماعات والمؤسسات داخل المجتمع الواحد ثم الخروج إلى المجتمع الدولى والعالمى فى دعوة للتعايش فى سلام ومحبة بين الشعوب ، من خلال مؤسسات رائدة وقيادات مستنيرة مسلحة بالعلم والمعرفة والثقة والتفاؤل والصبر لعلها تبدأ فى غرس ثقافة التسامح والسلام العادل باستخدام الحوار البناء ونبذ التصادم بالحوار أو بالتعصب أو بالعنف أو بالسلاح .
ومن المفيد أن نستعرض بعض الخبرات التى ظهرت فى مصر فى القرن الماضى .. من خلال قيادات مستنيرة أسست جمعيات ومؤسسات للمجتمع المدنى مثل جماعة الرواد التى أعلنت شعارها بأن قوة الوطن فى قوة أشخاصنا فلنبدأ بأنفسنا .. كما ظهرت جمعيات للشبان المسيحية التى تجمع مسلمين ومسيحيين .. وجمعيات الشبان المسلمين التى تعاملت فى مودة ومحبة مع جمعيات الشبان المسيحية تحت مظلة الدين لله والوطن للجميع .. وساهمت حركة المجتمع المدنى فى مصر فى نشر ثقافة السلام الاجتماعى عمليا ًوطبقت تجارب رائدة فى تحقيق الوحدة الوطنية دون ضوضاء أو مظهرية .. لأن الشعب المصرى يستطيع أن يكتشف الغث من الثمين ، ولديه أساليب مبدعه فى مقاومة الظلم والقهر جعلت هذا المجتمع المصرى يستمرلآلاف السنين ويتعامل مع شعوب العالم فى ثقة وندية ويستوعب الحضارة الإنسانية ويأخذ منها ويعطيها .
ومن جهة أخرى اكتشف الكاتب إمكانية التوافق بين شباب العالم من خلال مشاركته فى الأنشطة الجامعية ومعسكرات العمل الدولية .. وبرامج الكشافة والجوالة والمهرجانات الثقافية والفنية والرياضية بين شباب الدول علـى المستوى العربى والأفريقى والعالــمى . وبـعد هــذا الـعـرض نقـترح إعــداد ( المرصد الانسانى لمواجهة الإرهـاب والتطرف فــى محيط النشء والشباب ) على اعتبار أننا نتعامل مع المستقبل فى خطة قريبة المدى ومتوسطة المدى وبعيدة المدى .
فإذا كان دعاة التطرف والإرهاب والتعصب والعنف قد بنوا خططهم على مدى عشرات السنين فمن الواجب أن يقوم دعاة السلام والتفاهم والمحبة فى مواجهة هؤلاء وتنقية الآثار المدمرة التى أرهقت العالم أجمع دون تفرقة بين سكان الشمال والجنوب ، وتنوير الجميع باهمية التعايش الإنسانى لأن التقدم سيفيد الجميع .. وتخلف جزء من سكان العالم لن يعود بالخير على الأجزاء الأخرى من سكان الأرض ذلك الكوكب الذى لايمثل إلاجزءاً متواضعاً من العالم الذى لاحدود له .
وتتمثل أهداف المرصد فى الكشف عن الجوانب المضيئة فى العلاقات الإنسانية .. لتدعيمها .. والبحث عن عوامل الإرهاب والتطرف للقضاء عليها من الجذور .. إن العالم اليوم يترقب مبادرات من قادة الفكر والعلم والثقافة من النساء والرجال على السواء ليعلنوا العوامل التى لاتؤدى إلى الإرهاب والتطرف والتعصب وإرسال رسالة إلى قادة العالم لوقف كل مظاهر الظلم والاعتداء على الآمنين والمدنيين وسرعة رفع المعاناة عن الأطفال والنساء والرجال الذين يقاسون من ويلات الحروب التى نشأت تحت دعاوى مقاومة الإرهاب والبحث عن أسلحة الدمار الشامل !! تلك الحروب التى تساهم فى تنشئة أجيال جديدة من الذين يردون العنف بالعنف .. مع وضع خطط وبرامج للعمل على نشر ثقافة السلام العادل والمحبة والمودة والعدالة بين الناس من الطفولة المبكرة مروراً بمراحل النشء اليافع والشباب من الذكور والاناث على السواء .. لعلنا بكل الموضوعية والتفاؤل .. أن نسهم فى بناء مستقبل أفضل للإنسانية .. من خلال المرصد الانسانى المقترح لتجفيف منابع الارهاب واعداد أجيال جديدة من دعاة السلام والمساواه والعدل حتى نتفرغ للتنمية وبناء أسلحة العمار الشامل من أجل سعادة ورخاء الانسان فى كل مكان .
خاتمة :
يحتاج هذا المرصد إلى آليات تنفيذ حتى يمكن الإفادة منه لخدمة الوطن ويتطلب ذلك تبنى وزارة الثقافة لهذا المشروع وتشكيل مجلس أمناء للمرصد وجهاز تنفيذى لرصد مظاهر الإرهاب بكافة صوره تمهيدا لقيام المؤسسات الثقافية بوضع البرامج والمشروعات لمواجهة هذا الإرهاب ونشر ثقافة السلام والمحبة بين أعضاء المجتمع من المراحل السنية المبكرة والتدريب على مواجهة مظاهر الإرهاب بكافة صوره تأكيدا على دور الثقافة بمفهومها الشامل فى مواجهة الإرهاب والتعصب والتطرف من خلال الأنشطة الثقافية المتعددة والفنون الرفيعة والقيم والمثل العليا للوطن والقدوة الوطنية المخلصة .