رغم أنه خسر مباراتيه ضد لاعب بريطاني ثم ألماني، يومي الخميس والسبت، فإن المصري إبراهيم حمدتو أصبح محط اهتمام العالم في الألعاب البارالمبية التي تستضيفها ريو دي جانيرو من 7 إلى 18 سبتمبر الجاري.
حمدتو مبتور الذراعين من فوق المرفقين بسبب حادث قطار تعرض له حين كان طفلا، إلا أن ذلك لم يمنعه من مزاولة لعبة تعتمد “حكرا” على اليدين وهي تنس الطاولة، ليكون أول لاعب تنس طاولة في تاريخ أولمبياد ذوي الاحتياجات الخاصة يشارك في المنافسات دون يدين، معتمدا حصرا على “أسنانه”.
وتحدث حمدتو صاحب الـ 43 عاما إلى “فرانس برس”، حيث قال: “أنا سعيد لتمكني وحسب من المجيء إلى هنا من مصر للمشاركة في الألعاب البارلمبية واللعب ضد بطل. لا يمكنني أن أصف ما يشعر به قلبي: أنا سعيد للغاية”.
كان حمدتو، ابن مدينة دمياط، في العاشرة من عمره عندما تعرض للحادث، وقال مدربه حسام الدين الشوبري: “بعد الحادث، بقي منزويا في المنزل دون أن يتحدث لفترة 3 أعوام. رفض الخروج من المنزل”.
حاول أحد أصدقاء العائلة إخراج المراهق حمدتو من الحالة النفسية الصعبة بواسطة الرياضة، وبما أنه لم يعان من أي ضرر في الجزء السفلي من جسده، كانت كرة القدم الخيار البديهي، “لكن كرة القدم لم تكن نافعة” حسبما يؤكد حمدتو.
وفسر المدرب سبب عدم نجاح حمدتو في لعبة كرة القدم، قائلا: “كانت خطيرة جدا. كما تعلمون، بغياب الذراعين لا يمكنك أن تحمي نفسك في حال سقوطك على الأرض”.
لجأ حمدتو بعدها إلى تنس الطاولة التي حاول مزاولتها في بداية الأمر من خلال وضع مقبض المضرب تحت إبطه الأيمن، و”هذا الأمر لم يفلح أيضا” حسبما قال والابتسامة على وجهه، ثم حاول بعدها أن يمسك مقبض المضرب بفمه.
لكن ما تطلبه لعبة كرة المضرب أكثر بكثير من مسألة الإمساك بالمضرب، فهي لعبة تعتمد على ضرب الكرة بسرعة وبشكل متكرر إلى الجزء المقابل من الطاولة، إلا أن حمدتو وجد الطريقة المناسبة.
في لعبة كرة الطاولة هناك إرسال، أي على اللاعب أن يرفع الكرة في الهواء قبل أن يضربها، وهنا استعان حمدتو بأصابع قدمه اليمنى ليرفع الكرة قبل أن يرسلها بالمضرب الموجود بين أسنانه، مستعينا بعضلات عنقه.
يؤكد حمدتو: “لقد احتجت إلى 3 أعوام لكي أتعلم”، و”بعدها تغيرت حياته” بحسب مدربه الذي أضاف: “كما تعلمون، ذهب بعدها إلى المدرسة مجددا”.
أصبح حمدتو بطلا في وسائل التواصل الاجتماعي، وهو محور فيديو على موقع “يوتيوب” أطلق عليه عنوان “لا شيء مستحيل” تمت مشاهدته أكثر من 2.3 مليون مرة.
المشكلة التي يعانيها حمدتو تتعلق بالناحية الرياضية لأنه من المستحيل أن يحظى بفرصة عادلة أمام منافس يلعب بيده، فهو “اللاعب الوحيد الذي يلعب بفمه” بحسب مدربه الذي أضاف: “لا يوجد هناك أي لاعب مثله. لو أن هناك 5 أو 6 أو 7 لاعبين يلعبون بالفم لقمنا بإنشاء فئة جديدة”.
وقد يحصل هذا الأمر في نهاية المطاف، لأن حمدتو يدرب حاليا طفلين بلا أذرع يبلغان من العمر 10 و12 عاما، وفق ما يؤكد الشوبري: “يريد أن يمنح هذين الفتيين المهارات التي لم يكن بمقدور أحد أن يمنحه إياها حين كان صغيرا”.